يسير المرء مسرنما في الضباب؛ يشعر بأنه عبء ثقيل على نفسه ومن حوله؛ متطفل كبير على أمواج الحياة.
القلب عبء على الجسد، والجسد عبء على الروح.
السؤال عبء، الحديث عبء، التعبير عبء،
وإثقال قلب الآخرين بهذا العبء ذنب كبير.
كل شيء يتقزم أمام عتبات الواقع المرير،
وكل ألم مباغت يفقده الجليد المرادف والسياط.
لا جدوى من التأوه والاحتجاج وبث اللواعج..
لا جدوى من التمسك بشيء ما دام مستندا إلى الزيف والريح.
وأمام قلة قليلة صادقة تحاول عرقلة انطفائه،
سيرى المرء نفسه عبئا على كل شيء؛ فيدفع
الجميع بعيداً بذرائع منطقية للغاية.
يؤثر ارتداء قناع البهجة والعافية على تحمل وزر البوح بعبء كهذا،
ولن يكتشف أحد أنه ممثل جيد ما دام يرتمي في الصمت والعزلة التي يدرك أنها أمام ثقل هذا الشعور خيار ناجع للتعافي
فلا شأن ولا ذنب للآخرين في ما يكابد من عناء.
لكن رغم كل شيء لقد رمم الزمن حطامه
وها هو ينهض وفاء بوعد بالحلم والحياة.
كاتبة من سلطنة عمان