معركة بعبدا ـ عاليه اختبار للأكثرية والأقلية والحريري لا يقرّر مرشح القوات بدلا عنها

حجم الخط
0

معركة بعبدا ـ عاليه اختبار للأكثرية والأقلية والحريري لا يقرّر مرشح القوات بدلا عنها

معركة بعبدا ـ عاليه اختبار للأكثرية والأقلية والحريري لا يقرّر مرشح القوات بدلا عنهابيروت ـ القدس العربي ـ سعد الياس: بعدما أنجزت القوات اللبنانية مراسم الوداع المشرّف للنائب ادمون نعيم العمود الاساس في هيكل كتلتها النيابية بحسب وصف عقيلة رئيس الهيئة التنفيذية للقوات النائبة ستريدا جعجع، يمكن القول إن القوات ستبدأ اعتباراً من اليوم بدرس آفاق الامتحان الانتخابي الذي ينتظرها في دائرة بعبدا ـ عاليه لملء المقعد الماروني الذي شغر بوفاة نعيم. قبل ذلك، لم تشأ القوات الدخول في الاعتبارات الانتخابية احتراماً للفقيد الكبير.غير أن ضيق المهلة لانجاز الانتخاب الفرعي والمحددة بستين يوماً تفترض تسريع الخطي خصوصاً أن هذه الانتخابات تأتي في توقيت ساخن بلغت فيه حدة التشنجات بين الاطراف الممسكة بالخــــيط الانتخابي في المنطقة حداً لم تبلغه من قبل ولاســـيما بين رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.ولا يمكن تشبيه الانتخابات الفرعية في بعبدا ـ عاليه بتوقيتها ومعانيها لا بالانتخابات الفرعية في صيدا التي حملت أسامة سعد بالتزكية الي الندوة النيابية ولا بالانتخابات الفرعية في بيروت التي حملت بدورها الاستاذ غسان تويني الي خلافة ابنه الشهيد جبران تويني في البرلمان، بل إن تلك الدائرة بتلاوينها السياسية والطائفية المختلفة تحمل ابعاداً سياسية كثيرة تتجاوز بكثير الابعاد السياسية للمعركة الانتخابية التي حصلت في المتن الشمالي بين قوي المعارضة المسيحية آنذاك وقوي السلطة. فهل تشكل انتخابات بعبدا ـ عاليه فرصة لاختبار قوة فريق 14 آذار وقوة الخصم المتمثل بفريق 8 آذار في ظل حديث متزايد عن أن الاكثرية النيابية غير معبرة عن الاكثرية الشعبية؟وهل تُستخدم في تلك الانتخابات كل وسائل المعركة المتاحة؟يبدو أن أصوات المعركة تعلو علي اصوات التوافق في المنطقة، والجنرال ميشال عون الذي يعتبر بعبدا عرينه ولديه فيها تمثيل واسع يريد الثأر من الخسارة التي مني بها في المنطقة من خلال تحالفه هذه المرة مع حزب الله وتجديد تحالفه مع الامير طلال ارسلان والحزب السوري القومي الاجتماعي، فيما القوات اللبنانية تنطلق من اصوات قاعدتها وترغب بدورها في التأكيد علي حضورها التمثيلي في الشارع المسيحي الذي لم تترجمه نتائج الانتخابات الماضية بسبب عوامل عديدة في طليعتها حرصها علي التوفيق بين احترام تحالفاتها السياسية وفق قانون الـ 2000 رغم عدم اقتناعها به من جـــــهة وحرصها الاكبر علي تأمين أوسع دعم نيابي وسياسي مسيحي وغير مسيحي لاطــــلاق قائدها سمير جعجع الذي أدخل السجن بسبب خياراته السياسية من جـــهة أخري. وقد كان لهذه الصورة وقعها في الشارع المسيحي الذي ذهب في اتجاه العماد عون، وما عزّز هذا التوجه نحو الجنرال العائد لتوّه حركة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في اتجاه حزب الله ومهاجمته التسونامي الذي كان ينظر اليه بأمل كثير من المسيحيين للتخلص من زمن الوصاية السورية ومفاعيلها.اما اليوم وقد تغيّر كثير من المشهد السياسي وانقلبت التحالفات من محور جنبلاط ـ حزب الله الي محور عون ـ حزب الله، فالامور قد تأخذ منحي آخر، وإن كانت مصادر قواتية تري أن البعض مازال يصرّ علي تصوير القوات بمظهر الحليف غير الاساسي والذي لا يقرّر،وهو ما حمل امس رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري علي الاتصال من واشنطن برئيس الهيئة التنفيذية في القوات سمير جعجع لنفي صحة خبر ورد في إحدي الصحف وأظهره مقرراً عن القوات ما هو حق لها، وأتبع اتصاله بنفي علني عن اقتراحه ترشيح الاعلامية مي شدياق. وفي المعلومات أن الحريري أكد لجعجع في اتصاله أن الاسم الذي تقترحه القوات هو الذي سيحظي بدعمه. ولكن السؤال المطروح هل يجازف كل من جنبلاط وحزب الله في الدخول في معركة غير محسومة النتائج، فترتدّ علي رصيدهما السياسي، أم يبقيان علي مسافة معينة من هذه الانتخابات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية