مطالبة السلطة بالتحقيق بخصوص دعم امريكي سري لمرشحين ضد حماس
اسرائيل تلقت تأكيدات من واشنطن بأنها لن تعترف بحكومة تشارك فيها حماس مطالبة السلطة بالتحقيق بخصوص دعم امريكي سري لمرشحين ضد حماس رام الله ـ القدس العربي ـ من وليد عوض:طلبت العديد من القوائم الانتخابية الفلسطينية امس السلطة الوطنية ولجنة الانتخابات المركزية التحقيق في قضية التمويل الامريكي لبعض القوائم الانتخابية وعدد من المرشحين المستقلين.وذكرت جريدة (واشنطن بوست) الأمريكية امس الاول أن الولايات المتـحدة تقدم دعماً مالياً سرياً للسلطة الفلسطينية لدعمها في الانتخابات التشريعية في مواجهة حركة المقاومة الإسلامية حماس .وقال التقرير إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية خصصت نحو مليوني دولار لتحسين صورة السلطة الفلسطينية من خلال الدعم غير المباشر لحركة فتح، وأوضح أن المساعدة الأمريكية تهدف إلي مقاومة صعود حركة حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية بدون ظهور شعار الحكومة الأمريكية في المشروعات أو الأحداث التي يتم تمويلها. واعتبر اسماعيل هنية عضو القيادة السياسية لحماس ورئيس قائمتها أي دعم امريكي لمرشحين معينين لانتخابات المجلس التشريعي هو بمثابة تدخل سافر في الشأن الداخلي الفلسطيني.وقال في تصريح صحافي وزع علي وسائل الإعلام: ان ذلك يعكس نمط الديمقراطية التي تريدها الدول التي تزعم الديمقراطية والحرية مثل الولايات المتحدة الأمريكية . وأضاف هنية قائلاً: حركة المقاومة الإسلامية حماس أكبر من أن تؤثر بها بعض الدولارات الملوثة بدماء العرب والمسلمين، وشعبنا الفلسطيني يتميز بالوعي والفهم ويعرف الغث من السمين وسيلفظ كل القادمين علي دبابة أو دولار أمريكي .وعبر هنية عن استهجانه لقبول بعض المرشحين من أي فصيل كان الرشوة السياسية والمال السياسي علي أنفسهم و الاستعانة بالأجنبي علي شعبهم .ودعا المرشح في حماس إلي إجراء التحقيق الجاد من الجهات الرسمية في مثل هذه الأنباء و كشف نتائجها علانية أمام الجماهير لتعرف الحقيقة واضحة، وقال إن الجهات التي تدفع الأموال تريد التلاعب بمصير ومستقبل شعبنا الفلسطيني المرابط، وشعبنا سيثبت لهم الأربعاءالقادم، وسيقول كلمته الفصل . وطالبت قوائم اخري للانتخابات التشريعية القادمة لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية والسلطة الوطنية التحقيق بواقعة التمويل الامريكي لعدد من المرشحين والقوائم.وعقدت كل من قائمة البديل وقائمة ابو علي مصطفي وقائمة الحرية والعدالة الاجتماعية مؤتمرا صحافيا كل علي حدا في مدينة رام الله نددت خلاله بالتصريحات التي اطلقتها القنصلية الامريكية في القدس بدعم بعض المرشحين والقوائم التي صنفتها علي انها ديمقراطية.واكدت قائمة البديل انها تقدمت بشكوي للرئيس الفلسطيني محمود عباس ولجنة الانتخابات المركزية وللمراقبين الدوليين من بينهم الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر طالبت بها باجراء تحقيق واضح ومحدد للتأكد من صحة هذه المعلومات وملاحقة المتورطين به لكونه يشكل انتهاكا صارخا لقانون الانتخابات الفلسطيني معتبرين ذلك تدخل سافر يمس السيادة الفلسطينية والعملية الديمقراطية.واعتبرت القائمة ان هذا الدعم الذي تقدمه الادارة الامريكية هو تدخل فظ وسافر ومرفوض في الشؤون الداخلية الفلسطينية وانه يخدم السياسات والاهداف الامريكية في المنطقة وهي اهداف منحازة للعدوان الاسرائيلي ومعادية لاستقلال الشعب الفلسطيني وحريته وديمقراطيته الحقيقية. ومن جانبها طالبت قائمة ابو علي مصطفي المرشحين بالتعهد لتعديل القانون الانتخابي الذي يعطي مليون دولار لدعاية القائمة الواحدة و60 الف دولار للمرشح المستقل واستبداله بنصف مليون دولار للقائمة و30 الف للمرشح الواحد. وتأكيدا علي نفس الموضوع اشار احمد مجدلاني من قائمة الحرية والعدالة الاجتماعية ان هناك اسراف ومبالغة غير مقبولة وغير معقولة لبعض القوائم الانتخابية في دعايتها مبينا ان قائمته لديها معلومات ان بعض القوائم دفعت مليونين ونصف المليون مقابل دعايتها الانتخابية مطالبا بتحقيق عاجل وفوري قبل يوم الانتخابات.وطالب القوائم الاخري بالاعلان عن مصادرها وتمويلها مشيرا الي ان هناك تمويلاً اوروبياً لعدد من القوائم بالاضافة الي الدعم الامريكي، ودعا حركة حماس الي تحديد مصادرها والفصل ما بين اموال الزكاة واموال الحركة. ومن جهة اخري ذكرت مصادر اسرائيلية امس ان الادارة الامريكية وعدت حكومة تل ابيب بعدم الاعتراف باية حكومة فلسطينية ترأسها حركة المقاومة الاسلامية حماس او تشارك فيها بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية.وقالت المصادر ان المبعوثين الامريكيين اللذين زارا المنطقة قبل حوالي اسبوع ابلغا صناعي القرار في تل ابيب بالموقف الامريكي، مشيرين الي ان اعتراف واشنطن بحكومة فلسطينية تضم حركة حماس يخالف القانون الامريكي. واضافت المصادر ان اسرائيل تلقت مؤخرا رسائل مماثلة من المسؤول الاعلي للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ومن وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس الذي زار المنطقة قبل بضعة ايام.من جهته رفض رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع الموقف الامريكي، مؤكدا بأن الفلسطينيين سيسيرون خلف من يختارهم الشعب الفلسطيني وبأنه لايحق لاية جهة كانت التدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي.وأعرب في مستهل جلسة الوزراء امس عن أمله أن تجري الانتخابات بهدوء ونظام وبشفافية قائلا: من سيختاره شعبنا سنسير وراءه. وفي ردٍ علي سؤال إذا ما فازت حركة حماس في الانتخابات المقررة غداً الاربعاء وامتنعت الولايات المتحدة عن التعامل معها، قال: نحن مستعدون للتعامل مع أي شخص وسنتعامل مع أي جهة أو شخص يفوز وليس من حق أي أحد أن يختار عنا. ودعا قريع أبناء الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية للمشاركة في الانتخابات بكثافة وللادلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم والقيام بواجبهم تجاه وطنهم الفلسطيني. وتشير استطلاعات الرأي إلي أن حماس ربما تفوز بثلث الاصوات أو أكثر في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني المزمع إجراؤها غد الاربعاء.وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دافع أمس الاول عن قراره بالسماح لحماس بخوض الانتخابات قائلا إنه يأمل من ورائه أن تخفف الحركة من حدة مواقفها بمجرد انضمامها رسميا إلي النظام السياسي.