مسيرة كبري في الرباط تنديدا بالرسوم الدنماركية والاسلاميون المعتقلون ينظمون وقفة احتجاجية بالسجون المغربية
مسيرة كبري في الرباط تنديدا بالرسوم الدنماركية والاسلاميون المعتقلون ينظمون وقفة احتجاجية بالسجون المغربيةالرباط ـ القدس العربي من محمود معروف:خرج مئات الالوف من المغاربة مساء الجمعة في مسيرة حاشدة جابت الشوارع الرئيسية في العاصمة المغربية الرباط للتنديد بنشر صحيفة يولانديس بوستن الدنماركية رسوما مسيئة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم واعادت عدد من الصحف الاوروبية نشرها كتعبير من هذه الصحف عن التضامن مع الصحيفة الدنماركية.ورفع المتظاهرون يافطات تطالب بالاقتصاص من المسيئين للنبي الكريم والحكومات الغربية التي تشجع مثل هذه الممارسات المدانة تحت شعار حرية التعبير.وشارك في المسيرة التي اذنت السلطات بها بعد الاتفاق مع الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي دعت اليها علي الالتزام وضمان عدم القيام بأي عمل عنفي وعلمت القدس العربي ان السلطات التي اتخذت اجراءات امنية مشددة منذ الصباح ابلغت المسؤولين عن تنظيم المسيرة بعد السماح بأي شكل من الاشكال الخروج من المسار المحدد لها والمتفق عليها خوفا من توجه بعض المحتجين الي مقر السفارة الدنماركية، شارك قياديون وناشطون ينتمون الي مختلف التيارات والاحزاب السياسية والجمعيات الحقوقية والانسانية والثقافية المغربية وان كان حضور ناشطي التيارات الاصولية المتشددة والمعتدلة هو الابرز.وكانت احزاب وجمعيات في الدار البيضاء قد نظمت الثلاثاء وقفة احتجاجية امس الجمعة امام القنصلية الدنماركية رددوا خلالها شعارات غاضبة ومنددة بما لحق بالرسول الكريم كما طالبوا عبر لافتات كتبت بأكثر من لغة من حكومات العالم الاسلامي بقطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع كوبنهاكن ودعوا الحكومة المغربية بالدفاع عن الهوية الاسلامية والحكومة الدنماركية الي تقديم اعتذار للمسلمين كما خرج التلاميذ والطلبة في عدد من المدارس المغربية للتعبير عن غضبهم. وأعلن معتقلو تيار السلفية الجهادية بكافة السجون المغربية عن قيامهم بوقفة احتجاجية داخل السجون المغربية لمدة ربع ساعة رافعين خلالها المصاحف. وأكد بلاغ للمعتقلين ان المحتجين البالغ عددهم نحو أزيد من 400 سجين، وجهوا رسائل احتجاجية عبر ادارة السجن الي السفير الدنماركي بالمغرب. كما قدمت اكثر من 175 فعالية نسائية رسائل احتجاج الي السفارة الدنماركية بالرباط تستنكر فيها التطاول علي مقدسات الشعوب الاسلامية ورموزها وخاصة علي شخص الرسول الكريم، ونددت هؤلاء النساء بموقف السلطات الدنماركية، معلنات مقاطعتهن للمنتجات الدنماركية احتجاجا علي هذا السلوك اللاحضاري. كما أعلن استعدادهن للمتابعة القانونية لهذه الصحف بصفتهن هيئة مدنية تدين بالدين الاسلامي، ومن يمس دينها يمسها مباشرة ويخرق ميثاق حقوق الانسان الذي أعلنت عليه هيئة الأمم المتحدة. وأعلنت الجمعية المغربية للبحوث والدراسات في فقه النوازل انكارها الشديد وتنديدها القوي بما اقدمت عليه الصحف الأوروبية من التطاول علي مقام النبي الكريم والتجرؤ علي منزلته السامية. وندد مجلس النواب المغربي بـ السلوك الشنيع الماس بالمقدسات الاسلامية واعتبر نشر رسومات مسيئة للرسول محمد عليه السلام استفزازا مجانيا للعقيدة الاسلامية ومشاعر المسلمين . ودعا المجلس في بلاغ ارسلت نسخة منه لـ القدس العربي برلمانات العالم وخاصة برلمانات الدول التي نشرت صحفها الرسومات المسيئة الي استعمال سلطاتها الاعتبارية والعمل من اجل وقف التدهور في العلاقات بين الشعوب الذي تأجج جراء سلوك متهور مناقض للحكمة ولرسالة الصحافة التي يجب ان تكون رافعة للتفاهم والتعايش بين الأديان السماوية والحضارات والثقافات .واكد مجلس النواب المغربي رفضه لأي خلط بين حرية التعبير والاساءة الي المقدسات الدينية وقال ان احترام الأديان والتعدد الثقافي ونبذ العنف المادي والرمزي، واعمال مباديء الحوار والتسامح في تدبير العلاقات بين الشعوب والحضارات، مباديء وقيم تمتزج في اطار الاحترام التام للآخر ولمقدساته.واعرب مجلس النواب المغربي عن تقديره الخاص لتصريح الفاتيكان الذي أكد ان حرية التعبير لا يمكن ان تبرر التهجم علي معتقدات أي كان. وادان حزب النهج الديمقراطي الماركسي نشر رسومات مسيئة للاسلام واستنكر مثل هذه الممارسات التي وصفها بـ المشينة التي تمس معتقدات المسلمين وتبخس من ديانتهم وتصفهم بالارهاب . وقال بلاغ للحزب انه كتنظيم ماركسي ظل يدافع عن قيم الحرية لا يسعه الا ان يدين هذه الرسوم التي تمس المسلمين ولا يمكنه ان يقبل تناول معتقدات المواطنين بالتهكم والتحقير والازدراء باسم حرية الرأي والتعبير .وقالت صحيفة الصباح الجمعة ان عاملين مغاربة في مركز للنداء علي الانترنت في الدار البيضاء اعلنوا اضرابا عن العمل احتجاجا علي قيام المركز بتوزيع مجلة 20 دقيقة الالكترونية الفرنسية (تصدر في مرسيليا) تضمن احد اعدادها احد الرسومات المسيئة التي نشرتها الصحيفة الدنماركية.وقالت الصحيفة ان العاملين المغاربة اجبروا مدير المركز علي تغيير مدخل شاشة الجهاز الذي كان يحمل احد الرسومات . وكانت السلطات المغربية قد استدعت مدير يومية النهار المغربية للتحقيق علي خلفية نشره احدي لرسومات المسيئة، كما منعت يومية فرانس سوار من التوزيع بالمغرب للسبب نفسه فيما قررت صحيفة لوموند واسعة الانتشــــــار عدم ارسال اعدادها التي حملت الرسوم للتوزيع في المغرب وعدد من الدول الاسلامية.وما زالت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول تحظي باهتمام مختلف الصحف المغربية التي اعتبرت ان هذه الرسوم بلغت حدا من الاستفزاز لا يمكن قبوله .وكتبت صحيفة فينانس نيوز ان انحرافات الصحف الاوروبية المتمثلة في السخرية من الاسلام من خلال التخفي تحت ستار حرية التعبير لا يمكنها الا ان تغذي غضب المسلمين وأضافت انه بتخفي هذه الصحف وراء ذريعة حرية التعبير فانها تتجاوز الخط الأحمر، لكنها تلوح دائما بالخط الاحمر كلما تعلق الامر ببعض القضايا من قبيل قضية الهولوكوست علي سبيل المثال.وأدانت الصحيفة نشر هذه الرسوم الفضائحية والمهينة والمثيرة للغضب معتبرة انه عندما تجمع كل الديانات التوحيدية علي ادانة هذه الانحرافات الصحافية فمعني ذلك ان الاستفزاز بلغ حدودا غير مقبولة اطلاقا.ورأت أسبوعية لوروبيرتير ان العذر المستخدم لتبرير هذه الرسوم والسعي الي الصاق الارهاب بالعالم الاسلامي جاء صادما أكثر من الرسوم في حد ذاتها .وكتبت صحيفة لاغازيت دو ماروك تحت عنوان الديمقراطية والحرية هي تربية قبل كل شيء ان ما حدث أثار غضب الأمة الاسلامية التي أصبحت مستهدفة من القوي العظمي التي يبدو انها أصبحت تكن لها حقدا دفينا من خلال خوضها حربا صليبية ضد قيم الاسلام وضد الرسول الكريم.وبعدما انتقدت الاسبوعية الديمقراطية الغربية اعتبرت ان الديمقراطية والحرية هما قبل كل شيء تربية وتسامح وذكاء جماعي لتعزيز وتقوية التضامن الانساني والديني .ورأت اسبوعية ماروك ايبدو ان نشر رسوم كاريكاتورية للرسول الكريم هي استفزاز ممجوج مشيرة الي ان هذه الرسوم لايمكنها بأي حال التأثير علي صورة الاسلام وذلك علي عكس الصور العنيفة التي نقلتها بعض وسائل الاعلام وذلك في اشارة الي ردود الفعل العنيفة التي شهدتها بعض البلدان الاسلامية احتجاجا علي نشر هذه الرسوم.واعتبر كاتب المقال ان العودة الي الهدوء والسكينة هي أفضل هدية يمكن تقديمها لصورة الاسلام .ورأت أسبوعية المستقل ان المسيرة الاحتجاجية علي الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم التي ستنظم الجمعة بالرباط هي دفاع عن حرية التعبير المسؤولة التي تحترم ديانات ومعتقدات الغير .واكدت الصحف اليومية ان اشهار سيف حرية التعبير في وجه حركة الاحتجاج الحالية أمر غير مقبول والأكثر من ذلك انه يعكس ازدواجية المعايير الغربية وسياسة الكيل بالمكيالين ومنع كثير من الآراء والتصرفات بحجة معاداة السامية، ويتم في الوقت نفسه احتضان آراء وتصورات تتضمن مسا بمقدسات الأديان .ولاحظت صحيفة المنعطف ان كثيرا من ردود الأفعال الأوروبية حول تداعيات الازمة انصبت في مجملها حول التنديد بالعنف الذي صاحب تظاهرات الغضب والاحتجاج ببعض الدول الاسلامية متجاهلة سبب المشكلة وأصل الأزمة معتبرة ان اقدام وسائل اعلام غربية مختلفة علي نشر الصور يدخل في اطار محاولات بعض الجهات الأوروبية ترسيخ صورة نمطية عن العرب والمسلمين قائمة علي جعل كلمة الاسلام مرادفة للارهابي والمتطرف مما يساهم في تغذية أجواء التوتر والصراع .ورأت الصحيفة في مقال بعنوان ازدواجية المعايير لقد آن الأوان لتغليب حكمة العقل والاعلاء من قيم التسامح والحرية المسؤولة واعتماد قواعد التعامل الحضاري مع الآخر والكف عن السلوك الاستفزازي أيا يكــون مصدره.وفي مقال آخر بعنوان لا لحرية التعبير المهينة للأديان أكدت صحيفة التجديد المقربة من حزب العدالة والتنمية الاصولي المعتدل ان المجتمع المغربي يطالب بكل مسؤولية المنتظم الدولي بمنع المس بالديانات البشرية مشيرة الي ان المسيرة الوطنية الشعبية التي ستنظم اليوم بالرباط هي وسيلة تعبير الشعب المغربي عن التزامه بمقدساته وثوابته التي لن يقبل ابدا ولن يتسامح مع أي شخص أو أية جهة تحاول استغلال حرية التعبير لاهانة الدين الاسلامي ومقدساته .وأكدت صحيفة الحركة ان المجتمع الدولي ملزم بوضع حد بين حرية التعبير وعدم المساس بالمعتقد الديني والروحي، حتي لا يقع شرخ كبير بين الأديان والحضارات في العالم في الوقت الذي تبذل فيه جهود لردم الهوة واشاعة قيم السلام والتسامح والمحبة مشددة علي ان الحرية التي تدعي أوساط غربية تبنيها دون العمل بها في أرض الواقع، لا تبيح الاعتداء علي حقوق الآخرين وحرياتهم بسلوك مشين يجب العقاب عنه .وأبرزت صحيفة لوبنيون (الرأي) في افتتاحية بعنوان مسيرة حضارية ان مسيرة اليوم التي ستشارك فيها مختلف الفعاليات السياسية والجمعوية والحقوقية تعبير حضاري ورفض جماعي للمغاربة بكل الممارسات التي تسيء الي مفهوم الحرية وحرية الرأي وتسيء أيضا الي مبادئ التسامح التي يتغني بها الغرب وكافة الأعمال الاستفزازية هي تهديد مباشر لأمن واستقرار العالم مبرزة ان الاستفزاز الاعلامي الذي تعرض له العالم الاسلامي أمر غير لائق وينم عن قلة احترام حيال المسلمين يدحض كل الجهود التي يبذلها أصحاب النيات الحسنة في كل انحاء العالم للتقريب بين الحضارات واقامة جسور الحوار بين الشمال والجنوب لما فيه مصلحة العالم بأسره.