محمود درويش وجدان فلسطيني يتكئ علي الاسطورة
محمود درويش وجدان فلسطيني يتكئ علي الاسطورة بداية لا أدَّعي أني علي علاقة وثيقة مع شاعر فلسطين والعرب، ولكن تربطني به علاقة عادية جداً، ألتقيه في فترات متباعدة، وحضرت بعض أمسياته الشعرية في القاهرة والرباط وبيروت فيما مضي وأحمد الله علي ذلك، لأن المسافة الفاصلة أتاحت لي أن أري الجميل في شخص محمود درويش، وأن احتفظ به في ذاكرتي.. ولأني تمنيت كثيراً أن لا أعرف أناسا كثر عملوا في مجال الابداع الأدبي عن قرب.لذا فإن انشدادي للكتابة في هذا الموضوع حركه أكثر من عامل منها، أن محمود درويش، بلا ألقاب يكفي للتعريف به وبفلسطين التي جمعتني معه تحت عنوان الوطن، وإن كنا من قطبي الرحي للمغناطيس، فهو من الشمال الفلسطيني وأنا من الجنوب الفلسطيني.. وهو الشاعر، الانسان، المجبول بالذاكرة الجماعية للشعب والقضية والثورة والدولة المزروعة في الوعي والوجدان الشعبي الفلسطيني، والتي نحيا جميعاً ونحلم ببنائها في ذات فجر من الزمن القادم… وهو، الشاعر الذي يتعرض في كثير من الأحيان لطعنات من بعض المثقفين والشعراء الفلسطينيين والعرب لأسباب مختلفة، بعضها ذاتي، وبعضها الآخر عتب ومحبة، وبعضها الثالث، افتعال لمعارك وهمية، وبعضها الرابع، من مواقع ومدارس شعرية أخري… وسبب آخر، لايفسد بالتأكيد جمالية الاحتفاء بالشاعر العظيم.. انشدادي للخروج من مود ودوامة السياسة وصخبها الذي يؤرق النفس ويدميها لشدة ما يمزقنا في الداخل الفلسطيني، وسيادة اللامعقول في حياتنا، وسطوة المنطق العبثي في صباحات ومساءات متوالية أيامنا الحسابية، وغياب الوطن والقضية، ودوسها تحت أقدام أمراء الحواكير الأمنية الــــذين انتهــــكوا كل جـــميل في بساتين وحــدائق مدنــــنا وقرانا ومخيماتنا.لهذه الأسباب وغيرها ارتأيت أن أسجل في أسئلة أيامي كلمة تليق برجل يستحق كل الاحتفاء والتبجيل المتكأ علي بحور الشعر والقصيدة، التي رفعها شاعرنا المحمود إلي مقام الترانيم وأسفار العظماء من المبدعين..وأنا أقر معه، أنه محمود الإنسان، ولكن ليس أي محمود ولا أي إنسان.. يا سيدي هناك إنسان، وهناك إنسان آخر، فأنت مـن النوع الإنساني الموحي له… فأنت التنوير، أنت الصورة المُثلي عن آبائنا الكنعانيين.. وأنت العربي وحتي وإن رفضت الآن قصيدتك القديمة سجل أنا عربي .. وانت العربي الأصيل، وإن حاولت أن تبحث عن مكان للإنسان عند يهوا وسارة، وهما الغارقان في بحر دمي ودمك ودم العربي حيثما كان.. وأنت ابن أمي وابي الساكن فينا.. وأنت المسلح بريشة الحب والسلام الأبدية.. فأنت صورة فلسطين وزهرة مدائنها وأسطورتها ورمزيتها أمام الدنيا كلها.. وأنت الراوي لتفاصيل حكايتها منذ ان كانت الكلمة المدونة شفاهة او مكتوبة تصيغ سطورها الذهبية.. أنت حاء الحرية وحاديها، والمدافع عن طقوسها وألوانها المتداخلة مع ألوان العلم الفلسطيني.. علم الثورة العربية.. أنت الذي نلبس عناوين قصائده وأشعاره حين نريد أن نفاخر بعروبتنا وفلسطينيتنا.عمر حلمي الغولرسالة علي البريد الالكتروني6