مصلحة بوتين المركزية صد كل مبادرة امريكية في الشرق الاوسط مثلما في القوقاز ووسط آسيا ايضا
في اسرائيل والغرب يريدون من حماس اتخاذ خط أكثر مسؤولية والتخلي عن الارهابمصلحة بوتين المركزية صد كل مبادرة امريكية في الشرق الاوسط مثلما في القوقاز ووسط آسيا ايضا في اسرائيل وفي الغرب علي حد سواء هناك من يعتقد بأنه يمكن بل ومن المرغوب فيه تحفيز حماس علي اتخاذ خط أكثر مسؤولية، التخلي عن الارهاب والاعتراف باسرائيل. ولكن الرئيس بوتين يعرف جيدا أنه لا يمكن تحقيق ذلك من خلال الاعتراف بحماس دون شروط وقبل أن تفي الحركة ولو ببعض هذه المطالب. ولهذا السبب لا يبدو أن هناك ما هو حقيقي في تفسيرات بوتين ـ بوجوب احترام ارادة الشعب الفلسطيني، وأن هدف دعوة زعماء حماس الي موسكو هو دفعهم نحو الاعتدال. التفسير الحقيقي للدعوة يجب البحث عنه في التطلعات الاستراتيجية العالمية لبوتين، والتي لا تختلف عن تطلعات الاتحاد السوفييتي في ذروة تدخلها في الشرق الاوسط: ان تشكل وزنا مضادا للولايات المتحدة. الاوروبيون، الذين قلصت روسيا لهم منذ الان تزويد الغاز في ذروة الشتاء الشديد، كان عليهم أن يكونوا أقل مفاجأة من خطوة بوتين من الاسرائيليين، الذين اوهموا أنفسهم باحتمال صداقة رائعة مع روسيا، تقوم علي أساس مصالح مشتركة مثل مكافحة الارهاب. غير أنه بالنسبة لموسكو (وليس فقط بالنسبة لها) الارهابي يمتحن حسب اهدافه وليس حسب اساليبه، ومن لا يمس بروسيا ـ بل وبحث مصالحها مثل المنظمات الفلسطينية ـ ليس بارهابي.المصلحة المركزية لبوتين هي صد كل مبادرة امريكية في الشرق الاوسط مثلما في القوقاز ووسط آسيا ايضا. روسيا دخلت الرباعية ليس فقط لحث السلام بل بالذات كي لا يتحقق بدونها والتشديد علي مكانتها المتساوية مع الولايات المتحدة. ومن لحظة تشكيل الرباعية وقفت روسيا ضد شركائها، مثلا، عندما أصر المندوب الروسي علي تسليم عرفات بالذات خريطة الطريق فيما كانت الرباعية تتفق علي مقاطعته. وفي السياق ايضا خرق بوتين تعهدا صريحا للرباعية ولرئيس الوزراء شارون وبعث دون موافقتهم بمستشارين عسكريين الي السلطة الفلسطينية. السؤال الذي ينبغي طرحه هو لماذا يوافق الشركاء الآخرون في الرباعية علي مثل هذا السلوك من جانب روسيا. الجواب هو ان الزمن قد تغير. ففي ذروة ضعف روسيا، بعد تفكيك الاتحاد السوفييتي، لم تكن هذه الموافقة واردة، اما الان، عندما تلعب موسكو ايضا بورقة النووي الايراني اضافة الي صنبور الطاقة الي اوروبا، فلم يعد ممكنا بعد الان الاستخفاف بقوتها. وينبغي أن يضاف الي ذلك قوة روسيا في أن تجذب في اعقابها مزيدا من الدول الذين سينضمون اليها، وليس فقط بسبب الضغينة للولايات المتحدة لانطلاقها في حرب ضد العراق.جدير الانصات الي المحللين في وسائل الاعلام الروسية ممن يربطون بين الموضوعين علي رأس جدول الاعمال في الشرق الاوسط ـ البرنامج النووي الايراني ودعوة حماس الي موسكو. وبرأي اولئك المحليين فان الحديث يدور عن موضوعين يحتاجان الي حل وسط، وثمن الحل الوسط في الساحة الايرانية ستدفعه اسرائيل. ولعل هذا ايضا هو أحد أهداف بوتين منذ البداية. من د. ايزبيلا غينورباحثة في معهد ترومن في الجامعة العبرية(يديعوت احرونوت) 12/2/2006