مطالبة مبارك بالتدخل لحماية المنكوبين من عمليات النصب وتحذير الحكومة من التحالف مع المافيات.. وحملة اعلامية لوقف حبس الصحافيين

حجم الخط
0

مطالبة مبارك بالتدخل لحماية المنكوبين من عمليات النصب وتحذير الحكومة من التحالف مع المافيات.. وحملة اعلامية لوقف حبس الصحافيين

حملات عنيفة وساخرة ضد جمال مبارك في مناسبة إعلان خطوبته.. ومهاجمة مجلس الشوري لرفضه رفع الحصانة عن مالك عبارة الموت.. ومهاجمة كتاب الختان والجنسمطالبة مبارك بالتدخل لحماية المنكوبين من عمليات النصب وتحذير الحكومة من التحالف مع المافيات.. وحملة اعلامية لوقف حبس الصحافيينالقاهرة ـ القدس العربي ـ من حسنين كروم: كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس الخميس عن قرار مجلس المحافظين برئاسة رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف باستمرار حظر فتح محلات بيع الطيور رغم انحسار مرض الأنفلونزا خوفا من انتقال الفيروس للناس واستمرار مظاهرات التجار وأصحاب المزارع والمحلات في القاهرة والإسكندرية واتهامهم الحكومة بالعمل لحساب مافيا استيراد اللحوم من الخارج وضبط محاولة لتهريب كميات هائلة من حبوب الفياغرا. وإلي التقرير.جمال مباركونبدأ بجمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم وأمين أمانة السياسات والذي تعرض لغمزة سريعة من زميلنا بمجلة روز اليوسف جمال الدين حسن في تعليق له بـ العربي جاء فيه: الأشياء التي تثير الغضب وتسبب الاكتئاب في مصر كثيرة ومنها علي سبيل المثال وجود الحزب الوطني بقياداته وصحافة النفاق والتهليل للرئيس وللسيدة الأولي ولوريث العرش .أما لو توجهنا إلي جريدة التجمع حيث يقبع في صفحتها الثانية زميلنا جلال عامر وهو يتفجر غيظا من جمال ومن رئيسنا للدرجة التي دفعته لاختراع أبواب وبراويز لم نسمع بمثلها في عالم الصحافة، ففي برواز صغير ابتدعه ـ وبئس الابتداع ـ وهو حكمة العدد قال: أرواحنا ملك إيديكما تساوي مال وفلوسأمانة هية عليكسلمها للمحروس وفي برواز آخر عنوانه ـ السلامو عليكو ـ قال: اصبح من المعتاد مع كل مجموعة قرارات خاصة بتعيينات تصدر أن نجد قرارا يخص السيد جمال مبارك.. قرار برئاسة جمعية أو لجنة أو أمانة مساعدة.. حتي صار سيادته بندا ثابتا مع كل حركة ترقيات، وضيفا دائما علي كل حركة تعيينات في إطار الحزب .. مما يؤكد صعود الرجل كمرشح أول ووحيد لتولي أمانة الحزب الوطني ومن ثم الترشيح لرئاسة الجمهورية وتولي أمانة المسؤولية بعد أمانة السياسات. كل هذا مشروع ولا غبار عليه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن: ما هي الأوراق اللازمة للهجرة إلي نيوزيلندا ؟ما هي الأوراق المطلوبة؟ سنرسلها إليه بالبريد السريع حتي يريحنا من الاستشهاد بما يكتبه في أبوابه التي ابتدعها.وإلي خطوبة جمال مبارك الي التي ستتم اليوم ـ الجمعة ـ وبدلا من أن يقول زميلنا وصديقنا ورئيس التحرير المشارك في جريدة الكرامة عبد الحليم قنديل ـ مبروك ـ فقد أثار استيائي بقوله: خطوبة جمال مبارك الي الآنسة خديجة الجمال تمت بالإعلان، ونخشي أن خطوبته علي مصر تجري بدون إعلان .أما زميلنا أيمن شرف فقد أحرجني جدا وأثار استيائي بكتابته مقالاً سخيفاً عنوانه ـ رأي عموم المصريين في خطوبة ولي العهد. شد حيلك يا بطل وخلف لنا حسني الصغير ـ قال فيه ـ وبئس ما قال: استقبل المصريون والعرب خطوبة جمال مبارك بسيل من التعليقات المتنوعة تؤكد أريحيتهم المعهودة وسخريتهم المعروفة تربط بين السياسة والسلوك الشخصي، وبينما يقول البعض ان الحياة الشخصية لابن الرئيس مثله مثل أي شخصية عامة لا يجوز الاقتراب منها، وهو ادعاء صحيح في ظاهره، ولكنه قد لا ينطبق علي جمال مبارك في هذه الحالة، فجمال كان يستطيع أن يتكتم أخبار خطوبته إلي الآنسة خديجة كريمة المهندس محمود الجمال أحد أبرز رجال الأعمال في مجال المقاولات، لا أن يسربها إلي الصحف، كما يتكتم أخبارا أخري شديدة الأهمية مثل لقاءاته مع شخصيات إسرائيلية لأنها قد تسيء إلي صورته، وربما يري البعض أن خطوبة جمال تذكرنا بسيناريو زواج الملك محمد السادس قبل اعتلائه العرش مكان أبيه الراحل الملك الحسن الثاني يتكرر في مصر، فالزواج تأكيد للأهلية الاجتماعية في مصر، وشرط لاعتلاء العرش في المغرب، وشهد مــوقع العـــربية نت عشرات التعليقات أسفل خبر الخطوبة اخترنا منها هذه المجموعة.بدأ أبو جاسم قائلا: ألف ألف مبروك وعقبال الفرحة الكبري باستلام الحكم يا زعيم . أما مصراوي فلم تسعه الفرحة وأخذ يغني: خطابك كتير وقالولي تستاهلي الدهب واللولي.. مبروك يا جيمي.. بس ياريت تقول لسيدة مصر الأولي تبطل شوية المصاريف اللي بتصرفها علي المؤتمرات والكلام الفاضي علشان الشعب خلاص اتخنق أوي منكم واقتربت ساعة الحسم. أما خالد فتحدث بلغة أهل البلد شد حيلك يا بطل وخلف لنا حسني الصغير اللي هايمسك البلد من بعدك . لكن المصري المفقوع كما يسمي نفسه يسأل سؤالا استعصي علي عقلي الضعيف الوصول إلي إجابة له وهو: ليه الأخ جمال خطب بس ما اتجوزش علي طول.الإجابة جاتلي من واحد مطلع علي بواطن الأمور، وقالي ان جمال محتاج يكوّن نفسه شوية، يعني فيه مصاريف فرح وشبكة والذي منه، يعني هو الراجل هايجيبهم منين، وكمان لازم يجيب شقة وعفش وغرفة نوم وطبعا الراجل مموت نفسه في الحزب الوطني ولجنة السياسات متطوع ما بيقبضش قرش واحد. تاني قالي لاحظت أن عمر خطيبة الأخ جمال اتولدت عام 82 يعني من ساعة ما وعيت علي الدنيا وهي شايفة حماها رئيس جمهورية. أخيرا تحيا جمهورية رجال الأعمال.. الست مبروكة لاحظت ملاحظة ذكية وهي: إن العروسة أبوها جمال وجوزها اسمه جمال عشان تطقوا زيادة . وكمل عليها أبو زياد: ربنا يهني سعيد بسعيدة ولا عزاء للشعب المصري المطحون والذي سوف يخرج غصبن عن عين اللي خلفوه في الشوارع احتفالا بزواج زعيمه الجديد واللي هو مش لاقي ياكل .أبو جاسم وابو زياد والست مبروكة؟ وهل هذا كلام يقولونه في هكذا مناسبة وهو يختلف تماما عن قول الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين وفي حديث أجراه معه زميلنا بـ الميدان بلال الدوي: هذا أمر لا شأن لنا به ولا علاقة لنا به من قريب أو بعيد وكل ما يدخل عليه السعادة خير وبركة ومبروك عليه .وهكذا تكون التهاني وإلا فلا، لا تهنئة زميلنا أيمن نور التي قال فيها في صحيفة الغد لسان حال حزبه: وإذا كنا نتقدم لجمال بالتهنئة علي خطوبته التي ستجري بإذن الله بعد ساعات وعقبال شادي جمال مبارك فهل يمكن أن نقبل بهذه المناسبة أن يقدم الرئيس مبارك هدية الخطوبة لجمال ببقاء المادة 76 علي حالها؟!هل يمكن أن نقبل أن يكون هناك فرعون جديد يرث مصر ومن عليها ويقدم مصر من بعده لشادي جمال مبارك وهيثم جمال مبارك!! إننا نطلب أن يكون حسني مبارك هو الفرعون الأخير!! ونطلب من كل القوي الحية وكل شرفاء الوطن أن يذهبوا إليه ويرفعوا أصواتهم ويقولوا له كفي طغيانا، نريد دستورا جديدا فورا ودون انتظار حتي لا يسبق القدر الحذر .أهذا كلام يقال في مثل هذه المناسبات السعيدة ومثله في ذلك مثل قول عبد الرحمن الغمراوي عضو الهيئة العليا للحزب في عموده ـ خمسة فضفضة: من قلبي وبكل الحب أتقدم للابن السيد جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم بالتهنئة بمناسبة الخطوبة السعيدة وعقبال الزفاف إن شاء الله، بس أستحلفه بالله وبكل عزيز لديه عندما يرزقه الله بطفل ألا يسميه هيثم، أستحلفه بالله.. بلاش هيثم. وألف مبروك وعقبال التسعة مليون عانس في مصر .ونظل مع الحاقدين والحاسدين ـ واللهم احمنا من عيونهم ـ ومنهم زميلنا بـ الدستور محمد فتحي وقوله: وكأن خطوبة جمال مبارك ستسعد جموع الشعب المصري العظيم الوفي لكل حكامه وأبنائهم البارين، رغم أن الشعب نفسه يعاني من ذعر أنفلونزا الطيور ومن شائعات تلوث المياه ومن حوادث عبارات الكبار والمسنودين من حكم رئيس لم يتغير منذ 25 سنة إلا بعوامل السن، ولذلك كان لابد من إسعاد هذا الشعب في هذا التوقيت تحديدا بخبر خطوبة جمال مبارك. ولهذا تجد التعليمات التي صدرت بنشر خبر خطوبة جمال في كل الصحف مما يثير العديد من التساؤلات التي تصبح مشروعة في مثل هذه الظروف إن لم يكن لأنه ابن الرئيس فلأنه ـ وللصدفة البحتة ـ أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم لهذا الوطن والمدير والمدبر لكل صغيرة وكبيرة فيه. ففي حالة مثل حالة إعداد الرئيس التي يعيشها الحزب الوطني مع جمال مبارك، ومع وجود سيناريستات الفكر الجديد الذين يحسبون كل خطوة ـ أو هكذا يعتقدون ـ من أجل إعداد هذا الرئيس تجد أن الحياة كلها لديهم عبارة عن سيناريوهات متتالية بحيث يخرجون من سيناريو ليدخلوا في سيناريو جديد، فإذا انتهوا من سيناريو الوصول بالأخ جمال إلي رئاسة أو أمانة لجنة السياسات بدأوا فورا في سيناريو التلميع الإعلامي المحسوب الذي يظهر الرجل وكأنه الأمل القادم والمخلص والمستقبل المشرق وصاحب الحلول لأعقد المشاكل.. غير أن السيناريو الحالي والمطروح بشدة منذ فترة هو سيناريو الحالة الاجتماعية لجمال علي أساس أن المواطن البسيط مهتم بزواج جمال مبارك ونص دينه وهو المعني الذي تم تمريره بالنص في أحد عناوين الخبر الذي نشر في مختلف الصحف يوم الأحد الماضي ولكن إذا كان تأجيل الإعلان عن الخطوبة لأكثر من مرة كما ذكر البعض لظروف سياسية واجتماعية فأي ظرف سياسي حلو وابن ناس دعاهم للإعلان عنها الآن؟ ثم بالله عليكم من يمكن أن يصدق أن جمال مبارك يرتاد الأماكن العامة والمطاعم كما ذكر البعض ويقابل فيها الناس حتي لو كانوا أصدقاءه، واختار من بينهم خطيبته. عموما يبقي السؤال عن سر توقيت إعلان خطبة جمال مبارك وهل هي استكمال للشكل العائلي الذي يجب أن يتوافر لمن يريد ترشيح نفسه للرئاسة أم أنه توقيت صنعته الصدفة التي تصنع الكثير في مصر، بقي أن العروس مواليد 1982 أي أنها لم تر في حياتها سوي رئيس واحد هو مبارك وتمت خطبتها إلي من يتمني أن يكون ثاني رئيس تراه .وإلي حاقد آخر هو زميلنا بـ الأهرام نبيل شرف الدين الذي قال في نفس العدد والصفحة: مساء يوم الجمعة الموافق الثالث من مارس، سوف تستمتع نخبة منتقاة من المصريين والضيوف العرب والأجانب بأجواء تتعانق فيها الفخامة والثروة والسلطة والموسيقي والوجوه الحسان داخل قاعة ما.. ربما تكون قاعة المؤتمرات الكبري بمدينة نصر وربما تكون قاعة أخري في مكان لا يخطر لأحد ببال حتي الآن، فالموعد تقرر وسربت الأنباء حوله، لكن المكان الذي يفترض أنه جري تحديده أيضا لم يفصح عنه لأسباب تتعلق بالأمن من جهة، وللحيلولة دون تطفل الصحافيين عليه من جهة أخري، لكن المؤكد أن أمسية الجمعة ستشهد خطوبة جمال مبارك إلي الفتاة المحظوظة خديجة الجمال التي تصغره بنحو عشرين عاما، لكن لا قيمة مطلقا لهذا الفارق في العمر أمام شخص العريس ومؤهلاته .لا..لا.. لا.. هذا تدخل في أمور شخصية، وسأطلب من مديرة تحريرنا سناء العالول إلغاء هذا الجزء من التقرير والإبقاء فقط علي قول زميلنا وصديقنا محمد أبو الحديد رئيس مجلس إدارة دار التحرير التي تصدر الجمهورية و المساء في بابه الأسبوعي بـ الجمهورية ـ آخر الأسبوع ـ عن الأسئلة التي توجه إليه عن الصحافة في إحدي الندوات التي دعي إليها. قال: ولقد أراد أحدهم أن يواجهني في هذه النقطة بما تصور أنه سيحرجني إذ قال لماذا إذا نشرت الصحف القومية اليوم خبر خطوبة جمال مبارك بصيغة واحدة واضح أنها أمليت عليها، بدليل أنه لم تجرؤ صحيفة واحدة منكم علي التصرف بالحذف أو الإضافة لهذا الخبر، رغم أنه بالتأكيد لديكم معلومات أكثر مما جاء بالخبر، ومن بينها اسم العروس مثلا أو غير ذلك.وقلت بهدوء ان هذا الخبر يتعلق بأمر شخصي، ومن حق صاحب الخبر أن يصيغه بالطريقة التي يراها مناسبة في توقيت النشر، وأنه ترد للصحيفة العديد من مثل أخبار الخطوبة والزواج من مصادر أو معارف أو أصدقاء، فتنشرها الصحيفة، كما هي دون تدخل، نزولا علي رغبة أصحابها وليس خوفا من سلطانهم أو مواقعهم .طبعا فتهانينا لجمال مبارك بالخطبة وعقبال البنين والبنات.الرئيس مباركوإلي رئيسنا الذي تعرض إلي هجوم من كاتب الدستور الساخر بلال فضل في عدة فقرات في بابه ـ قلمين ـ الذي سوف أقاطعه مادام مستمرا في مهاجمة رئيسنا. قال، ولم أضحك علي ما قال: عندما قام الرئيس مبارك بتكريم لاعبي المنتخب القومي علي إنجازهم الخرافي الذي لم يحققه أي منتخب في تاريخ الكرة الأرضية نشرت الصحف أن الرئيس شكرهم لأنهم خففوا أحزان الشعب المصري علي ضحايا العبارة، أخشي أن يفهم المسؤولون كلام الرئيس علي أنه توجيه بعدم السعي لمنع وقوع الكوارث، والاكتفاء بإقامة ماتشات مهمة بعدها .ضحكت عندما قرأت تعليقات العديد من كتاب الصحف القومية علي لقاء الرئيس مبارك بخافيير سولانا ممثل الاتحاد الأوروبي وكيف أن الرئيس مبارك أبلغه بضرورة ان يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا ضد الإساءة للأديان. شعرت من كتاباتهم أن سولانا طلب العفو والسماح من الرئيس مبارك وأنه سيهرع إلي أوروبا ليقول لها أن الرئيس سيزعل منها. لو لم ترعو، بعد يومين لم يرعو الاتحاد الأوروبي، وأعلن تضامنه مع الدانمـــارك في أزمـــة الرسوم. ليس لان قادته لا يقرأون لرؤساء تحرير الصحف القومية، بل لأن الرئيس مبارك قد يكون له حكم علي الاتحاد السكندري، لا الاتحاد الأوروبي.والاتحاد السكندري اسم نادي مشهور في مدينة الإسكندرية. ما هذا الكلام الذي لا رابط بينه ولا ضابط له.حكومة ووزراءوإلي حكومة الشؤم والنحس والبيزنس التي قال عنها وهو في غاية الضيق والتأفف منها كاتبنا الساخر الكبير أحمد رجب يوم الأربعاء في بابه اليومي ـ نص كلمة ـ وهو من أهم أبواب الجريدة: أعتقد أن أنس الفقي وزير الإعلام قطع شوطا طيبا في تحرير التليفزيون من غباوة الرقابة وذعر الموظف الرقيب، ورغم ذلك الناس لا تزال تلجأ إلي الفضائيات مع أن بعضها مصدر للإشاعات ونحن نعرف أن من الصعب علي الحكومة الإقلاع عن إدمان الكذب لكننا نأمل أن تبدأ الحكومة فتمتنع عن الكذب ثلاثة أيام في الأسبوع إذا استطاعت .لا.. هذا اقتراح غير كاف لأن المطلوب أن تصدهم عن التآمر علي الشعب وهو ما يواصل كشفه محمد البرغوثي الذي أنبأنا بما هو آت في المصري اليوم يوم الأربعاء: في كل هذه المصائب كانت الحكومات المصرية تتعامل باستخفاف لا مثيل له، وفي السر كان وزراء ووكلاء وزارات ورؤساء بنوك وأصحاب توكيلات تجارية وسماسرة يتبادلون المعلومات عن كيفية الاستفادة القصوي من كل أزمة، ويحققون أرباحا طائلة يراكمونها في حسابات سرية في بنوك أجنبية، حتي أصبح قانون التربح من الأزمات هو النشاط الاقتصادي الأكثر وضوحا وفاعلية في كل أنشطة الحياة في هذا البلد. والحقيقة التي لا يجهلها مراقب واع، أن مافيا التربح من الأزمات انتقلت منذ سنوات من مرحلة انتظار مجيء الأزمة، وامتلكت ـ بحكم الاستقرار المميت لمؤسسة الفساد ـ مهارة صناعة أو استدعاء الأزمات لتنشيط تجارتها السوداء ومضاعفة أرباحها المشبوهة. حدث هذا في مجالات عديدة كان أبرزها افتعال مافيا صناعة الدواء المحلية ومافيا استيراد الدواء، لأزمات مفاجئة في أدوية بعينها تمهيدا لرفع أسعارها، حتي تضاعفت أسعار عشرات الأصناف بين مرتين وخمس مرات خلال العامين الأخيرين فقط، كما حدث هذا في كل مواد البناء التي تسبب تذبذب أسعارها بين الانخفاض الحاد والارتفاع الأكثر حدة في اضطراب مخيف في صناعة التشييد، أدي إلي إفلاس المقاولين وإلي موت بعضهم بالذبحة الصدرية، وتشريف البعض في السجون! والحال كذلك أصبح في حكم اليقين أن طريقة التعامل الحكومية النشطة والمحمومة في قضية أنفلونزا الطيور تقف خلفها وتغذيها مافيا أخري تختبئ في خلفية مشهد الفزع الأعظم من هذا المرض الطارئ، وتدفع ـ بآليات شديدة الخبث ـ في اتجاه التخلص الكامل من كل الثروة الداجنة في كل بيوت مصر ومزارعها ـ وتعويض النقص الفادح في البروتين الداجن، باستيراد الدواجن المجمدة من بعض دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا تحديدا!والذي حدث أن الآلاف من منتجي الدواجن وتجارها والعاملين بالمزارع من المصريين، انتبهوا إلي هذه اللعبة وأعلنوا في مظاهرات حاشدة عن وقوف مافيا استيراد الدواجن المجمدة خلف شائعة الهلع الرهيب من أي تعامل مع الدواجن المحلية أو المذبوحة! والمؤكد أن ما قاله أصحاب المزارع صحيح إلي حد كبير فليس هناك دولة واحدة في العالم خضعت لمثل هذا الترويع مثلما خضعت له الحكومة المصرية، التي أصدرت قرارات عاجلة أدت إلي تخريب هذه الصناعة الوطنية .ونسرع إلي أهرام أمس بعد أن علمنا من زميلنا وصديقنا مكرم محمد أحمد أن لديه ما يقوله إعجابا ومدحا في حكومة الشؤم في عموده اليومي ـ نقطة نور ـ ولكن خاب ظننا لأننا وجدناه يقول: لا أعرف ما هي المبررات التي تجعل الحكومة تخلط بين تبرعات الأهالي لمنكوبي العبارة 98 والتزاماتها تجاه هؤلاء الضحايا، التي حددها رئيس الجمهورية في قرار واضح يلزم الخزانة العامة بأن تدفع 15 ألف جنيه تعويضا لكل من الناجين و30 ألف جنيه للذين راحوا ضحية الحادث المأساوي، الذي كشف التحالف البغيض بين جشع صاحب العبارة الخردة التي جردها من كل احتياطات السلامة والأمن، والإهمال الحكومي الجسيم الذي تراخي في تحديث نظم الاتصالات والإنقاذ البحري في خط ملاحي لعله أهم خطوط الملاحة المصرية في عدد الذين يستخدمونه وارتفاع معدل رحلاته اليومية، الأمر الذي أدي إلي تأخير عملية إنقاذ الناجين لأكثر من 10 ساعات وهم يصارعون الموت داخل البحر في ظروف عصيبة !السلام 98وإلي كارثة العبارة السلام 98 وغرق أكثر من ألف مصري مسكين واستمرار زميلنا وصديقنا وقريبي سعيد عبد الخالق رئيس تحرير الميدان المستقلة، في إثارة هذه المأساة والتذكير بها وسط محاولات دفنها. فقال: إننا أمام كارثة تصل إلي مرتبة الجناية وليس الجنحة! وإذا قيل بأنها وقعت نتيجة للإهمال فهذا ادعاء غير صحيح.. إنها ليست المرة الأولي التي يخرج منها ممدوح إسماعيل سليما ولم يصبه شيء وهذا يدعونا للتساؤل: أين قانون الطوارئ؟ وأين جهاز المدعي الاشتراكي الذي مازال يمارس اختصاصاته؟ وأين مجلس الشوري الذي يرفض حتي تجميد عضويته أو إحالته للجنة القيم؟ واذكر أن مجلس الشوري منذ سنوات استجاب لما نشرته في الوفد وقتها عن قيام نائب بالصعود بين بيست ملهي ليلي خلال زيارة ميدانية للبحر الأحمر، وراح يمطر الراقصة بالنقوط وكتبت هذه الواقعة للدكتور مصطفي كمال حلمي رئيس المجلس في ذلك الوقت، وأمر بإجراء تحقيق في الواقعة وتأكد من صحة ما نشرته وأحيل النائب إلي لجنة القيم التي قررت منعه من حضور جلسات مجلس الشوري لمدة موسم تشريعي كامل، هذه عقوبة نائب قام بإلقاء النقوط علي راقصة ولا عقوبة لنائب تسبب في غرق أكثر من 1000 مصري في مياه البحر الأحمر. ماذا نطلق علي هذا التناقض؟ مثلا.. إنه نائب علي راسه ريشة وعلي رأي المرحوم الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق أين أنت يا حمرة الخجل ؟ يا حضرات افعلوا شيئا حتي لا تتحول الكارثة إلي رقم في محضر إداري ويصدر الحكم ضد كبش الفداء بمائة جنيه غرامة أو الحبس سنة. هل هذا معقول؟ ومجلس الشوري الذي يتشرف بعضوية ممدوح إسماعيل يتفرج علي المأساة ويتعلل ترزية القوانين فيه بأن أحدا لم يطلب رفع الحصانة عنه.يا حضرات إن هذا المجلس تحرك من تلقاء نفسه وأحالني إلي النيابة العامة عندما نشرت صورة الرئيس الراحل أنور السادات وظهر السادات عاريا في النصف الأعلي لأثبت للعالم أن جسده سليم ولم يتحول إلي غربال حسب مزاعم البعض وصدر ضدي حكم بالحبس 3 شهور مع إيقاف التنفيذ.. وهذا المجلس يا حضرات يعاني الآن من حالة سبات عميق.. ونسمع عن تشكيل لجان من أجل التأكد من صرف التعويضات ثم يخرج علينا علي أضواء وزير الضمان الاجتماعي معلنا بأنه سيتم صرف التعويضات من تبرعات أهل الخير.. إنها مأساة أخري .ومن قريبي سعيد إلي زميلنا وصديقنا كرم جبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف وقوله يوم الأربعاء في بابه اليومي ـ انتباه ـ بجريدة روز اليوسف : لا نجد من نلجأ إليه سوي الرئيس لإنقاذ أهالي ضحايا العبارة المنكوبة السلام 98 من مافيا شركات التأمين، الذين يمارسون عليهم أسوأ أنواع القرصنة والابتزاز، حتي يحصلوا منهم علي شهادات إبراء ذمة، مقابل مبالغ التعويض الهزيلة المعروضة عليهم باسم التسوية الودية . الشهادات التي يجبر عليها أهالي الضحايا لا تستهدف سوي شيء واحد هو التضليل والخداع وإفلات المجرم من جريمته، واستغلال تعب الناس ومعاناتهم، ووضعهم أمام خيارين كلاهما مر.. إما أن يوقعوا علي شهادات المذلة.. أو أن يلجأوا إلي المحاكم التي تستغرق سنوات طويلة وهم لا يملكون النفقات ولا الصبر الطويل.لقد ابتلع البحر الغادر أكثر من ألف مواطن مصري لم يرتكبوا جرما ولا ذنبا.. ولا ينبغي أبدا أن تبتلع شركات التأمين الأجنبية الحقيقة فيفلت الجناة.. ويكون الضحايا قد غرقوا مرتين .طبعا.. وقد أبكاني علي هؤلاء الغرقي المساكين المهندس جمال عزيز ضاحي وهو يقول عنهم في قصيدة في صفحة ـ دوحة الأدب ـ بجريدة الإخوان المسلمين آفاق عربية : البقاء لله يا بلديفي الضحايا الطيبينالضحايا الشهدا طبعااللي ماتوا غرقانيننزلوا عمق البحر لحمرآه يا عيني مفزوعينللي يصرخ: الحقونيمين يجيب النجدة مين؟واللي يشرب ميا مالحةتملا بطنه يموت حزينواللي مات م الخوف ساعتهاتاخده موجة شمال يمينمين يجيب قارب نجاتيعمري تحت الاربعيننفسي اعيش ارجع لاهليمشتاقينلي مشتاقينبس يا خسارة عليغرقت ويا الغرقانيناللي عا الميه جثةواللي بلعه حوت سمينواللي عاد ميناء سفاجاوسط ناس متكفنينمين يا ناس ياخد حقوقنامن جماعة مهملين؟مين يا ناس ياخد حقوقنامن سلالة نصابين ؟وسأتوقف حالا عن متابعة هذه القضية بعد أن بدأت الدموع تترقرق في عيني، وإنا لله وإنا إليه راجعون.حبس الصحافيينوإلي قضية حبس الصحافيين وقول زميلنا أسامة هيكل المحرر العسكري لجريدة الوفد غاضبا: واعلم أن هناك بعض القانونيين الذين يضعون العقدة في المنشار ويزعمون أن الصحافيين وأصحاب الرأي ليس علي رأسهم ريشة وأن استثنائهم من الحبس في قضايا النشر مطعون عليه بعدم الدستورية.. وهذا مردود عليه بأن عقوبة التشهير أو السب والقذف يجب أن تكون مالية وبالحد المناسب الذي يضمن حق المشهر به من ناحية ويضمن عدم ارتعاش الأقلام في أيدي الصحافيين من ناحية أخري.لقد صدقنا وعد الرئيس منذ عامين.. وهانحن الآن نصدق من جديد نفس الوعد الذي تأخر عامين.. ونحن الآن ـ جموع صحافيي مصر ـ نطالب الرئيس بتنفيذ وعده اليوم قبل غد قبل أن تمتلئ سجون مصر بأصحاب الرأي وحملة الأقلام .أما صديقنا الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي فقد وجه كلامه للرئيس قائلا: لك علينا ان نصدقك وأن نثق بما تقول وأن نحاول تطبيقه بكل ما أوتينا من نية طيبة ومن عزم ولكن وحين نصدم من حكومتك بما يوحي بعكس ما تقول فإن هذه الحيرة تصبح مناخا عاما.. منذ عامين أطلقتم سيادتكم قراراكم ـ ولنقل وعدكم ـ بعدم حبس أي صحافي، ولم يكن بمقدرة أحد أن يمنعنا من الابتهاج بذلك الوعد، وأذكر ذلك الاجتماع المهول بنقابة الصحافيين حيث أعلن الأستاذ جلال عارف قراركم هذا وأذكر انفجار الأكف بالتصفيق الصادق الملتهب ولا شك أنك سكنت ليلتها قلب كل صحافي بل وكاتب حر وانفتحت أبواب تفاؤل ظلت موصدة حتي علا مغاليقها الصدأ واليأس، واعتقد الجميع أن قانونا سوف يصدر في ظرف أيام أو أشهر قليلة. ويمر الزمن كالعادة ويوضع الوعد الرئاسي ـ كغيره من الوعود ـ في ثلاجة الحكومة، ثم يبدأ التراجع عن الوعد شيئا فشيئا، وتبدأ محاولات السلطة التنفيذية في الالتفاف حول وعد الرئيس لخنقه لتضع قانونا خاصا بها في مقابل قانون الإخوة الصحافيين هدفه سلب عناصر الحرية والتي يتيحها الصحافيون لمهمتهم كضمير لهذا البلد وعين كاشفة لكل عناصر الفساد وحراسه. هكذا قالها السيد رئيس الوزراء صريحة في اجتماعه برؤساء تحرير الصحف: إن مشروع القانون لن يخرج بالطريقة التي تريدونها..! !معارك الإسلاميينأخيرا إلي الإسلاميين ومعاركهم وأولهم لصديقنا الإخواني الرقيق ودمث الخلق الكاتب الكبير محمد عبد الله السمان الذي اراد مهاجمة فساد النظام فمهد له بمهاجمة خالد الذكر قائلا في بابه ـ حصاد الهشيم ـ بـ آفاق عربية : ومنذ أن تولي الحكم في مصر ضباط الانقلاب في الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 اختلت موازين العدل، وتحول الحكم إلي سيطرة وشهوة، وأخرجوا ألسنتهم لعبارة الرجل المناسب في المكان المناسب وقدموا أهل الثقة ـ الموالين لهم ـ علي أهل الكفاءة، وكانت النتيجة كما ترون اليوم، استشري الفساد والنهب من المال العام والرشوة المقنعة والسافرة، وبلا منطق كان صاغ في الجيش وزيرا للحربية وقائدا للجيش وثان وزيرا للتعليم ورئيسا للجامعات، وثالث لوزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، هلم جرا. في صحيح البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن إعرابيا سأل النبي: متي الساعة؟ فقال : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال : كيف إضاعتها؟ . قال: إذا أوسد الأمر إلي غير أهله فانتظر الساعة . وأبشع وأخطر ما حدث ويحدث يجيبك د. محمود جامع حين توسط لدي صديقه السادات ليعين أحدا من الناس وزيرا لكفاءته، فقال له: ليس قبل أن نوسخه وبالطب ليظل مطأطئ الرأس، عبدا طيعا.. وحسبنا ما صرح به وزير الخارجية السابق د. أحمد ماهر إلي صحيفة الكرامة في 21 يناير: حكامنا وثقافة السمع والطاعة.. سبب انهيارنا .ومنه إلي زوج شقيقتي الدكتور حلمي محمد القاعود الأستاذ بجامعة طنطا والذي هداه ربك من فترة طويلة فلم يعد يهاجم خالد الذكر إنما صب جام غضبه علي المارينز العرب الذين يعارضون مقاطعة بضائع الدنمارك. قال: المشكلة المزمنة في الأمة الإسلامية هي وجود كتاب المارينز العرب والمسلمين، الذين يكرهون الإسلام ونبيه ـ صلي الله عليه وسلم ـ أكثر من الغربيين الصليبيين الاستعماريين. فهم مع الوحشية الصليبية الاستعمارية علي طول الخط ويعتمدون علي المغالطة والتدليس في كتاباتهم وأدبياتهم، وقد لحق بهم كتاب الختان والعادة السرية وغشاء البكارة ممن لا يملكون فكرا ولا ثقافة ولا قيما اللهم إلا إذا كانت الدعوة إلي الإباحية تعد قيمة وثقافة وفكرا! ولحق بالجميع نفر ممن يسمونهم منظمات حقوق الإنسان الذين لزموا الصمت لأنهم يحبون الجبنة الدنماركية وأهلها. الغريب أن بعض الكتاب المارينز يركز علي بعض الحوادث التي جرت في لبنان وسورية وطهران للبعثات الدنماركية بفعل الغضب الشعبي العارم أو أسباب سياسية محلية، ويتجاهل مظاهرات الملايين السلمية في بقية أنحاء العالم الإسلامي! حيا الله أمتنا الإسلامية، وأعانها بفيض من عنده لتبني وتتقدم وتتقوي وتواجه أشرار العالم، وعملاءه.. وهو وحده المستعان !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية