مؤتمر آخر.. قتلى آخرون في سورية

حجم الخط
0

‘أيها السوريون، حاذروا من ضياع ثورتكم في قاعات المؤتمرات’، حذر معاذ الخطيب، الذي كان رئيس الائتلاف الوطني السوري الذي استقال مؤخرا من منصبه. وتعقيبه يتميز به موقف منظمات المعارضة بالنسبة للاقتراح الروسي الامريكي بعقد مؤتمر دولي آخر للبحث في الازمة في سوريا.
من المؤتمر الصحفي الذي عقده جون كيري وسيرجيه لافروف، بعد لقائه أول أمس لا يمكن لنا ان نعرف اذا كان يوجد توافق بينهما على شكل انهاء الازمة وعن نوايا سوريا والمعارضة، الذي عرضته الولايات المتحدة في حالة عدم وجود توافق في المؤتمر الذي يريدون عقده في نهاية ايار او بداية حزيران.
ذكر مؤتمر جنيف، في 30 حزيران 2012، كأساس لحل الازمة ليس مشجعا. فتوصيات. توصيات المؤتمر اياه بالوقف الفوري للنار والشروع في المفاوضات بين النظام والمعارضة لم تطبق ابدا. فوقف النار، الذي كان شرطا للاتصالات، لم يدخل الى حيز التنفيذ والمفاوضات لم تتم. بعد ذلك تبينت أيضا الفجوة العميقة بين روسيا والولايات المتحدة، في مسألة دور بشار الاسد في الاتصالات. فبينما عارضت روسيا الشرط الاساسي للمعارضة في أنه يجب على الاسد ان ينصرف عن منصبه قبل المفاوضات، أيدت الولايات المتحدة موقف المعارضة. فهل من القوتين العظميين غيرت موقفها؟ هل روسيا مستعدة لان تدفع الاسد الى خارج قصره. هل توافق واشنطن على السماح للاسد بالمشاركة في بداية المفاوضات، شريطة أن ينصرف لاحقا؟ لا يوجد على هذا اي تلميح بعد.
منذ مؤتمر جنيف كانت تطورات مقلقة في سوريا، يبدو أنها تدفع روسيا والولايات المتحدة لان تحاول مرة أخرى أن تدفع الى الامام بسرعة بمسيرة سياسية. مشكوك ان يكون عدد القتلى الهائل، 80 90 ألف شخص، ونحو مليون ونصف لاجئ ونازح آخرين هو الذي يؤثر على القوتين العظميين.
بالمقابل، فان تعزز قوة الميليشيات الاسلامية، التي سيطرت على محافظات عديدة في الدولة؛ نشاط جبهة النصرة المتفرعة عن القاعدة؛ اعمال الذبح الطائفي والديني، فضلا عن الخصومة بين مؤيدي النظام ومعارضيه؛ الدور العميق لايران وحزب الله؛ الاستخدام للسلاح الكيميائي، وأخيرا دور اسرائيل في الازمة في سوريا كل هذه مواد اشعال تحث التدخل المتجدد للقوتين العظميين.
تفهم القوتان العظميان بان مستقبل علاقاتهما مع سوريا ومكانتيهما في الشرق الاوسط تتأثر بشكل انهاء الازمة. وهما لا يمكنهما أن تسمحا لنفسيهما بان ترسم السيطرة في سوريا ميليشيات وعصابات من شأنها أن توسع الازمة الى لبنان والى العراق ايضا. فروسيا تفحص بشكل ترددات واشنطن، التي تقف على مسافة خطوة فقط من تسليح الجيش السوري الحر. وواشنطن قلقة من تدخل روسيا العسكري اذا ما سلحت المعارضة بالفعل. وكلتاهما لا تعرفان كيف ستواصل اسرائيل العمل، الورقة منفلتة العقال، وكلتاهما تضطران الان الى الاتفاق بينهما على الحل المرغوب فيه، على القيادة التي تدعم وعلى الشكل الذي تدار فيه الخطوات كي تتمكن هذه القيادة من الوصول الى الحكم في اقصر وقت ممكن.
ولكن ليست روسيا والولايات المتحدة وحدهما يجب أن تتفقا على المبدأ. فمحافل المعارضة السياسية والقوات المقاتلة في سوريا يتعين عليها أن توافق أولا على مجرد عقد المؤتمر وبعد ذلك تبني قراراته. وقد سبق للجيش السوري الحر أن اعلن أنه ليس شريكا في الاعداد للمؤتمر ولا يتعهد بتأييد قراراته. وأوضح قبل بضعة ايام الجنرال سليم ادريس رئيس اركان الجيش السوري الحر بان ‘الحل في سوريا عسكري وليس سياسيا’. ويطالب ادريس بمزيد من السلاح والمساعدات المالية كي يحسم المعركة العسكرية. كما أن بعض الميليشيات الاسلامية، ولا سيما جبهة النصرة، لن تدعم الحل السياسي الذي يتضمن الاسد.
من الجهة الاخرى، توجد محافل معارضة في سوريا مستعدة لادارة مفاوضات مع النظام، ولكن تمثيلها موضع خلاف. وستطلب قيادة المعارضة املاء معايير نقل السلطة، ابعاد الاسد من المسيرة وتحديد الجدول الزمني.

تسفي بارئيل
هآرتس 9/5/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية