مصر: صفقات سرية بين قوي في الحكم وأحزاب المعارضة تكرس مكانة جمال مبارك

حجم الخط
0

مصر: صفقات سرية بين قوي في الحكم وأحزاب المعارضة تكرس مكانة جمال مبارك

تتضمن إخراج صحيفة العربي من أزمتها ودعم نعمان جمعة ورفعت السعيدمصر: صفقات سرية بين قوي في الحكم وأحزاب المعارضة تكرس مكانة جمال مباركالقاهرة ـ القدس العربي ـ من حسام أبو طالب:علمت القدس العربي أن عدة صفقات سرية تتم الآن بين فريق جمال مبارك أمين لجنة السياسات من جهة وعدد من الشخصيات البارزة في أحزاب المعارضة المصرية بهدف تمهيد الساحة لقبول طرح نجل الرئيس مبارك كشخصية من شأنها أن تتولي إدارة دفة شؤون البلد في الفترة القليلة القادمة.وفي مقابل ذلك التأييد تقوم قوي تابعة لأنظمة الحكم بدعم أحزاب المعارضة التي تعاني أزمات مادية مثل الحزب الناصري أو من خلال التوفيق بين الخصوم المتنازعين مثل ما يجري في حزب الوفد حاليا.وتشير معلومات قوية مصدرها وزير غادر الوزارة في التعديل الوزاري الأخير إلي ان مهندسي سيناريو التوريث نجحوا علي مدار الفترة الماضية وفي هدوء شديد علي طرح اسم جمال بين أروقة مؤسسات مهمة وان كل الخطوات جري إعدادها بنجاح كبير.ويجري نفس الفريق الآن محاولاته لتعزيز صورة نجل الرئيس بين جهات سيادية من أجل تحقيق نفس الغرض.وبالنسبة لقوي المعارضة فقد أكد الوزير السابق في تصريحات خاصة للقدس العربي بأن ضعفها يجعل التفاوض معها أسهل.يقول الوزير هناك مفاجآت كشفت عنها الفترة الماضية حيث اتضح أن معظم أحزاب المعارضة لا ترفض مشروع التوريث ولكنها تريده بصورة لا تمثل إحراجا لأي منها كأن يتم الزج بأسماء مسؤولين من هذه الأحزاب في هرج المبايعة لنجل الرئيس مستقبلا.وفي ذات السياق يشير نفس المسؤول إلي أن ما يشهده الحزب الناصري من إعادة ترتيب لصفوف جريدة العربي الناصري يكشف بعضا من جوانب الصفقة المرتقبة حيث بات هناك تضييق علي بعض مسؤولي الصحيفة وخاصة رئيسا التحرير عبد الله السناوي وعبد الحليم قنديل وتري بعض القوي داخل الحزب مسؤولية كليهما في انحسار الأضواء عنه وتراجع شعبيته في الشارع فضلا عن فتح صفحات الجريدة لجماعة الإخوان المسلمين مما أدي لزيادة فرص توابعها في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.ويقتضي السيناريو الذي سيخرج للنور في غضون أيام بالنسبة للحزب الناصري انتقال قنديل لفريق صحيفة الكرامة والبحث عن بديل آخر وذلك بعد أن قرر السناوي الاستقالة.ويقوم حاليا أحمد حسن الأمين العام للحزب بالإمساك بأوراق اللعبة كاملة حيث تتحدث الأنباء عن صفقة تقدمت بها شخصيات مسؤولة وتعمل في ذات الوقت بعالم المال ورجال الأعمال تهدف إلي تسديد كافة الديون المستحقة علي العربي لصالح مؤسسة الأهرام بالإضافة لعقد صفقات إعلانية ضخمة تحول العربي من مؤسسة مديونة إلي دار غنية.وكان الاتفاق مع قيادات الحزب الناصري قد سبق الإعداد للصفقة الأخيرة بين قوي الحكم وباقي أحزاب المعارضة منذ اعوام وتولي التفاوض قبل عامين د. أسامة الباز مستشار الرئيس مبارك للشؤون السياسية حيث طلب إبعاد عبد الحليم قنديل منذ منتصف العام 2003 وألح في طلبه لضياء الدين داوود رئيس الحزب الناصري والذي رفض إبعاد قنديل الذي ساهم في ارتفاع توزيع الصحيفة بشكل غير مسبوق ونجح بمعاونة عبد الله السناوي في إعادة بعث الجريدة من الرماد وباتت علي رأس الصحف شديدة التأثير في الشارع وفي كواليس النخبة الحاكمة.وقد انتهت الصفقة بالرفض التام رغم أنها كانت تمثل حلا للأزمة المالية للعربي. وتؤكد مصادر لجنة السياسات أن الصفقة التي يجري الإعداد لها الآن من شبه المؤكد نجاحها فقد بدا كلا الرجلين قنديل والسناوي يلمان أوراقهما تمهيدا للمغادرة ولمنع أي محاولة انقلابية في صفوف محرري الجريدة تم تسريب معلومات تفيد بمستقبل وردي ينتظرهم في ظل القيادة الجديدة حيث ستتضاعف الرواتب ولن يتأخر موعد صرفها كما كان يحدث من قبل.بالنسبة للصفقة المماثلة مع حزب الوفد فإنها تختلف في تفاصيلها حيث لا يواجه الحزب ولا صحيفته الممنوعة صدورها حاليا أزمة مالية ولكن هناك أزمة تكاد تعصف بالحزب نفسه بعد فصل نعمان جمعة من رئاسة الحزب ثم عودته.وتشير المعلومات أن صراعا محموما تشارك فيه بعض قوي الحكم بهدف الاستفادة من الأزمة التي باتت تسبب إرهاقا لكلا الفريقين المتنازعين.ووجه الاستفادة تتمثل في محاولة الحصول علي ضمانات من كلا الخصمين نعمان جمعة ومحمود أباظة بعدم معارضة سيناريو التوريث خلال المرحلة القادمة وبالطبع ستقف الدولة مع الطرف الموافق علي صعود جمال مبارك وحتي هذه اللحظة لا يعرف مدي التحول الذي حدث بالنسبة لموقف نعمان جمعة الذي كان يعلن قبل فصله من رئاسة الحزب رفضه جملة وتفصيلا سيناريو التوريث غير ان بعض المقربين منه في الوقت الراهن يشيرون إلي بعض التغيير بدأ يبدو علي موقفه حيث يستشعر أن الجميع طعنه في ظهره باستثناء شخصية قيادية أصدرت أوامرها بإمداد حبل الأنقاذ له لذا فمن الطبيعي حسب رأي بعض المراقبين ألا يعارض جمعة الآن أن يمنح صوته وفؤاده لنجل الرئيس.وفي ذات السياق يجري التفاوض أيضا مع حزب التجمع والذي يواجه رئيسه رفعت السعيد مشاكل جمة ابرزها زيادة عدد خصومه وخاصة بين شباب الحزب وعدد من كبار رموز اليسار المصري الذين يعتبرونه سبب انهيار شعبية الحزب حيث قبل عقد صفقات ومساومات لم تجر علي الحزب سوي مزيد من الخيبة كما يقول أحد شباب الحزب والجريدة الناطقة باسمه الصحفي محمد منير. ومن بين الذين تجري معهم الصفقات أيضا عدد من الأحزاب الصغيرة التي اغلقت صحفها بسبب عدم وجود سيولة مالية مثل حزب الجيل والذي يرأسه ناجي الشهابي وتؤكد مصادر لجنة السياسات أن الصفقات تسير بالتوازي وبنجاح كبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية