مفاجآت زعيم تنظيم القاعدة
مفاجآت زعيم تنظيم القاعدة فاجأ الشيخ اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الكثير من الخبراء في الارهاب باصدار شريط صوتي علي درجة كبيرة من الاهمية يرد فيه بشكل عملي علي هؤلاء الذين توقعوا موته او وفاته، لانه لم يخاطب العالم بالصوت والصورة منذ عام تقريباً، وترك هذه المهمة لنائبه الدكتور ايمن الظواهري.زعيم تنظيم القاعدة قدم نفسه في هذا الشريط كسياسي يريد ان يلعب دوراً مباشراً وفاعلاً في السياسة الدولية والاقليمية، ويمكن رصد هذا التوجه الجديد في النقاط التالية: اولاً: عرض الشيخ بن لادن مبادرة جديدة هي الاولي من نوعها علي الولايات المتحدة الامريكية، تتمثل في اعلان هدنة طويلة المدي ووعد بان يلتزم بها، شريطة انسحاب القوات الامريكية من العراق وافغانستان.وهو بهـــذا العرض يريد ان يقـــول ان القـــاعدة ليست تنظـيماً ارهابياً يؤمن بقتل الصليبيين واليهود، وانما هو تنظيم سياسي ايضاً يملك اجندة سياسية محكمة. ثانياً: اراد زعيم تنظيم القاعدة ان يلحق اكبر الضرر بخصمه اللدود الرئيس بوش من حيث تحميله مسؤولية الخسائر الامريكية الضخمة، مالياً وبشرياً، في العراق، من خلال قوله للشعب الامريكي انه يرفض الاستماع لاستطلاعات الرأي التي تطالبه بسحب القوات من العراق. ثالثاً: يحرص زعيم القاعدة في هذا الشريط علي تعزيز وجهة النظر التي عبر عنها بعض الاكاديميين الامريكيين والاوروبيين مؤخرا بضرورة التفاوض مع القاعدة . مثلما تم التفاوض مع الجيش الجمهوري الايرلندي والفايتكونغ في فيتنام. فتقديمه مبادرة سلام وعرضا بالهدنة، يمكن ترجمتهما علي انهما عرضان للتفاوض. رابعاً: يفرق الشيخ بن لادن وللمرة الثانية بين الرئيس والشعب الامريكي، ويحاول ان يثبت عملياً بان السياسة الخارجية الامريكية المتبعة حالياً هي سبب كل الامراض الامنية الامريكية. خامساً: باعلانه ان الاستعدادات جارية لتنفيذ عمليات ضد اهداف امريكية داخل الولايات المتحدة نفسها، يريد زعيم القاعدة ان يقول بأن الاستراتيجية التي يكررها الرئيس بوش دائماً بانه يقاتل الارهابيين في بلادهم حتي يمنعهم من الوصول الي الاراضي الامريكية هي استراتيجية فاشلة.انه شريط علي درجة كبيرة من الاهمية، سواء من حيث التوقيت او من حيث المضمون، ويثبت ان تنظيم القاعدة ما زال اللاعب الابرز علي الساحة الدولية، رغم ان زعيمه ما زال مطارداً، مثلما يريد ان يثبت مرة اخري ايضاً ان الحرب الامريكية علي الارهاب التي كلفت حتي الان 300 مليار دولار واكثر من الفي ومئتي قتيل امريكي، وعشرين الف جريح، علاوة علي مئة الف عراقي قتيل لم تحقق الا نجاحات محدودة للغاية.9
mostread1000000