مصرفي صومالي متفائل بشأن الأعمال مع انحسار الفوضى

حجم الخط
0

نيروبي – رويترز: قال الرئيس التنفيذي لأكبر مؤسسة مالية في الصومال إنه يتعين على الحكومة تشجيع المزيد من المستثمرين لقيادة الاقتصاد الخاص لأن أصحاب الأعمال لهم مصلحة في تدعيم المكاسب الأمنية الهشة.
ويقول عبد الرشيد ديوالي إن شركته دهبشيل تمكنت مع عدد محدود من الشركات الأخرى من البقاء وسط حالة من الفوضى سادت البلاد على مدى العقدين الماضيين وهي مثال على روح ريادة الأعمال القوية.
وعملها الرئيسي هو تحويل الأموال دوليا فتتعامل في مئات الملايين من الدولارات ترسل سنويا إلى الصومال وهي الدولة التي مازالت تواجه متمردين إسلاميين.
وقال ديوالي في حديث هاتفي ‘كلما استثمر الناس في البلاد زادت ملكياتهم فيها… وزادت حمايتهم للأمن وزاد اهتمامهم بمستقبل مجتمعهم.’
وكان يتحدث أثناء حضوره مؤتمرا في لندن هذا الأسبوع لجذب الدعم الدولي لإعادة إعمار الصومال حيث تقتصر سيطرة الحكومة الجديدة على العاصمة مقديشو.
ويمثل انتخاب قيادة جديدة في سبتمبر أيلول الماضي – بالرغم من هشاشتها – تقدما كبيرا بعد اضطرابات استمرت 20 عاما في ظل انهيار الدولة. وأدى التشرذم بين أمراء حرب إلى افساح المجال أمام مقاتلين إسلاميين في حين تأتي حكومات انتقالية وتذهب.
وأطاحت الفوضى بالاقتصاد الذي كانت تديره الدولة في عهد الدكتاتور محمد سياد بري وتركت فراغا ملأه بعض المجددين الصوماليين الذين أنشأوا شركات طيران خاصة وشركات تقدم خدمات الجيل الثالث من الهاتف المحمول كما تركت المؤسسات المالية تعمل دون سلطة مالية.
وقال ديوالي الذي شارك والده في العمل قبل أن ينهي دراسته ‘الحكومات تأتي وتذهب. الشعب هو الباقي في البلاد… الصوماليون قادة اعمال بطبعهم.’
وتشهد شركة اسرته على صدق وجهة نظره. فقد تأسست شركة دهبشيل عام 1970 وانهارت عام 1988 في بدايات الحرب الأهلية لكن اعيد بناؤها منذ ذلك الحين واصبح لها مكاتب في الصومال وفي دول افريقية أخرى إلى جانب لندن ودبي.
وقال ديوالي ‘هناك طريقة صومالية في التعامل مع التحديات’ موضحا كيف واجهت شركته صعوبات لا تواجهها سوى قلة من المؤسسات المالية في العالم.
فعملها في تحويل الاموال والأعمال المصرفية يتطلب ثقة كبيرة من جانب العملاء الذين يرسلون نقودهم إلى بلادهم دون جهة تنظيمية تراقب العمل.
ويعتمد ديوالي على ترتيباته الأمنية الخاصة لأن الشرطة ضعيفة التدريب والتمويل تواجه صعوبات في فرض القانون.
وتعرض مكتب الشركة في مقديشو لتفجير الشهر الماضي وأمر مسلحون بإغلاقه. ولا تكشف الشركة عن تفاصيل أعمالها المالية خوفا من التهديدات ولتجنب جذب اهتمام غير مرغوب فيه من شأنه أن يهدد موظفيها أو أعمالها.
ويظهر حجم أعمال الشركة من انتشار لوحاتها الإعلانية في مقديشو رغم أن مقرها هرجيسا عاصمة اقليم ارض الصومال المنشق.
وتزدهر أعمال اخرى كذلك مثل الفنادق والمطاعم والمراكز التجارية التي تفتتح في مقديشو وبعضها يقبل الدفع ببطاقات دهبشيل.
وكانت هذه البطاقات جديدة على الصومال عندما طرحت عام 2009 كبديل مرحب به للأوراق النقدية المهترئة المطبوعة منذ ثمانينات القرن الماضي. ويستخدم كثيرون الدولار.
وساعدت التوقعات التي تشير إلى استقرار أكبر على دعم العملة المحلية لترتفع نحو 80 بالمئة منذ 2011 إلى نحو 18 ألف شلن للدولار.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية