مجلة محكمة جديدة تعني بالترجمة والتواصل
مجلة محكمة جديدة تعني بالترجمة والتواصلالرباط ـ القدس العربي : تعزز المشهد الثقافي المغربي بصدور العدد الأول من مجلة ترجميات شباط (فبراير) 2006، وهي مجلة فصلية محكمة تعني بقضايا الترجمة والتواصل، وتنشر الدراسات ،التي تمت بصلة إلي اختصاصها، باللغة العربية واللغات الأجنبية (الفرنسية والإنكليزية). ويديرها المترجم عبد الرحيم حزل. وتتكون هيئة تحريرها من الباحثين: محمد معتصم وعلي القاسمي وحسن بحراوي. وتشمل هيئتها الاستشارية صفوة من الباحثين، وهم علي التوالي: محمد البكري، سعيد علوش، عبد الرحمن طنكول، عبد الغني أبو العزم، رشيد بنحدو، محمد الساخي، محمد الداهي، رشيد برهون، حسن الطالب، أحمد ودكان. ويحتوي القسم العربي علي المحتويات الآتية:الترجميات علي سبيل التمهيد لعبد الرحيم حزلالترجمة في المغرب العربي لعلي القاسميالترجمة والتلقي لحسن بحراويالترجمة وتعلم اللغات لرشيد برهونروجي جارودي مترجما إلي العربية لعبد الهادي الإدريسيالترجمة بين الاستعلاء الثقافي والاستلاب الحضاري لعلي درويشالترجمة والتفاعل الثقافي لإبراهيم ألحيانأما القسم الفرنسي فيحوي الدراسات الآتية:-Linguistique et enseugnement de la traduction, Mohamed Sahki.-Dela dimension hermeneutique de la traduction, Hafida Mesaoudi-Problٹmes de la traduction , Mina Azza Lahmidi.وصدر مدير المجلة عبد الرحيم حزل العدد الأول بالكلمة الآتية: لماذا ترجميات؟لأن الحاجة باتت ماسة إلي أن يتوقف العقل الترجمي العربي عند منزه الممتد عميقا في تاريخ الممارسة الثقافية العربية، بالمساءلة التي تطول ماهية هذا المنجز، وتحرك الأوعاء، حتي المنتجة له، إلي أن الترجمة لا تقتصر علي أن تكون ممارسة جارية في مسار هذا العقل، حتي تكون وعيا بذاتها، لتكون وعيا بمنجزها.ومجلة ترجميات التي تلقيها، اليوم، في مضمار بلغ من الالتباس كل مبلغ، إنما تروم الإسهام في استحضار هذا الوعي الغائب بدراسة الترجمة، والتنبيه إلي ضرورة هذه الدراسة، والأهمية البالغة التي ينبغي أن تحوزها ضمن خارطة العلوم الإنسانية عامة.تنتسب ترجميات إلي اللغة الواصفة التي استحدثتها الممارسة الترجمية من نفسها، لتكون لها إطارا تفكر من خلاله في كينونتها وفي اشتغالها، ولتوسع من نطاقها، الذي قضت عليها به الأذهان المشتغلة بها والمستقبلة لها علي حد سواء، فلا تظل، كما أريد لها، ممارسة حرفية ، مجردة من نظر يسندها ويبطنها، ولا تعود تلك الممارسة المكتفية بذاتها، ولتدفع بنفسها في صلب التفكير المعرفي الإنساني العام. وقد بدأنا نلمس بعض تحققات لهذا الأمر في الكثير من الدراسات الداخلة في العلوم الإنسانية عامة، صار يتخذ من الترجمات سبيلا إلي كثير من موضوعاته، حتي لا تلوح لها صلة قريبة بانشغالات الترجمة؛ فهل الترجمة إلا جوهر الفعل البشري كله، من حيث لا يتلفظ المتلفظ، أو يكتب الكاتب، إلا يكون في الترجمة ومن الترجمة. فالترجميات Traductologie هي الدراسة التي موضوعها الترجمة، من حيث هي عملية، ومن حيث هي نتاج، بعد أن لم يكن التصور العام للترجمة يتعدي بها شق النتاج، أو يتعدي بها الممارسة الغائية المسخرة لخدمة سواها من العلوم والممارسات المعرفية والثقافية، والمنجز المادي، الذي تعطل الوعي الغربي معا، أمدا طويلا، عن أن يمثله في غير هذه الصورة، التي لا يزال يراد لها، إلي اليوم، أن تكون هي صورة الواحدة والوحيدة.والمجلة تعي جسامة المهمة التي تسندها لنفسها، والتي ليس أهون وجوهها قلة المشتغلين بهذا الضرب من الدراسة علي امتداد وطننا العربي.ولعل هذا الأمر نفسه كان من أقوي الحوافز إلي إنشاء مجلة يكون هذا شأنها. فهي، لذلك، تطمح إلي أن تكون نافذة المهتم بهذه المجالات وتطارح قضايا وتجاذب أسئلتها التي باتت في تجدد واتساع متلاحقين، ومجمعا للباحثين والدارسين المغاربة والعرب المشتغلين بالدرس الترجمي، ودرس التواصل، والمصطلح، وما يتصل بالشأن الترجمي عامة، وحلقة يأتلف فيها ومن حولها الترجميون العرب، هذه الفئة من مثقفينا الذين اختاروا الخوض في فرع لعله أكثر فروع المعرفة الإنسانية في العصر الحديث استثارة للسؤال.وتتوسل ترجميات إلي تحقيق هذه الرهان بالجمع بين كافة اللغات المشتغل بها المترجمون العرب، والمساهمون إلي جوارهم، أصدقاؤنا الأجانب، طموحا إلي تحقيق تلاحق الأفكار وتقارب التصورات في هذا المضمار، والترجمة من عيون الدراسات الترجمية، وتتبع جديد المكتبة الترجمية، والحوارات مع كبار مترجمينا، وسواها مما قد يستجد من أبواب المجلة بتوالي أعدادها المقبلة، ومراجعة التجربة لنفسها علي ضوء ما يثري من أسئلة الدرس الترجمي.0