معرض متكامل بدارة الفنون عن الجدار والحواجز : أربعة تشكيليين ومخرج سينمائي يقدمون رؤيتهم الفنية لمعاناة الفلسطينيين!

حجم الخط
0

معرض متكامل بدارة الفنون عن الجدار والحواجز : أربعة تشكيليين ومخرج سينمائي يقدمون رؤيتهم الفنية لمعاناة الفلسطينيين!

يحيي القيسيمعرض متكامل بدارة الفنون عن الجدار والحواجز : أربعة تشكيليين ومخرج سينمائي يقدمون رؤيتهم الفنية لمعاناة الفلسطينيين!عمان ـ القدس العربي تستضيف مؤسسة خالد شومان ـ دارة الفنون في عمّان حتي الثالث عشر من نيسان (ابريل) المقبل المعرض المتكامل المخصص لموضوع (الجدار والحواجز) ويشارك فيه أربعة فنانين فلسطينيين هم: إميلي جاسر، رلي حلواني، طارق الغصين، دانا عريقات إضافة إلي عرض متواصل لفيلم (توتر) للمخرج رشيد مشهراوي…ويقدم كل واحد من هؤلاء الفنانين رؤيته الخاصة بالكاميرا الفوتوغرافية وبالتلفزية لجدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل، وتلك المعاناة التي يعيشها السكان نتيجته، وأيضا بسبب الحواجز التي تقطع أوصال البلاد، وتجعل التواصل صعبا بين السكان، إضافة إلي رصد أحوال الفلسطينيين في أماكنهم وتمنياتهم الإنسانية في التواصل مع أهلهم في شتاتهم، وكل هذا يتم ضمن أساليب فنية عالية المستوي، تلتقط هذه الحالات لتدمج فيها المكان وانزياحاته بالسكان، وحركتهم اليومية، والاجتماعية، ولقد أتيح لهؤلاء الفنانين فرصة الحركة في فلسطين كونهم يحملون الجنسية الامريكية ما عدا مشهراوي، ولهذا أتت أعمالهم ذات طابع مغاير وجريء ربما.أولي هذه التجارب للفنانة الفلسطينية إميلي جاسر، هي من مواليد الرياض وتعيش بين رام الله ونيويورك,وهو معرض فوتوغرافي بعنوان من أين نأتي ضم 31 صورة ملونة، وجاءت نتيجة قيامها بالالتقاء مسبقا مع عدد من الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، وتوجيهها السؤال التالي: لو أستطيع عمل شيء لكم، في أي مكان في فلسطين، ماذا يمكن أن يكون؟وقد أتاحت لها حريتها النسبية أن تنجز بعض الآمال الصغيرة، وتحيي بعض الذكريات لهؤلاء الأشخاص، وتصورها لهم، فمنهم من طلب أن تلتقي مع أمه لأنه لا يستطيع زيارتها، ومنهم من طلب أن تزور بيتهم القديم المهدم في مناطق 48، أو تدفع له فاتورة هاتف، أو تأكل نيابة عنه الصيادية الغزاوية أو الكنافة النابلسية، و هكذا تدرجت المطالب من الشخصي الحميمي إلي الأشمل. أما في فيلمها (عبور سردة) الذي صورته بواسطة كاميرا محمولة في حقيبتها، وتطل من فتحة فيها عدستها، فهي تسجل من خلاله رحلتها اليومية علي طريق رام الله ـ بير زيت عبر نقاط تفتيش إسرائيلية متعددة وصولا إلي عملها في الجامعة. حيث التدابير العسكرية الصارمة الأكثر تعقيداً والتي تحول دون تنقل البشر من منطقة إلي أخري وما يصاحبها أحيانا من عواقب مدمرة، وهي تظهر فيها تلك القسوة المفرطة في تقسيم الأرض، ومنع الأهالي من السير عليها بسلاسة، بل تفرض عليهم معاناة يومية لا تحتمل، ولا فرق بين طفل أو امرأة أو شيخ مسن في قطعه لنحو كيلومترين من الطريق رغم تقلب الأحوال الجوية.المعرض الثاني (صور للجدار) للفنانة رلي حلواني، وهي مولودة في القدس عام 1964وما تزال تقيم فيها، وتعمل مدرسة ورئيسة برنامج التصوير الذي أسسته في جامعة بيرزيت، وهي حاصلة علي بكالوريوس رياضات وتصوير من جامعة كندية وماجستير دراسات تصويرية من جامعة انكليزية، وسبق أن شاركت في خمسة معارض جماعية في الشارقة وفرانكفورت وتكساس وباريس وهولندا ولندن والنرويج، وفي معرضها هذا تتناول عمليةَ توثيق الجدار منذ بداية بنائه، وتقول عن ذلك: في كل مرة قمتُ فيها بتظهير الصّور كان كل ما أراه هو بشاعة الجدار وغضبي. وعندما وصل الجدار إلي نقطة تفتيش (قلنديا) بدأوا ببنائه في منتصف الطريق، طريقي إلي عملي. وتضيف: لطالما تخيلتُ أنه سيكون بإمكاننا زراعة الأشجار في منتصف تلك الطريق. ورصدت حلواني في صورها وعملها الإنشائي مراحل بناء الجدار العازل مصورة بكاميرتين واحدة ابيض واسود واخري ديجيتال بشاعة الجدار ولا إنسانيته، وتري ان الهدف من الجدار الاستيلاء علي مزيد من الأرض الفلسطينية ، وعن تجربتها في تصوير الجدار تقول اردت ان اصوره في الليل، ربما لجعله يعلم انني لست خائفة، ذهبت وكان الجدار بشعا جدا، والأرض حزينة وخائفة، لم يكن هناك سوي الجنود، آلات ثقيلة ونباح كلاب، كنت مرعوبة ومعزولة، قمت بالتصوير خلال النهار لكن الذكري الباقية لتلك الليلة موجودة في الصور .الفنان الثالث المشارك هو الفوتوغرافي طارق الغصين وهو فلسطيني من مواليد الكويت ولم يعش في فلسطين، وهو حاصل علي بكالوريوس وماجستير في التصوير من أميركا، وقد عمل مصورا صحافيا لعدد من المؤسسات الدولية والصناديق الخيرية كصندوق الملكة علياء وصندوق الأمم المتحدة وغيرهما ويدرِّس حاليا في الشارقة، وعمله التركيبي الفوتوغرافي جاء بسلسلة تحت عنوان بورتريه شخصي أنجزها بين عامي 2002 و2003، وهو يقول مقدما لعمله بدأ هذا المشروع كنتيجة لإحباطي المتنامي للطريقة التي يظهر فيها الفلسطينيون وبعض العرب في الإعلام الغربي من خلال تشويه صورتهم. وقد أثار انتباهي ذلك التشابه الصارخ ما بين أسطورة سيزيف وما تستطيع هذه الأسطورة أن تمثله في الصحافة الغربية التي تعاملت مع الانتفاضة مثل سيزيف نفسه حلقة مفرغة من الصراع المستمر. أما السلسلتان المتعلقتان بالحواجز فهما امتداد للمواضيع التي كنتُ بدأت استكشفها في السنوات القليلة الماضية. وخلال هذه العملية التي قادت إلي تلك الصور أصبح من الواضح لي كيف أن الحواجز، الشوق، والهوية تكوِّن وتشكل وتوضح بعضها البعض .أما المعمارية والمصورة دانا عريقات الحاصلة عام 2001 علي بكالوريوس هندسة عمارة من جامعة بيركلي في أميركا فقد اختارت أن تقدم في معرضها (حدود تجتاز الأجساد) 60 صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود أنجزتها في عام 2003، وركزت من خلالها علي التعابير التي تظهر معاناة المواطنين في تنقلهم بين الحواجز، ومن خلال الجدران، فثمة نساء مسنات، وأطفال رضع، وطلبة مدارس، وقد جاء هذا المشروع بدعم من جامعة بيركلي في امريكا. تقول واصفة تجربتها: مشيت وسطهم بالكاميرا، تراكض الأطفال من حولي، انا فلسطينية اميركية، انا هم، انا لست هم. لماذا لا تغطين شعرك؟ سألتني فتاة في الرابعة من عمرها، ولن يطول الأمر حتي يقول لي ولد في التاسعة من عمره يقف الي جانبي ان التدخين مكروه ، تبسمت لتعليقه وأنا اشهد ولادة التزمت تحت قوة الاحتلال .بقي أن أشير إلي فيلم (توتر) للمخرج السينمائي رشيد مشهراوي المولود في مخيم الشاطئ بغزة ويعمل في رام الله، والذي سيتم عرضه بشكل متواصل، وهو ينقل صورة لما يتعرض له الفلسطينيون علي الحواجز وحالات القهر والإذلال التي يمارسها الاحتلال ضدهم وحالة القلق والتوتر التي تغمر الحياة اليومية للناس، وقد عبر المخرج عن ذلك بالصمت، حيث يكتفي بالكاميرا التي تنقل أدق الحالات النفسية العميقة للحياة في ظل هذا الوضع الرهيب.إن هذه المعارض التي تشتغل علي ثيمة متقاربة، توفر فرصة للمشاهد أن يتعرف علي تلك الحالة السريالية التي يعيشها الأهل في فلسطين، وعلي تلك المعاناة النفسية للأقرباء في المنافي والشتات، وهم يرقبون من بعيد، يمكن للمرء هنا أن يحس بضخامة جدار الفصل العنصري، ويستذكر تلك الآيات الكريمة التي تتحدث عن جبن اليهود، ومقاتلتهم من خلف الجدران، وما لذلك من دلالات يعيشون عليها، تستند إليها سياساتهم دون أن نعيرها انتباها، ومن الضرورة بمكان هنا أن تعرض هذه الصور علي أبناء الغرب لكي يدركوا بشاعة التفكير الإسرائيلي والعزلة اللاحضارية التي يفرضونها علي أبناء جنسهم، في الوقت الذي ينادي فيه العالم أجمع بضرورة الحوار.لقد تباينت الطرق الفنية التي عبر بها الفنانون الخمسة عن تجاربهم، ولكنها في النهاية انصبت جميعا في الإشارة التي لا تخفي علي كل بصير عن تلك الرحلة السيزيفية التي يعيشها الفلسطيني تحت حراب الاحتلال، و لتؤكد أن أعداء بمثل هذه البشاعة والظلم الأسود لا يمكن أن يتم التعايش معهم، فيبدو أنهم في واد، والعالم المتحضر في واد آخر..!من جهة أخري ترافق هذه المعارض سلسلة من النشاطات المختلفة في دارة الفنون ، ففي لقاء الخميس الفني سيتم عرض سلسلة أفلام باللغة الإنكليزية عن الفن في القرن الواحد والعشرين من تقديم جمانة قعوار هي: (إيحاءات) استقبال الفنان للإبداعات الفنية: لقاء مع دافيد بويي، روي ليختنشتاين وديل شيهولي إخراج مايكل أبتت. (فن المدينة : النجاح في مانهاتن) الصعوبات التي يواجهها الفنانون: لويز بورجوا، بريس ماردن واليزابيت موري. (فن المدينة: العواطف) شخصية الفنان وبماذا يتأثر: لاري بتمان، دافيد دويتش. (فن القرن 21: الموضوع قصص)، (فن القرن 21: الموضوع الزمن) وأخيرا فيلم بعنوان (فن القرن 21: الموضوع الفكاهة).وضمن لقاء الأحد الأدبي سيجري عرض فيلم (مملكة السماء) إخراج ريدلي سكوت، تمثيل أورلاندو بلوم، غسان مسعود، وإقامة احتفالية، يتخللها حفل توقيع كتاب (آفاق ومرايا ـ مقالات في الفن التشكيلي) للفنان العراقي رافع الناصري. وأمسية شعرية للشاعر الفلسطيني أحمد دحبور. وعرض للفيلم الصيني (جادا ميلين) قصة وإخراج فينغ إيكسيونينغ، ويقدم فنان الكاريكاتير عماد حجاج محاضرة حول تجربته الإبداعية وبعض الأعمال التي تناولت قضية الجدار والحواجز. ويختتم الأحد الأدبي بعرض لفيلم (السيد إبراهيم) عن رواية الكاتب الفرنسي إريك إيمانويل شميت، إخراج فرانسيس دوبيرون، تمثيل عمر الشريف.0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية