مفاجأة فلسطينية غير متوقعة

حجم الخط
0

مفاجأة فلسطينية غير متوقعة

مفاجأة فلسطينية غير متوقعةفاجأ الفلسطينيون الذين ذهبوا الي صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس تشريعي جديد العالم بأسره بانضباطهم واحساسهم بالمسؤولية، بحيث جاءت الانتخابات نظيفة من اي مشاكل، فلم يقتل او يجرح أحد، وسارت الأمور بهدوء وكأن الانتخابات تجري في سويسرا او السويد وليس في منطقة كانت حتي قبل اسبوع تعيش حالة من الفلتان الأمني، وسيطرة العصابات المسلحة.ومثل هذا الانضباط غير المسبوق سيؤسس لعملية ديمقراطية فاعلة، تتمخض عن مؤسسات، وفصل كامل للسلطات، وحياة سياسية نشطة تقوم علي اساس التعددية، واحترام ارادة الناخبين الذين هم اصحاب الشرعية والقرار.ليس المهم ان تحصل حركة فتح علي مقاعد اكبر من حماس في المجلس التشريعي الجديد، او يحدث العكس، بل المهم هو احترام الجميع لنتائج هذه الانتخابات، والتسليم بان مرحلة تصرف فصيل واحد بسلطة اتخاذ القرار قد انتهت وربما الي غير رجعة.لا يستطيع احد ان يقول انه يمثل الشعب الفلسطيني، ويملك تفويضا بالتفاوض، وتوقيع اتفاقات نيابة عنه. فبعد ظهور نتائج هذه الانتخابات ستتكون مرجعية سياسية وتشريعية جديدة تعكس مختلف الوان الطيف السياسي الفلسطيني، وتتولي مسؤولية مراقبة اداء السلطة، وتمنح الثقة او تحجبها عن الحكومة ووزرائها.دخول حركة المقاومة الاسلامية حماس معمعة الانتخابات للمرة الأولي بعد مقاطعة الانتخابات التشريعية الأولي هو التطور الأبرز والأهم، لأن وجود نواب يمثلون الحركة في المجلس التشريعي الجديد سيثبت وجود معارضة حقيقية مسؤولة للمرة الأولي في تاريخ العملية السياسية الفلسطينية.فالمجلس التشريعي الأول كان مجلس السلطة ونوابها، كان مجلساً دون اسنان ومخالب، وظيفته مباركة معظم خطوات السلطة ورئيسها، وكان همّ معظم اعضائه كيفية الحصول علي اكبر قدر ممكن من الامتيازات المادية والمعنوية.المأمول ان تكون هذه الصفحة الرمادية من تاريخ الشعب الفلسطيني في الداخل قد طويت، وجري استبدالها بصفحة ناصعة البياض، لمجلس تشريعي جديد يضم نواباً يحرصون علي تمثيل مصالح ناخبيهم، ويقدمون مصلحة الوطن العليا علي مصلحة الافراد والاحزاب والكتل السياسية.الفلسطينيون في الأرض المحتلة اجتازوا اختبار الديمقراطية بنجاح كبير، وانعكس ذلك في نسبة المشاركة العالية، وخوض انتخابات نزيهة حرة خالية من شوائب التزوير والعنف، وهذا نجاح يمكن ان يقدم نموذجاً طيباً للديمقراطية العربية الوطنية في مواجهة الديمقراطية الامريكية المغشوشة.دروس كثيرة يمكن استخلاصها من كل ذلك، ابرزها ان الفلسطينيين صوتوا ضد الفساد والفاسدين، واختاروا الدماء الشابة الجديدة التي تتمسك بالثوابت الوطنية، وعلي رأسها سلاح المقاومة في مواجهة احتلال توسعي استيطاني غير مسبوق في التاريخ الحديث.نتوقع انحسارا لكل الوجوه القديمة التي هيمنت علي العمل السياسي الفلسطيني لأكثر من ثلاثين عاماً. مثلما نتوقع مرحلة جديدة من المحاسبة والرقابة، وقيام سلطة المؤسسات وليس سلطة الفساد والفهلوة والارتجال.9

mostread1000000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية