محاورة مع مسؤولي قناة الجزيرة

حجم الخط
0

محاورة مع مسؤولي قناة الجزيرة

حمدان حمدانمحاورة مع مسؤولي قناة الجزيرة ما من شك ان فضائية الجزيرة ، اضحت من أهم الفضائيات في عالمنا العربي، كذلك هي رقم هام بين الفضائيات العالمية الاوروبية والامريكية دون نقاش.لكن شعبية الجزيرة لم تهبط من فراغ، فهي استأثرت بمثل هذه الشعبية لاسباب ملموسة، والا فان موقعها يمكن ان يجيء في مستوي فضائيات رسمية عربية، او فضائيات اهلية في ركاب انحيازات طائفية او اثنية وما اكثرها. فشعبية الجزيرة تراكمت وتصاعدت في مسيرة اعلامية غاية في الاتقان والمهنية الناجحة، وقد يكون شعارها الرأي والرأي الآخر، من أهم انجازاتها، فيما لم تصدق تجمعات واحزاب وحتي مجتمعات مدنية، فيما تقول ولا تفعل، فالرأي الآخر ما زال محل عدوان للآخر، ولو انه يتلفلف بعباءة المسوغات لاكثار التمزق بسبب او بدونه.من جهة اخري، فان الجزيرة تمكنت من كسر احتكار تدفق المعلومات من ميديا غربية ذات رسوخ وانتشار، بحيث باتت مصدر الخبر وروايته علي صعيد اقليمي وعالمي، وساعد في ذلك قرار مفهوم، تجلي بارسال الاشرطة التلفزيونية الاولي من قبل قاعدة الشيخ بن لادن، او بصوت وصورة الرئيس صدام قبل اعتقاله.. وكل ذلك الي فضائية الجزيرة حصرا دون سواها، ولما كان العراق والقاعدة هما محور احداث العالم اليوم، فان محطات عالمية كبري، باتت في محل اهتمام لارساء شراكة اعلامية حسب عقود متفق عليها.. ويضاف الي ذلك ان محاولات اغلاق مكاتب الجزيرة، في اكثر من بلد عربي، خصوصا عراق الحاضر، لم يعطل اسبقية الخبر في نشاطها الجاري علي قدم وساق بل زادتها شعبية من زاوية ان المواطن العربي، مغرم بالطبيعة في اقتفاء أثر ما تمنعه حكوماته العربية في كل مكان. وكيما تبقي الجزيرة في موقعها المتقدم هناك ملاحظات: الملاحظة الأولي وتتصل بالمدة الزمنية المخصصة للبرامج الحوارية، كالاتجاه المعاكس واكثر من رأي والبرنامج المفتوح وربما من واشنطن.. فهذه البرامج حسب طبيعتها الجماعية، تتطلب وقتاً يفيض علي الساعة الزمنية المخصصة لها، خاصة وان هذه الساعة تتقلص الي خمس واربعين دقيقة، بسبب النشرات الموجزة والدعايات، وقد حدث بالنسبة لي مثلا، انني لم اتمكن من قول ثلاثة اعشار من مجموع ما حضرت له في احد البرامج الحوارية.. فلو وزعنا الدقائق المخصصة للبرنامج، فاننا نحصل علي خمس عشرة دقيقة وربما اقل لواحد من ثلاثة مشتركين، وكلما زاد عدد المشتركين، كان نصيبهم من الدقائق أقل.الملاحظة الثانية: وتتصل بجرأة بعض مذيعات الجزيرة، كي يكن طرفا واضحا الي جانب دون آخر، خاصة في الحوارات الاخبارية بين متصارعين، وقد لاحظت في الآونة الاخيرة، احدي المذيعات وهي تشير بنزق وامتعاض، الي الصديق الدكتور المعروف بوطنيته ظاهر العاني، مشفعة امتعاضها بقول انحيازي (هذه هي الانتخابات العراقية فماذا تريدون اكثر من هذا..)، كذلك لاحظت الموقف نفسه مع رئيس قائمة عراقية هو الاستاذ عدنان الدليمي، علما بأن الاستهتار بالضيف، ليس علامة كريمة، من فضائية يسهر علي انجاحها مخلصون.ان المشاهد للفضائية، يتفحص نمنمات قسمات الوجه للمذيع وهو يشرع بالكلام، ومن صفات العربي الفراسة، وهذه وحدها كافية لالتقاط موقف عن آخر، فبالنسبة لمذيعي الجزيرة من الرجال، فان المرء صاحب النزاهة، يحكم بأن العمود الاساسي لشعبية الجزيرة، انما جاء من وراء ادائهم الامثل للمهنة، وكما اننا لا نستطيع الحكم بتعميمية مطلقة بخصوص المذيعات، الا اننا نستطيع الظن بخلفيات ما لبعضهن في الفضائية، فهل ثمة (مكونات عراقية) او (مكونات لبنانية) في ربوع الجزيرة ايضا؟!(ان بعض الظن إثم) وهذا ما يقوله القرآن الكريم، لكن الإثم يمكن ان يكون نتيجة هفوة من قبل المظنون فيه، اما ان تتكرر هذه الهفوات، فان في ذلك غريزة قبلية لا يستطيع صاحبها ان يضبطها، فالموظف وراء الميكرفون، لا يستطيع ان يكون طرفاً، بموجب ابسط مراعاة لقوانين الاعلام، فكيف اذا كان هذا الاعلام من الجزيرة وبواسطتها؟معاذ الله ان يكون خطابنا هذا موجها لايذاء طرف بعينه، فالنصيحة القائمة هنا، تتصل بلفت النظر ليس اكثر، وان يعمد مسؤولو الجزيرة لمراقبة برامجهم بأكثر مما يطيقون، فالاساءة للعاني او الدليمي، انما هي اساءة لمئات الالوف خلفهما، وما يجري في العراق دماء تجري انهارا، فليس من المعقول، ان تهزأ مذيعة بالضيف وما يمثل، الا اذا كانت محصنة فوق النقد! اما قطع الكلام ومنحه لآخر بسخاء فحدث ولا حرج! في اشارة ذات معني، فانه سبق للشيخ حارث الضاري، الذي كان جده قد قتل الكولونيل الانكليزي ليشمان في ثورة العشرينات عند ابو غريب.. هذا الضاري الحفيد، الذي يشغل رئاسة هيئة علماء المسلمين في العراق، كان قد تعرض لموقف مماثل من احدي الفضائيات العربية (غير الجزيرة طبعا)، فما كان منه الا الانسحاب قائلا (يبدو انكم في هذه المحطة لا تعرفون مع من تتكلمون)،الا اذا كان القصد اصلا، توجيه الاهانة من حسناء متفرعنة، لرمز الوطنية التاريخية في العراق.. وليحاذر المذيعون والمذيعات، بأن المشاهد يميز ببساطة، بين وجه الاستهتار ووجه الاحترام علي الشاشة الصغيرة. وفي موقف آخر للشيخ الضاري من بغداد، ظل الرجل يصرخ في وجه المحطة ذاتها (اتقوا الله في اعلامكم، ان اعلامكم اشد نكالا علينا من اعلام امريكا واسرائيل) ولا نظن ان احدا من قراء جريدة القدس العربي ، يجهل مواقع هذه الفضائيات ومموليها! وتبقي الجزيرة عموما، رغم تخفيضها المقصود لسقف العمليات الجارية علي ايدي ابطال المقاومة العراقية (من حيث هي تنبئ عن عمليتين او ثلاث من عشرات)، الا انها مع ذلك، تبقي درة الفضائيات قياسا الي اعلام ذيلي يستنقع بالآسن من افكار اليمين الاسود الامريكي، لا بعد الاحتلال بل والترويج له من قبل.ونختم بالسؤال، لماذا خطر لبوش ان يقصف الجزيرة، فيما هو ينثر البركات لفضائيات غيرها.. دعوا الاجابة برسم الحفظ؟ كاتب من فلسطين يقيم في سورية8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية