مصر: الهيئة العليا لحزب الوفد تعزل نعمان جمعة وتختار أباظة رئيسا وسط مخاوف من انشقاق
مصر: الهيئة العليا لحزب الوفد تعزل نعمان جمعة وتختار أباظة رئيسا وسط مخاوف من انشقاق القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسام أبو طالب: شهد حزب الوفد المعارض منعطفا خطيرا بعد قرارات تاريخية صدرت ظهر أمس عن الهيئة العليا للحزب التي قررت عزل نعمان جمعة رئيس الحزب وفصله من العضوية بأغلبية 35 صوتا مقابل إثني عشر صوتوا لصالح الرئيس المعزول، وقد شهد الاجتماع العاصف الذي استمر لأقل من ساعة حضورا إعلاميا كثيفا من قبل العديد من مندوبي الصحف والفضائيات وبدأت المواجهة بين الفصيلين المتصارعين مبكرا حينما سعي التيار الإصلاحي بقيادة د. محمود أباظة نائب رئيس الحزب فرض أجندة لإصلاح وإعادة هيكلة الحزب بعد الخسائر التي مني بها في انتخابات الرئاسة فضلا عن الانتخابات البرلمانية التي لم يحصد فيها الحزب سوي ستة مقاعد.وقد رفض نعمان جمعة مطالب التيار الإصلاحي والتي تتضمن ألا يتم انتخاب رئيس الحزب إلا لدورتين متتاليتين بالإضافة للدعوة لعقد جمعية عمومية غير عادية من أجل اختيار رئيس للحزب، وقد دفع رفض جمعة بمطالب فريق أباظة إلي قيام منافسه الذي يشغل رئيس الهيئة الوفدية في مجلس الشعب باصدار مجموعة قرارات علي رأسها عزل جمعة عن رئاسة الحزب وفصله من العضوية بالإضافة للدعوة لعقد جمعية عمومية في غضون الأيام القادمة من أجل اختيار رئيس جديد. وقد اختير أباظة خلفا لنعمان في مقعد الرئاسة لحين إجراء الانتخابات وقد شهد الاجتماع تراشقا بالألفاظ وتشابكا بالأيدي بين عدد من أنصار الفريقين. وقد ترك الخلاف أثره علي صحيفة الوفد اليومية حيث يتخوف معظم العاملين بها من المستقبل خشية أن يتكرر سيناريو أحزاب العمل المجمد والغد الذي شهد صراعا نجم عنه ظهور صحيفتين في وقت واحد تحملان نفس الاسم إحداهما عليها اسم أيمن نور والأخري خصمه مصطفي موسي.وفي تصريحات خاصة لـ القدس العربي أكد د. محمود أباظة الرئيس المؤقت للحزب بأن رموز الوفد عازمة علي الإصلاح مهما كان الثمن مكلفا.أضاف بأن الأغلبية داخل الهيئة البرلمانية أقرت عزل نعمان جمعة واعتبر ما جري بأنه يمثل انتصارا للديمقراطية.وطمأن أباظة أنصار الحزب قائلا بأن احتمالات انقسامه غير واردة بالمرة وأن تكرار سيناريو حزب الغد غير ممكن بسبب تماسك جبهة الوفديين. علي صعيد آخر أحاطت بحزب الوفد بحي الدقي العديد من سيارات الشرطة تحسبا لانفلات الوضع وذلك إثر تزايد الهتاف بين أنصار الفريقين.جدير بالذكر أن أنظار العديد من الذين يدينون بالولاء للوفد تتجه إلي كواليس الحزب الوطني ولجنة السياسات حيث يري مراقبون خلافا بين رموز الوطني علي دعم أي من الطرفين، فقد ساءت العلاقة منذ فترة بين صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري وبين نعمان جمعة الذي اتهم الشريف بأنه تحالف مع أيمن نور ضده في انتخابات الرئاسة.