محكمة ليكودية بزعانف طائفية واثنية
حمدان حمدانمحكمة ليكودية بزعانف طائفية واثنية اسمه الكامل رؤوف رشيد عبد الرحمن، من مواليد حلبجة الشهيرة عام 1941، اي ان منصب رئيس المحكمة المختصة بمحاكمة الرئيس صدام، يجب ان يكون كرديا، وان هيئة الادعاء الجماعية، ينبغي بحسب (قانون العراق الجديد)، ان تكون شيعية بتمامها، فالتحاصص قائم في المحكمة، كما هو في السياسة، ويحمل القاضي الجديد، ثلاث علامات، ليس لاسمه فيها نصيب، فهو رؤوف، وليس في محنته ومسلكه ما يشي بالرأفة، وهو رشيد، وليس تحت طاسة رأسه ما ينم عن الرشد، وهو رحمن، في الوقت الذي تتكسر نظرته فيما يشبه الاعاقة، والرحيم كامل الصفات ثابت الجنان راجح العقل، لان ما بين صفات الرحمة وخلق الله الاسوياء، جدلية علاقة وترابط.ونظرا لانعدام الوزن والاتزان، فان في رأفته ورشده ورحمانيته، الفضل الاكبر، فيما جاء مصدقا لاسباب استقالة القاضي الامين، عندما ارادت حكومة الاشقياء، ان تعطي سببا لاستقالة القاضي الامين، غير ما هو، ويكاد المريب ان يقول خذوني، اذ منذ الدقائق الاولي التي استهل بها القاضي رؤوف جلسته، اعلن دون اعلان، كما صرح دون تصريح بانه هنا، انما ليؤدي دورا نقيضا لسماحة وسعة صدر القاضي الكردي الامين، اثناء التحقيق مع المتهمين.لا وقت لديه، نظرا لاعماله الكثيفة في حلبجة! لسماع خطابات سياسية (من كان يريد خطابات سياسية فليخرج خارج المحكمة)، وكأنه هو ومحكمته، قد جاءا من خارج السياسة الامريكية، وكيما يثبت القاضي رشده، فانه يجهر بالقول، (طظ بالامريكان)، وقد نسي ان سيده القائم علي معاشة ومعاده، جلال طالباني (باعتبار ان حلبجة من المحمية الطالبانية)، كان يحاول تقبيل يد الحاكم الامريكي الاول غاي، ثم ليفعل الفعل نفسه مع الحاكم الثاني بريمر.(طظ بالامريكان) هذه، لم نسمعها نحن جمهور المتفرجين علي الشاشة الصغيرة، بل نقلتها جريدة الحياة اللندنية يوم الاثنين بتاريخ الثلاثين من كانون الثاني 2006 علي الصفحة السادسة.وكان تعليقها اللاحق وربما الساخر (يتلفظ القاضي الجديد بمثل هذه الكلمات وهو يجادل صدام.. ربما لاثبات ألا علاقة للامريكيين بادارة محكمته!) وهي علامة اضافية من علامات رشد القاضي وحكمته.. فالامريكيون لا علاقة لهم بالمحكمة، لكن لهم علاقة باحتلال العراق كله، ولا يخجل مثل هؤلاء الناس، علي ترويض العقول بمحو الذاكرة، فالسيد رؤوف، من اعمال كردستان، وما كان لهذا الاقليم، ان يصبح اقليما منفصلا عن العراق، لولا القوة الامريكية في الحصار والاحتلال، ولولا الاحتلال، ما كان لمثله ولمئات الالوف من عصبيته الشعوبية، ان تأسر صدام او تحاكمه، ثم لماذا لا يقول لنا صاحب حكمة (طظ بالامريكان) اين هو الان، وما هي القوي التي تحكم قبضتها من اجل حمايته ومحكمته في المنطقة الخضراء؟ان الامريكيين لا ينزعجون من كلمات نابية صادرة عن وكيل قانوني لشرعنة الاحتلال، المهم لديهم اين هو موقعه من الاحتلال، وهذا ما يفرق (طظ) الصدامية من بوش وابيه، لانها اعلان كبرياء الاسير المواظب علي مقاومة الاحتلال، وحتي وهو في سجنه واساءة معاملته كرئيس.ربما كانت استعدادات القاضي رؤوف، لتلقف دور السفاهة النقيض، قادمة من حملة ثارات حلبجة في تاريخ صدام، وهي واقعة لا يدركها عقل رؤوف المشدود الي عماء عنصريته وانسداد افقه.. وهو ما يماثله نقل وظيفته الكبري، من دور رئيس لمحكمة الجنايات العليا، الي دور معلم في مدرسة ابتدائية، وهو الفعل الذي اسقطه بالضربة القاضية، وهو لم يهنأ بفرصته السادية لاكثر من دقائق.اليوم، يناقش جهابذة القانون لجهة الحكومة العراقية ـ الامريكية، في تفاصيل اللائق وغير اللائق، من سلوكيات المتهمين داخل المحكمة، ويضربون مثلا ما ساقه السيد برزان التكريتي، حين وصف المحكمة بانها (بنت زني)، اي انها مولود غير شرعي، لانها قامت علي باطل الاحتلال ولاشرعيته، فهل يستطيع السيد القاضي الجديد، ان يثبث العكس، بدلا من عنترية الاستقواء، وطرد المتهم من قاعة المحكمة؟!كيف للمتهمين الاسري، الا يتحدثوا في السياسة، طالما ان المحاكمة من مفرق شعرها الي اخمص قدميها هي سياسية.. واليكم هذه العناوين المختصرة:ـ محاكمة الدجيل، سياسية بالمطلق فهي تدور باسبابها ونتائجها، في واقعة مؤامرة، من حزب الدعوة الايراني، لاغتيال الرئيس صدام حسين. فهي ليست واقعة جنائية صرفة مفصولة عن اسبابها السياسية الصرفة.ـ المشتكون في واقعة الدجيل، علي الهوي الطائفي، هم سياسيون ايضا بمعني من المعاني، فالواقعة الجنائية الصرفة، تتطلب متهما محددا بذاته، فيما جميع المشتكين، يطلبون انزال العقاب بصدام ولفيف من المعروفين في نظامه.. كما لا ينسي المشتكون المطالبة بالتعويض، الذي هو مكافأة الشهادة المأجورة.ـ حلبجة، او هولوكست الاكراد الدعية، وقد تم لنا، نشر المزيد من تفاصيلها ووثائقها الامريكية في القدس العربي ، هي باختصار سياسية وعسكرية بآن. واليكم بعضها حسب افادات مسؤولين امريكيين كبار في المؤسسات الامريكية العليا، حسب عناوين الوثائق التالية:ـ السيد ستيفن بلتير، كبير المحللين السياسيين في وكالة الاستخبارات المركزية، والمسؤول يومها، عن قسم العراق اثناء الحرب مع ايران. والوثيقة كتاب مدعم بعنوان: حرب العراق وايران، مؤسسة بريجر للنشر ـ نيويورك.ـ السيد جود وانسكي، مستشار الرئيس ريغان، ومساعد رئيس تحرير صحيفة وول ستريت جورنال . والوثيقة في تقريره الذي يرد فيه علي مزاعم منظمة حقوق الانسان الامريكية، التي تستقي كل معلوماتها عن العراق، من مصدر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني.ـ السيد ملتون فورست. مراسل مجلة نيوركر الشهيرة في العراق والشرق الاوسط. والوثيقة كتابه (قلاع من الرمال)، الذي يثبت فيه، دقة الجواب من السؤال (اين هم ضحايا ايران، اذا كانت الغازات السامة، مضروبة من العراقيين؟) ولماذا لا يكون الضحايا الا من الاكراد.. بل واين قبورهم الجماعية بمئات الالوف حسب التوصيف الماكر؟ـ السيد روجر تربلنغ، ووثيقته في مجلته الشهيرة (فيلج ÷ويس) اي صوت القرية او الريف.ـ وهناك تقريران وافيان عن حلبجة، احدهما باسم مهعد الدراسات الاستراتيجية التابع لكلية الحرب العسكرية الامريكية، ويقع في تسعين صفحة، تم اخفاؤه (شديد السرية) في عهد بوش الاب، والتقرير الثاني صادر باسم وكالة الاستخبارات الامريكية في ملف تشرين الاول (اكتوبر) 2002.ورغم ان جميع هذه المصادر، ليست اكثر من شنشنة من عنعنه (حجر من جبل) لما تيسر الينا من معلومات، ومخبوئها كثير، الا انها مع ذلك، انما جاءت لتؤكد نتيجة واحدة (ان الغالبية العظمي لضحايا حلبجة، انما قتلوا بسلاح فتاك، ينتمي الي فصيلة غاز كلوريد السيانوجين، وهو ما تبين من فحص التربة واعراض الضحايا ميدانيا، وان هذا الغاز تمتلكه ايران وليس العراق، لان ما في حوزة العراقيين هو غاز الخردل وليس سواه). وهو ما دبجه ستيفن بلتير في تقريره الضخم، الذي حوله مع احالته للتقاعد الي كتاب.ويضيف بلتير ان عديد الضحايا كانوا مع ذلك بالمئات وليس بالالوف، كما تدعي جهات اخري!).نرجو ان يسمح وقــــت القاضي الثـــــمين، بقراءة هذه الملفات، التي نراهن انه لم يسمع بها من قبل.اما رجاؤنا الثاني، فموجه الي الحصة الشيعية في محاكمة الرئيس صدام، اذ ماذا يقولون في مؤامرة اغتيال رئيس، اهي سياسية ام جنائية، وهل يمكن الفصل بينهما، الم تتوافق المحكمة والحكومة، علي تنصيب ادعاء شيعي بكامله، ام هو محض الصدفة السعــــيدة في خيار متوافق، ليكودي امريكي، وآخر مشبه قانوني يعمل في خدمته؟!ليجيبنا الذي بات يصعر خده للناس والمشهد، سيد الادعاء جعفر الموسوي، لماذا يوسوس للمشتكين، ومن هو الذي شكل محكمته، وفي ظل اي قانون، وما هو مصدر التمويل، الذي ادعت حكومات علي بابا، بانه تكلف حتي الان، ما يزيد علي مئة وخمسين مليون دولار، فيما ايد هذا الرقم لصوص الفساد في ادارة بوش نفسها، فيما هم يتساقطون اليوم مثل اوراق الخريف.ما رأي (الطيف الشيعي) في المحكمة، بتمرد جماعي مسلح مدعوم من ايران ضد الدولة، فيما الدولة في حالة حرب مع قوي التحالف الثلاثيني علي رأسه الولايات المتحدة الامريكية.. ولماذا لا تكون المقابر الجماعية حصاد اربع حروب بما فيها حرب الحظر الجوي، حيث بلغ مجموع الغارات الامريكية التي شنت ضد جنوب العراق خمسة وسبعين الف غارة جوية، بحسب تقرير دائرة العمليات في البنتاغون؟!لا حاجة الان، لاعمال الذهن القانوني في شرعية المحكمة وتفاصيل ما يدور فيها من مسالك، فالحكم موضوع تحت المجلد ما فوق المنضدة، والقرار موجود في جيب القاضي بعد ترجمته الي العربية، اما موعد دم صــــدام، ابو الوطنــــية العراقية، بل ابو القيادة العربية دون شبيه، فسوف يكون في محاكمة قصاصها عظيم، محكمة شاقة وطويلة وقاسية.. علي الاشـــــقياء من طــــلاب الدنيا دون شرف او حياء.. فدم صدام لا يذهــــب هدرا، سيـــورق ويزهر ويتفرع تحت طهارة ارواء تربة الامة.سيسطع نجم صدام في سماء كبرياء امة وليدة، دون اطياف ولا اطراف، وسوف مع هذه الولادة، ينتصب ميزان الحق في ظلال محكمة قضاتها من ابطال المقاومة وما يحكمون.ہ كاتب من فلسطين يقيم في سورية8