مستر بريزيدنت يتلقي الوحي: فيلم هوليوودي عن قتال البرابرة!

حجم الخط
0

مستر بريزيدنت يتلقي الوحي: فيلم هوليوودي عن قتال البرابرة!

أنور القاسممستر بريزيدنت يتلقي الوحي: فيلم هوليوودي عن قتال البرابرة!عرضت محطة آل بي سي اللبنانية فيلما وثائقيا امريكيا شيقا حول كيفية صناعة وتوضيب الرئيس الامريكي وافكاره وكواليس ساكني البيت الابيض، كبيت امريكي مصغر او شركة مساهمة. المدهش في هذا العمل الرائع، الذي انصح بمشاهدته، انه يكشف بأمانة وشفافية، وعلي لسان رؤساء امريكا السابقين، الفضاءات اليومية لصانعي السياسة الامريكية في قمة هرمهم وبدون رتوش، او شطحات خيالية. واذا كان تقديس الحاكم والركوع له سمة اهل الشرق، حتي يمرر كل ما يريد من رغبات قبل السياسات ويفرض سلطانه، فان الامريكيين يثبتون عبر هذا الانتاج ان كل شيء عند احفاد الانكليز والاوروبيين صناعة متحولة تحميها مصالح متشابكة معقدة، تنسجها قلة ممن يسكونون خارج هذا البيت، ويسيرون هذا المكان حسب الايحاءات، بدءا من صناعة الرئيس الي صناعة الاعداء، وليس انتهاء بصناعة الاخطار.موظفو البيت الابيض الذين كانوا ابطال هذا الفيلم بجدارة، يحاولون كل حسب توجهاته ومجال الجذب والاستقطاب المنتمي اليه، أن يقولبوا التوجه السياسي للرئيس، ان كان علي الصعيد الداخلي او الخارجي، بحيث ان مدير مكتب الرئيس يتساءل مستغربا، احقا ان هؤلاء من يدير مصير هذه الامة؟ورغم مكانة الرئيس، والذي يفضل شخصيا حسب الفيلم، ان ينادي بـ المستر بريزيدنت علي أي لقب آخر، لضرورة الوجاهة والرهبة في آن معا، الا انه في واقع الحال هو آخر من يعلم بالمستور، وان الاخبار ترشح له بعد ان تمر بمجموعة مصاف، اين منها مصافي تكرير النفط العربية، ولهذا فدوره رغم الوقار الذي يعامل به، يقتصر علي التصديق علي البرامج والوثائق والبروتوكولات، واستقبال الضيوف حول المدفأة الفخمة واحيانا التجلي واستقبال الوحي، طبعا دون تحديد مواعيد مسبقة له، لكن الرئيس الذي اعترف بان الوحي الالهي زاره في الليل وعضد سياساته الخارجية بقوة نسي حسب مدير مكتبه ان يساند الرئيس بما يتعلق بالسياسات الداخلية، باعتبار انها ربما تحتاج الي وحي متخصص آخر مضطلع بالشؤون الداخلية، للنهوض بالقدرات الامريكية المشلولة في مواجهة الكوارث الطبيعية بعد ان امتصت حرب العراق ضرعها.وربما اظهر الفيلم، سواء عن قصد او بدونه، ان ادارة المؤسسة الحاكمة في واشنطن هي تجسيد لعمل سينمائي ضخم تتوزع فيه ادوار الخير والشر علي الطريقة الهوليوود الاثيرة، وتبني فيه السيناريوهات، عبر كتاب لم يظهرهم البرنامج، وما علي هذه المؤسسة الا انجاز التوصيات وعدم الخروج علي النصوص والسيناريوهات. فكما ان انتاج هوليوود الضخم ارتبط مؤخرا بافلام حول نهاية العالم والصراع بين الشرق والغرب وسباق التسلح النووي والجرثومي والكيماوي، يبدو اننا الان امام سيناريوهات معدة للتنفيذ تستلهم قصصها من التوراة، حسب المسحة الايمانية فوق قبة البيت الابيض، وان نزول حواء وآدم من الجنة لا بد ان يتكرر، ثم ايضا الصراع الازلي بين قابيل وهابيل، كي يكتمل العمل ويجلل العمل الايماني الرياء المادي. ورغم المسحة الاخلاقية التي ظهرت علي حديث الرئيسين الاسبقين في البرنامج جيمي كارتر وبيل كلينتون، الا ان ما كشفه البرنامج وتكشفه السينما الامريكية في تواز مذهل يكشف ان الشعور العام الامريكي ينتظر قدوم خطر ما شرير، يتجدد بصورة مستمرة، وان هذا الشعب بحاجة لزعيم مؤمن في زمن اللاايمان يحميه من كارثة مجهولة. وعلي كتاب السيناريو تحديدها، وهي بلا شك تستلزم الاثارة والتشويق، ولا بأس ان كانت علي شكل رجل كث الشعر عريض الشاربين اسمر البشرة غليظ القلب، فلا يكتمل مخيال المدينة الا بالقادم من الصحراء.زواج عرفي ونبقي في آل بي سي فقد كانت متميزة هذا الاسبوع بجدارة، حيث استضافت في برنامج من يجرؤ الممثل المصري المعروف فاروق الفيشاوي، الذي خرج مهزوما من البرنامج تاركا وراءه جلبة وجمهورا مشدوها وقناني مكسورة، وقاموسا من الردح والشتائم.فقد فاجأ مقدم البرنامج طوني خليفة ضيفه والجمهور في الاستوديو ايضا بأن نصب له شركا حول تورط ابنه احمد الفيشاوي بعلاقة محرمة مع مهندسة الديكور هند الحناوي عبر الزواج العرفي، الذي شغل وما زال يشغل مصر والاعلام العربي بعد رفض عائلة الفيشاوي تبني الطفلة، التي صارت ضحية لهكذا علاقات. المفاجأة الصاعقة هي تلك اللغة العوالمية التي استخدمها الفيشاوي والمفردات المسفة، ووصفه علاقة ابنه بهذه الشابة بالعلاقة الماجنة دون زواج، وحينما فاجأه خليفة بوالد الفتاة علي الهواء من القاهرة احمر الرجل واخضر واصفر ثم ما لبث ان ارعد وازبد، وخرج عن اللياقة التي من المفترض انها الحصن الامين لفنان اتحفنا في معظم اعماله بتمثيل دور الرجل الصالح والمواطن النبيل، والمحب المهذب. فقد تكلم والد الفتاة هند بأدب جم وتحدث عن اخطاء الزواج العرفي الذي ينتشر كالنار في الهشيم في الاحياء المصرية، سواء الفقيرة او المنعمة، واثبت الرجل حدوث الزواج العرفي الذي يصر الفيشاويون علي انكاره. وما زاد طين تلك الحلقة بلة أن والدة الفنان احمد الفنانة سمية الالفي ساهمت في التغطية علي هذه الحقيقة مما جعل هذه الفضحية الاكثر جلجلة في تاريخ الوسط الفني المصري والعربي عامة. فمن كان يتوقع ان نشاهد عرضا لبرنامج جيري سبرينغر الفضائحي الامريكي او برنامج ترشا الانكليزي في بيوتنا وبلغة عربية غير مترجمة وبابطال من الوسط النخبة؟!ولكي تكتمل فصول المسرحية الهزلية بدأ الفيشاوي بالصراخ والسب وهرب من البرنامج قبل انتهائه علي طريقة خروج الكاتبة صافيناز كاظم من الاتجاه المعاكس ليخرج معه تاريخا فنيا جميلا استمتعنا به بكل جوارحنا، وكنا نتمني مخلصين ان يبقي فنانا كبيرا في نظرنا كمشاهدين، فالوقوع في الخطأ ليس جريمة لكن الاصرار عليه مسألة بالطبع ليست فنية!ستوديو الفن عرضت الفضائية المصرية ليلة امس حلقة فنية يبدو انها سلسلة من برنامج ستوديو الفن الذي نشأ في لبنان وخرج العديد من نجوم الطرب العربي، ثم انطفأ فجأة، لينتقل الي القاهرة.ما يلفت الانتباه في هذه النسخة المصرية من ستوديو الفن طبيعتها الكلاسيكية، في وقت اخذت البرامج الغربية في صناعة النجوم تلتهم كل الاشكال التقليدية العربية، فمن سوبر ستار الملاييني الي ستار اكاديمي الي غيرها من برامج الاستعراض والصورة، ويبدو انه صرخة في واد طاف بالاستعراض التلفزيوني الذي سيطر علي كل فن جميل اتحفتنا به الاذاعات والتلفزات العربية عبر خمسين عاما من الابداع، وفي انتظار باكورة اكتشافاته نتمني لستوديو القاهرة الجديد ان يرفدنا بما انقطع من وصل طربي منشود.جميلات التلفزيون فرضت القنوات التلفزيونية الناجحة نمطا من المذيعات الجميلات اللاتي بات غيابهن عن اي من هذه القنوات كفيلا بابتعاد المشاهدين عنها. وهذا يؤكد تحول جزء كبير من الشباب والكبار ايضا نحو الفضائيات النسائية التي تقدم قدرا من الفتنة والاغراء لرجل شرقي يسعي لاستراق النظر خلف مناعة اجهزة رقابية تحرمه من اي مشاركة حرة. ولهذا فنحن امام رحيل شبه جماعي للمشاهدين نحو الترفيه عن النفس من خلال مشاهد الاثارة والاغراء اللذين باتا غاية ورغبة المشاهد نحو مجتمع مغناء تتراقص علي شاشاته الشعور والارداف والتنانير القصيرة والقمصان المشدودة علي الصدور، التي تسر من رآها ومن لم يرها.كاتب من أسرة القدس العربي [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية