معاريف.. لـ “القلة التافهة”: أنتم سبب 7 أكتوبر.. وبقاؤكم في الحكم يهدد وجودنا

حجم الخط
0

نحن مصوتي الانتخابات الأخيرة في تشرين الثاني 2022، جموع شعب ممزق، منقسم، متألم وحزين، اختبر المنافي، المحرقة، المعاناة، الاضطرابات، المصائب والحروب؛ نحن الذين وقفنا في صناديق الاقتراع بعد سلسلة من الحملات الانتخابية المضنية تعبين من الوعود والآمال العابثة، وتواقين لبعض الهدوء والأمن والسكينة بينما ووعدتمونا بالربيع والزهور مع كثير من الآمال.

صحيح أنكم لم تعدوا بحمامة مع غصن زيتون أو بالسلام، لكنكم وعدتم بأمن قومي وشخصي، وعدتم بحوكمة وهدوء وازدهار ونماء اقتصادي، وحرص على الضعفاء والمظلومين وعلى بلدات المحيط المظلومة. نعم، وعدتم بفجر جديد وبإيفاء الوعود، مثلما قلتم: ” يجب الإيفاء بالوعود”.

في يومين تليا يوم الذكرى الأكثر رعباً في تاريخ الدولة في الوقت الذي تذبل فيه الورود والأكاليل على الشواهد الحجرية الصامتة في المقابر العسكرية والنصب التذكارية، نقف اليوم أمامكم بعد أكثر من سبعة أشهر من حرب لا نرى لها نهاية باسم مئات الشهداء الذين أضيفوا في ورديتكم إلى أعداد الشهداء والمقتولين، باسم الأرامل واليتامى الذين انضموا إلى عائلات الثكل وأظلم عالمهم، وأساساً باسم 132 مخطوفة ومخطوفاً يذوون في مكان ما في الرمال المظلمة ويسألون بصوت عال: حتى متى؟”.

ألم تستوعبوا. ألم تفهموا؟ أليس واضحاً أنكم فشلتم طوال طريق هذه الحكومة؟ ألستم واعين لحالة الدولة، حالة الشعب من الشمال حتى الجنوب، وبعامة في العالم؟

أي حكومة وزعامة ذات مسؤولية وطنية، كانت ستقف خلف إخفاقات كهذه بشجاعة جماهيرية أمام الشعب وتقول بصوت مدوٍ: “لم يعد بوسعنا”، مثلما تصرف رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن في حرب لبنان الأولى. انطلاقاً من المسؤولية الوطنية، أنتم ملزمون بالتنحي جانباً وتسمحوا لقيادة أخرى يختارها الشعب أن تقود الدولة إلى شاطئ الأمان.

يثبت الواقع الحالي أن وضعنا العسكري والدولي والاجتماعي والاقتصادي يحتدم من يوم إلى يوم حتى الخطر الوجودي. من هنا، باسم مصوتي تشرين الثاني 2022، القلقين جداً من هذا السلوك الفاشل، وانطلاقاً من القلق على مستقبل الدولة، نتوجه إليكم بهذا الطلب. رجاء، أبدوا المسؤولية، لا تلعبوا بمصير الدولة وبمستقبلها مرة أخرى.

ضعوا المفاتيح، ادعوا للانتخابات، وارحلوا لإجراء حساب نفس مع أنفسكم. افحصوا أين أخطأتم وفشلتم. أغلبية الـ 64 مقعداً التي منحتكم الحكم، والتي تتمسكون بها، لم تعد ذات صلة، لم تعد موجودة عملياً. أنتم أقلية تافهة وفقاً لمعظم الاستطلاعات.

لا تبحثوا عن أسباب ومذنبين للواقع الذي خلقتموه. كارثة أكتوبر ليست بسبب أوسلو، ولا بسبب فك الارتباط في 2005. رابين وبيرس وشارون ولا حتى نبينا موشي، هم الذين قادونا إلى هنا، كما تحاولون أن تدافعوا عن أنفسكم على تقصيراتكم من خلال جهاز مزيت يبث قائمة ذليلة من الأسباب، المذنبين والذنوب.

إنه أنتم وبسببكم، بسبب حكومة فاشلة، بدلاً من الإيفاء بالوعود، والانشغال بالمشاكل الحقيقية، انشغلت من يومها الأول بانقلاب قضائي – نظامي.

بدلاً من الحرص على الدولة والشعب، حرصتم على الزعيم، على بقاء نتنياهو، وضحيتم بالدولة على هذا المذبح، في ظل خلق شرخ وكراهية لم نشهد لها مثيلاً، في ظل ترك أجزاء من البلاد وسكانها لمصيرهم.

في كل ساعة تمر يرتفع الثمن الدموي الذي ندفعه ويحتدم الضباب حول مصير مخطوفينا. ما الذي ينبغي له أن يحصل هنا أكثر كي تفهموا أنه لم يعد ممكناً بعد؟ مثلما يبدو، أنتم غير قادرين على إخراج الدولة من الفخ الذي اقتدتموها إليه. خذوا بالحسبان بأن استمرار طريق الحكومة الفاشلة هذه يخدم أعداءنا، الذين يتمتعون من عجزكم وتبطلكم.

لا تحاولوا كسب الوقت انطلاقاً من إحساس عابث بأنكم ستنجحون في تغيير الوضع. إنكم غير قادرين. لا تدفعوا الجماهير للخروج إلى الشوارع للتظاهر ضدكم والمطالبة باستقالتكم بالقوة. افعلوا هذا بأنفسكم من أجل الشعب، ومستقبل الدولة ومن أجلكم أيضاً. نعم، الآن.

 أفرايم غانور

 معاريف 15/5/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية