محللون: اعتراف حماس باسرائيل يفقدها شرعيتها
استطلاع: 70 بالمئة من الفلسطينيين يعارضون اعتراف الحركة بدولة اسرائيل مقابل الدعم الدوليمحللون: اعتراف حماس باسرائيل يفقدها شرعيتهالندن ـ القدس العربي : من سلوي عليناتاصبحت قضية اعتراف ام عدم اعتراف حماس باسرائيل واحدة من اكثر القضايا البارزة في الايام الماضية وعليها علقت مسائل عدة مفصلية تخص الشعب الفلسطيني: المعونات الامريكية للسلطة الفلسطينية، تحويل أموال الضرائب الفلسطينية التي تجبيها اسرائيل الي خزينة السلطة، اقرار الحكومة الاسرائيلية بوجود شريك فلسطيني في المفاوضات واستعداد العواصم العربية والغربية لقبول قادة حماس في المحافل الدولية. ولم تعد هذه القضية تخص حماس فقط بموقفها من عدم شرعية اسرائيل بل الشارع الفلسطيني الذي اصبح ينظر الي اعتراف سلطته باسرائيل كأمر غير مسلم به. حيث اشار احدث استطلاع للرأي أجراه مركز أبحاث المستقبل في غزة امس الثلاثاء ان حوالي 70 بالمئة من الفلسطينيين يعارضون اعتراف حركة حماس بدولة اسرائيل مقابل الدعم الدولي في حين ان حوالي 22 بالمئة منهم ايدوا الاعتراف بها مقابل الدعم الدولي للفلسطينيين. وعلي الرغم من معرفتهم بارتباط الوضع الاقتصادي الفلسطيني بالاسرائيلي فقد توقع 64 بالمئة من الفلسطينيين تحسنا في الوضع الاقتصادي بعد تشكيل الحكومة المقبلة مقابل 23 بالمئة. لم تفاجئ هذه النتيجة ابراهيم المدهون، الباحث الفلسطيني من غزة وأحد المشرفين علي الاستطلاع. ويقول المدهون: للجمهور الفلسطيني حساسية كبيرة لأي تغيير من التغييرات الموجودة وخاصة الضجة الاعلامية التي رافقت موضوع عدم اعتراف حماس باسرائيل .وبالمقارنة مع تقبل الشعب الفلسطيني بأغلبيته لقضية الاعتراف باسرائيل في ظل اتفاقيات اوسلو عام 1992 يري المدهون اختلافا في الواقع الفلسطيني، واقع حماس وواقع منظمة التحرير الفلسطينية اليوم من حيث ان الشعب الفلسطيني وبعد انسحاب اسرائيل من غزة في شهر اب (اغسطس) الماضي يشعر بالانتصار وهو يري الاسرائيليين يفكرون بالانسحاب من الضفة الغربية، اما في سياق اوسلو فقد خرج الفلسطينيون من هزائم بخروجهم من لبنان والاردن. ويضيف المدهون قائلا: لقد جرب الشعب الفلسطيني معني اعتراف المنظمة الفلسطينية باسرائيل وتبعاته من خلال الاملاءات الاسرائيلية عليه وعدم سيادته علي ارضه. واليوم بعد خروجه من هذه التجربة وانتخابه لحماس فهو يعيد النظر بعلاقته مع اسرائيل .اما د. ابراهيم ابراش، المحلل السياسي من غزة، فيعتبر موقف حماس من عدم اعترافها باسرائيل قضية عقائدية من الدرجة الاولي لا مجال للحوار او التوسط فيها، ويقول مضيفا: ااذا اعترفت حماس باسرائيل فانها ستنسف مبرر وجودها وتشكك في كيانها، فهي امتداد لحركة الاخوان المسلمين وهي تري في فلسطين وقفا اسلاميا لا تنازل عنه . ويري ابراش ان امريكا سعت لاجراء الانتخابات الفلسطينية مع علمها ان فتح لن تفوز بها وان حماس ستستطيع الحصول علي اغلبية في الشارع الفلسطيني من اجل استدراجها الي مأزق الاعتراف باسرائيل. كما انه من مصلحة اسرائيل بقاء حماس علي موقفها هذا حتي لا تنسحب من اراض فلسطينية اضافية في الفترة القريبة. ويعتقد ابراش ان هذا السيناريو كان علي طاولة السياسيين الفلسطينيين، والمصريين والعرب والغربيين (اوروبا، امريكا واسرائيل) منذ سنتين علي الاقل، في فترة الحوار بين الفصائل الفلسطينية في مصر، وذلك من اجل تحويل غزة الي المسرح السياسي الفلسطيني الوحيد ومن اجل تأجيل القضايا الاستراتيجية المصيرية مثل اللاجئين والحدود وغيرها. ويضيف: لذلك لم يكن عبثيا ان الوفود المصرية الكبيرة تمركز عملها في غزة اكثر من الضفة، والتزام حماس الهدنة لمدة سنة واتصالات حماس مع بريطانيا وامريكا قبل الانتخابات الفلسطينية . ويري ابراش وجود صفقة مسبقة من اجل ترتيب الاوراق الفلسطينية حتي قبل نجاح حماس في الانتخابات وعليه فانه يتوقع تواطؤا اسرائيليا امريكيا اضافة الي تخفيف حدة اللهجة من قبل حماس والعرب تجاه مسألة الاعتراف باسرائيل.وبعكس المدهون، يري ابراش ان الاستطلاع الفلسطيني الاخير مبالغ فيه لان الشعب الفلسطيني لا يمانع بالاعتراف باسرائيل والمفاوضات معها علي اساس الشرعية الدولية. ويضيف قائلا: ولكن اعتراف حماس بالذات باسرائيل سيفقدها شرعية كبيرة في الشارع الفلسطيني وكأنها تخلت عن مبادئها عند وصولها الي السلطة . ويري د. غازي حمد، رئيس تحرير جريدة الرسالة المقربة من حماس، ان المخرج من ازمة حماس هو تولي منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، الملف السياسي والتفاوض مع اسرائيل ضمن الخطوط العامة التي تحددها الحكومة بقيادة حماس. ويتساءل قائلا اذا كانت اتفاقية اوسلو مبنية علي تفاوض اسرائيل مع منظمة التحرير فلماذا يطلبون اليوم اعتراف الحكومة بها؟ . وفي هذا يري حمد ان حماس لن تكون معزولة عن ملف التسوية والمفاوضات مع اسرائيل. اما بالنسبة للعلاقة بين حماس وايران ومدي تأثيرها علي عزل حماس دوليا، فيقول حمد: انها علاقة قديمة وليس صحيحا ان ايران تساهم في عزل حماس، حماس مستقلة. وليست المعايير الغربية هي التي تحدد علاقة حماس مع الدول الاسلامية والعربية .ولا يعتقد حمد ان عدم اعتراف حماس باسرائيل هو الدافع الاساسي للتطرف في الشارع الاسرائيلي قبيل الانتخابات التشريعية في اسرائيل في نهاية اذار (مارس) المقبل قائلاً: حماس لم تعترف باسرائيل منذ سنوات طويلة. كما ان فتح اعترفت باسرائيل ولم يوثر ذلك علي التطرف في الشارع الاسرائيلي .ومن ناحية اولويات حماس في حل المشاكل اليومية للمواطن الفلسطيني، يري حمد ان حماس تولي الامن الداخلي الفلسطيني، حل مشاكل الفقر والبطالة والفلتان الامني اهمية اساسية. ويضيف بقوله: حماس لا تري مشكلة في الاتصال والتعاون مع اسرائيل في قضية المعابر، تصاريح العمل وعلاج المرضي ومصالح الناس الخدماتية. بينما تري التفاوض مع اسرائيل خطا احمر .