مصر تتابع باهتمام مصير شارون
مصر تتابع باهتمام مصير شارون القاهرة ـ اف ب: تبدي مصر اهتماما كبيرا بمصير رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي كان الرئيس حسني مبارك وصفه بانه قائد شجاع مخالفا بذلك الرأي العام المصري.وقال مصدر في وزارة الخارجية المصرية لوكالة فرانس برس انه لن يكون هناك رد فعل رسمي طالما الرئيس خارج مصر .ولم يوضح المصدر متي يعود الرئيس مبارك من زيارته الحالية لباريس.ونشرت كبري الصحف المصرية التي تطبع في ساعة متأخرة من الليل في صفحاتها الاولي امس الخميس خبر نقل شارون الي المستشفي.وكانت الانتقادات لشارون خفت قليلا في الصحف المصرية منذ انسحاب اسرائيل من غزة في ايلول/سبتمبر المقبل.ورغم ان شارون ومبارك، اللذين يعتبران في بلديهما من ابطال الحرب العربية-الاسرائيلية عام 1973، لم يلتقيا كثيرا الا انهما اقاما علاقات جيدة للغاية بينهما.وقال مبارك اثناء زيارة الي مزرعة شارون في النقب (جنوب اسرائيل) العام الماضي ان شارون قائد شجاع وجريء .واضاف مبارك لقد قلت اكثر من مرة ان شارون قادر علي صنع السلام، لديه السلطة والعزيمة والرؤية الامنية التي تمكنه من التوصل الي السلام .واتصل مبارك هاتفيا بشارون بعد ان غادر حزب الليكود في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي واعلن له، حسب مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، انه يعتزم مواصله تعاونه الوثيق معه من اجل السلام .ولم يقم الرئيس المصري، الذي يتولي السلطة منذ ربع قرن، بأي زيارة رسمية الي اسرائيل رغم ان مصر كانت اول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع الدولة العبرية في العام 1979.ولكن مبارك حضر في القدس مراسم تشييع رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق رابين الذي اغتيل عام 1995.وكان الرئيس المصري السابق انور السادات الذي اغتيل عام 1981 هو الوحيد الذي قام بزيارة رسمية لاسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر 1977.وقال الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية في الاهرام عماد جاد الذي يعد من افضل المتخصصين في الشؤون الاسرائيلية في مصر ان شارون كان يعتبر في الاونة الاخيرة معتدلا .واكد جاد ان غيابه من الساحة الاسرائيلية سيثير صدمة ليس فقط للمسؤولين الاسرائيليين ولكن للقيادة الفلسطينية ايضا ولعدد من الحكومات العربية .وتابع يجب ان نتوقع اسوأ السيناريوهات مع نهاية حزب شارون الجديد كاديما والعودة الي اللعبة التقليدية بين الليكود والعمل ومزيد من العنف مع الفلسطينيين .واعتبر جاد انه من المرجح ان يصل الي السلطة في اسرائيل خصم شارون في الليكود بنيامين نتنياهو الذي عارض الانسحاب من غزة والذي تحتفظ مصر بذكريات سيئة معه .من جهة اخري قالت جماعة الاخوان المسلمين وهي اكبر قوة معارضة مصرية (تحتل 20% من مقاعد البرلمان) انها غير معنية بمصير شارون.وقال نائب المرشد العام للجماعة محمد حبيب لوكالة فرانس برس هذا لا يعنينا من قريب او بعيد .واعتبر ان سياسة الاستيطان والاغتيالات الاسرائيلية ستستمر حتي لو غيب الموت شارون.وكان المرشد العام للاخوان محمد مهدي عاكف وصف اسرائيل مؤخرا بانها ورم سرطاني ومحرقة اليهود بأنها اسطورة .وبعد خمس سنوت من الانتفاضة التي ادت الي تأزيم العلاقات الرسمية بين مصر واسرائيل تقارب البلدان العام الماضي اذ عاد السفير المصري الي تل ابيب وتم توقيع اتفاق هام لتصدير الغاز المصري الي اسرائيل.وقال المحلل السياسي محمد السيد السعيد ان التطبيع موجود فقط علي اجندة الحكومة وهو ليس علي اجندة الرأي العام بالتأكيد .وتنتقد بعض وسائل الاعلام اسرائيل بشكل منتظم.بل ان شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي اثار فضيحة في ايلول/سبتمبر عندما اصدر فتوي بان التطبيع مع اسرائيل حلال .