مأدبة ملكية لتطييب خواطر قبيلة الزرقاوي.. وقرارات إستراتيجية قريبا لدفع ملف الوحدة الوطنية للواجهة

حجم الخط
0

مأدبة ملكية لتطييب خواطر قبيلة الزرقاوي.. وقرارات إستراتيجية قريبا لدفع ملف الوحدة الوطنية للواجهة

الروابدة خرج من الحكم بسبب الإخراج السيء لابعاد حماس وأبو الراغب والفايز وبدران رفضوا كل المبادرات.. وفلسطينيو المملكة يؤيدون الأخوان وحماسهل يستقبل الأردن خالد مشعل بمطار عمان بعد توديعه مخفورا ؟ حماس ما زالت ترفض الإعتراف بفك الإرتباط وزيارة الملك لواشنطن ستحدد العلاقة معهامأدبة ملكية لتطييب خواطر قبيلة الزرقاوي.. وقرارات إستراتيجية قريبا لدفع ملف الوحدة الوطنية للواجهةعمان ـ القدس العربي من بسام البدارين: يغادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم الثلاثاء إلي الولايات المتحدة في زيارة سياسية هامة بعد ان أغلق قبل يومين فقط واحداً من الملفات العالقة والمسكوت عنها إعلاميا عندما إستقبل قادة وزعماء قبيلة بني حسن التي تعتبر من أهم القبائل الوطنية وأكثرها مساندة للنظام الهاشمي منذ تأسست الإمارة عام 1921.وخلال الإستقبال تحدث الملك عن الكثير من التحديات التي تشغل ذهنه وتتطلب وحدة وطنية وتطرق للعديد من الموضوعات السياسية الإقليمية لكن ما لم تقله البيانات الرسمية عن هذا اللقاء هو ان الهدف المركزي منه حسم الجدل الدائر في الكواليس حول طبيعة العلاقة بين أبو مصعب الزرقاوي وبين قبيلته التي إستقبل الملك بعض رموزها ومشايخها وأعيانها بدفء متبادل. وقبيلة بني حسن تعرضت مؤخرا للكثير من التقييمات والقراءات السلبية وبعض زعاماتها تشعر منذ وقعت حوادث تفجير الفنادق بأن بعض المسؤولين في مستويات التنفيذ يحاولون الضغط أكثر مما ينبغي علي أبناء القبيلة الذين شوهدت صورتهم أحيانا قصدا بعد بعض الإجراءات الأمنية التي إتخذت في واجهتهم ومناطقهم بإعتبارها من أكبر القبائل في الوطن الأردني وأكثرها نفوذا. وساهم في اللعب علي هذه الصورة الإعلام الإسرائيلي نفسه فدوري غولد المستشار الشهير لأرييل شارون كتب مقالا تحدث فيه عن تغلغل تنظيم القاعدة في أوساط بعض القبائل الأردنية فيما عزفت التقارير الإسرائيلية علي نفس الوتر عدة مرات.تطييب خواطر وخطوة الملك بالتالي تنطوي علي تطييب للخواطر وتعزز الإنطباع بان صاحب القرار الأول لا يقرأ تلك التصنيفات التي تحاول تخويف المؤسسة من تعاطف مفترض بين أهم قبيلة حليفة وبين ابو مصعب الزرقاوي سواء كانت تصنيفات مبالغ بها إعلاميا او مررت في النطاق الرسمي في أوقات سابقة. وليس سرا في عمان بان ابو مصعب الزرقاوي الذي يخاطب احيانا أبناء قبيلته مباشرة يلقي تعاطفا وتفهما واحيانا تأييدا من بعض الأوساط في المجتمع الأردني، وليس سرا ان بعض القراءات تسببت بالظلم لقبيلة بني حسن او حاولت دق إسفين بينها وبين النظام مما تطلب إصدار بيانات في الصحف تندد بالزرقاوي وتدين أفعاله بعد ان تعرضت مناطق القبيلة لضغط إعلامي فضائي دولي خلق أجواء لم تكن مريحة. ومن الواضح ان الملك الأردني قرر بان لقاءه بأبناء بني حســن وتناول الغداء معهم أولوية مهمة قبــــــيل رحلته التالية للولايات المتحـدة وقبل لقاء مفترض سيجري مع الرئيس محمود عباس عابرا بالتالي واحدة من الأزمات الصامته بين المؤسسة وبين قبيلة مهمة ومتنفذة ولا يمكن تجاهلها للكثير من الأسباب. وبالتالي تساهم خطوة الملك في إغلاق هذا الملف وفي التأكيد للقبيلة بان النظام لا يحسبها علي الزرقاوي إنما عليه وعلي الأردن، لكن هذه الخطوة تثبت مرة أخري بان القصر الملكي يتدخل مباشرة لتطييب الخواطر ولتعزيز اللحمة الأجتماعية ولإصلاح ما تفسده النخب السياسية في مستويات القرار خصوصا تلك النخب التي إحترفت التحريض او دعت لمعاقبة قبيلة بأكملها لإن الزرقاوي ابو مصعب أحد أبنائها مع ان المتعاطفين مع الزرقاوي وحربه المعلنة ضد الأمريكيين كانوا علي الأقل قبل تفجيرات الفنادق يغطون كافة واجهات الجغرافيا الأردنية في حقيقة يعرفها الجميع.التهميش والإقصاء لصالح الزرقاوي والمهم في المشهد ان الملك تدخل لإصلاح ما أفسده السياسيون والتنفيذيون وقلب صفحة بني حسن عبر لقاء حميمي وصريح جمع قادتهم بالمرجعية مباشرة يفتح المجال لإستحقاق مواز يتمثل بصفحة أخري مهمة يعتقد انها ستفتح بقوة وحزم بعد الرحلة الملكية لأمريكا وهي صفحة بعنوان حركة حماس ومأساة إبعاد قادتها عن الأردن ثم إغلاق الباب في وجوههم لسنوات بدون أي مبرر سياسي قبل الإساءة للوحدة الوطنية وللقانون وللدستور في الأثناء حيث ان قرار الإبعاد إنطوي عمليا علي المساس بمحرمين أردنيين هما العلاقة بتنظيم الأخوان المسلمين والدستور، فالكل يعرف ان حماس التي إحتضنت عمان قادتها مثل خالد مشعل وموسي ابو مرزوق وقبلهم الشيخ أحمد ياسين هي التعبير الفلسطيني عن الحركة الأخوانية الأردنية. وثمة دليل إضافي علي ذلك برز امس الإثنين في عمان، فرئيس كتلة التيار الإسلامي في البرلمان عزام الهنيدي إستغل ما حصل مع حماس وتحدث عن سياسات إقصاء الإسلاميين في بلاده مبديا الإستعداد للمشاركة في السلطة التنفيذية في إطار تصريح أثار الجدل من الواضح انه يتناغم مع مستجدات الساحة الفلسطينية. وما دامت الأسرار متاحة للتحليل الآن فالفرصة مهيئة لتقييم رؤية تحدثت عن إنحياز فعاليات شرق أردنية همشتها الحكومات وسياسات الإقصاء لصالح المنطق المتطرف سواء مثله الزرقاوي او غيره علما بأن الأخير نجح قبل تورطه بملف الفنادق في تحصيل تأييد لا يستهان به وسط الجمهور الأردني. وبموازاة هذا الإنحياز كان مجتمع الأصول والمنابت من المواطنين الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية منحازاً بالتالي لحركة حماس ولجماعة الأخوان المسلمين التي تعتبر من حلفاء النظام الهاشمي منذ اكثر من نصف قرن علي الأقل في الساحة الأردنية. وعمليا وقبل فوز حماس الكاسح الأخير تنبه عقلاء في مؤسسات القرار لهذين الإنحيازين، فسياسات التهميش ورفع الأسعار وغياب العدالة ووجود مستشرقين في طبقات القرار وموتورين في الصحافة خلقت هامشا من التفهم للزرقاوي في صفوف الأردنيين والفلسطينيين معا، كما عززت حصة حماس والأخوان المسلمين في الوجدان الجمعي للأردنيين عموما وبشكل خاص من الأصل الفلسطيني. وبعد التنبه لهذا المفارقات تم إقرار إستدراكات من الواضح ان الملك شخصيا قادها عبر لقائه الأخير بقادة قبيلة بني حسن. وحصول إنحيازات شعبية إجتماعية هنا وهناك بعيدا عن النظام بسبب الحكومات والسياسيين والسياسات الخاطئة يعني بان الإستدراك الملكي الأول الذي إحتضن قبائل الأردنيين الوطنيين قد يعقبه وفقا لبعض التصورات والمعلومات إستدراك مماثل يحتضن مجددا ملف الوحدة الوطنية علي ان ملف حماس هنا يشكل الشرارة التي يمكن ان ينطلق منها التحول الجديد فحماس أصبحت قوة حاكمة علي الأرض لابد من التعامل معها أردنيا بكل الأحوال مما قد يفرض إشتراطات لها علاقة بوجوه أو دور بعض النخب الحالية في مؤسسات عمان. وحماس فوق ذلك هي العنوان الأبرز ليس للشعب الفلسطيني ولكن لحقيقة تاريخية موثقة تقول بأنها بلا منافس الحزب الفلسطيني الوحيد الذي يرفض حتي هذا اللحظة الإعتراف بقرار فك الإرتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية وهو قرار إتخذه الملك الراحل حسين بن طلال عام 1987 في لحظة لها ظروفها وإنفعالاتها.حماس ضد قرار فك الإرتباط وبموقفها من قرار فك الإرتباط تنسجم حركة حماس مع خطاب الأخوان المسلمين في عمان بنفس الإتجاه وتكرس واقعا جديدا يقول بأنها الرافعة التي يمكن ان يستخدمها الأردن في أي لحظة يجد نفسه فيها مشاركا بلعبة العودة للضفة الغربية. ورغم كل الأزمات التي حصلت بين عمان وحماس إبتداء باغلاق مكتبها وطرد قادتها المواطنين في حادثة مخجلة قبل سنوات ثم رفض عودتهم او حتي زيارتهم إلا ان قادة الحركة لم يعترفوا في كل أدبياتهم بقرار الملك حسين وكذلك الجماعة الأخوانية تقول علنا وفي بياناتها بان هذا القرار ليس دستوريا وهو ما أفتت به ايضا المحكمة الأردنية العليا في قرار شهير لها. وعليه فإن موقف حماس هذا أساسي في مشهد تداعيات فوزها الكاسح الأخير علي الساحة الأردنية فما لاحظه ايضا عقلاء قريبون من القصر الملكي وحوله يشير الي ان المؤسسة الرسمية في الأردن ستكون بحاجة ملحة للوقوف علي محطة حماس إذا كانت تخطط فعلا لإغلاق ملف جدل الأصول والمنابت داخل الأردن ولإستعادة جميع مواطنيها وإشعارهم بأنها معهم ولهم كما حصل تماما مع قبيلة بني حسن، فالحقائق واضحة ولم يعد من الممكن إخفاؤها وتقول بان حماس ليس فقط القوة المركزية في فلسطين الآن لكنها تحظي بتأييد شعبي جارف وتعني الكثير للشارع الأردني في الإطارين الرمزي والعملي وبالتالي هي لاعب لا يمكن تجاهله بعد الآن او علي الأقل خلال السنوات الأربع المقبلة.ومن هنا يمكن تتبع مؤشرات الحكمة في الحراك الملكي فالمرحلة المقبلة قد تشهد إستعدادات متتالية لثقة الجمهور وإنحيازات لصالحه وعمل منهجي لتنظيف آثار الإجتهادات السياسية والأمنية القديمة الخاطئة التي كرست المسافة بين أصحاب القرار والناس وقلبت الحقائق وأساءت للجذور التاريخية التي ميزت لعقود العلاقة بين الحكم والمواطن في الأردن. وليس سرا في السياق ان إستعادة ثقة حماس او الجلوس معها بعد الآن يتطلب او سيتطلب تحولات مهمة داخل المؤسسات الرسمية والتنفيذية فعدد من قادة الإنقلاب علي حماس قبل سنوات لا زالوا فاعلين الآن وشروط العودة للتعامل مع حماس تتطلب إزالة اسباب التوتر الأصلية وتغيير قواعد اللعبة مع حلفائها وفي الواقع شركائها في التيار الأخواني لإن حماس اصبحت وبعيدا عن الإجتهاد الدبلوماسي الأردني من المحطات الأساسية التي لابد من المرور منها في حالة إتخاذ قرار إستراتيجي كان متوقعا حتي قبل فوز حماس بالتحدث للفلسطينيين غربي النهر بعد طول غياب و بإنصاف الفلسطينيين المواطنين شرقي النهر تحقيقا للعدالة والمساواة وبعيدا عن مخاوف الوطن البديل. وفي هذا الإطار يمكن الإستفادة من شخصيات مهمة في التيار الأخواني تداوي الجراح ما بين حماس والحكومة الأردنية وهي شخصيات من طراز عبد اللطيف عربيات وعبد المجيد الذنيبات وعبد الرحيم العكور. أمريكا محطة رئيسية وستزداد الحدة الأردنية في مواجهة هذا الإستحقاق إذا ما رصد الرادار الملكي الأردني الخبير توجهات أمريكية ودولية للتحدث مع حماس او هضمها او التعامل معها كحقيقة مستقبلا خصوصا وان القرار السياسي الأردني يأخذ بالإعتبار دوما كل التطورات والتلاحقات، كما سيتدعم بالإستماع لرؤيا الرئيس محمود عباس كما ان الرادار الحكومي الأردني تحدث مبكرا عن نعومة مريبة يتحدث بها الأمريكيون عن حماس بعد إكتساحها ترافقها ليونة إسرائيلية تظهر علي شكل إشتراطات وليس تهديدات. وكل هذا يفتح في الواقع المجال لفتح ملف إبعاد قادة حماس نفسه من قبل شطار الحكومات الأردنية في الماضي، فالإنطباع العام الآن ان حكومة الرئيس عبد الرؤوف الروابدة بعد ان كانت اولي حكومات العهد الجديد خرجت من التجربة مبكرا وقبل أوانها لإنها ورطت الدولة الأردنية بحكمها ومواطنيها بتفاصيل خادشة للوحدة الوطنية وهي تحاول تطبيق سيناريو إبعاد قادة حماس بقسوة مبالع فيها سببت جرحا لمشاعر المؤمنين بالوحدة الوطنية. ويؤكد شهود عيان كانوا في السلطة انذاك لـ القدس العربي ان القصر الملكي لم يكن راضيا عن بعض التصرفات الحكومية عندما تقرر إبعاد حماس سواء عندما تعلق الأمر بقيادة خالد مشعل ورفاقه مخفورين عبر أروقة المطار كالمجرمين او عندما تعلق بإحتجاز المواطن إبراهيم غوشة لأسبوعين في مطار بلاده في سابقة هي الأولي من نوعها أو بإستعراضات تلفزيونية لم تكن ضرورية قام بها مقر الرئاسة في ذلك الوقت كان من بينها إستقبال وفود من المخاتير والوجهاء الذين حضروا لتأييد الحكومة ورئيسها بسبب الإنجاز التاريخي المتمثل بإبعاد مواطنين أردنيين عن بلادهم بدون محاكمتهم وبعد ان ولدوا كقيادات لحماس في حضن الدولة الأردنية نفسها. قيود في يدي خالد مشعل وخلال مشوار الإبعاد لقادة حماس كانت التفاصيل الإجرائية تترك للتنفيذيين سواء ما تعلق منها بكيفية نقل القادة المبعدين وبالتكييف القانوني للمشهد او بالتعليقات التي لم تكن ضرورية. ويقول قادة حماس أنفسهم ان بعض الشخصيات الرسمية أنذاك كانت مسؤولة عن توجيه إهانات غير مبررة وهي تطبق قرار الإبعاد الإستراتيجي الذي اصبح الآن مشكلة لعمان وليس لحماس وحدها بعد ان أصبحت الأخيرة هي القوة التي تحكم فلسطين.وفي وقت لاحق وقريب إمتدح الملك مباشرة قيادة الأخوان المسلمين ووصف خلال مأدبة غداء حضرها الشيخ عبد المجيد الذنيبات في مدينة الكرك الخلاف مع حماس بأنه فني لكن إجتهادات الحكومة تجاوزت حدود الخلاف الفني وبعد الإبعاد طلب قادة حماس العودة فرفض طلبهم ثم طلبوا تجديد جوازات سفرهم فرفض طلبهم ومؤخرا طلبوا زيارة عائلاتهم ورفض طلبهم ايضا. وبعض رموز إبعاد حماس لم يعودوا في الحكم الان، فالرئيس الروابدة عضو في مجلس النواب والجنرال سميح البطيخي لا زال في السجن لكن رموزا أخري تحمست لقرار الإبعاد موجودة بقوة الآن. وبنفس الوقت أقفل باب الإتصال تماما في وجه أي مبادرة لإقامة قناة إتصال رغم وساطات متعددة تقدم بها الإسلاميون وبعض النواب مثل خليل عطية وحصل الرفض في عهد حكومات علي ابو الراغب ثم فيصل الفايز ثم عدنان بدران الذي لم يخف وهو رئيس علي هامش حديث لـ القدس العربي إستغرابه لعدم وجود إجابة منطقية علي السؤال التالي: لماذا تحديدا نستمر في إقفال الباب في وجه حماس؟ وفي الوسط الرسمي الأردني ثمة من يعترف الان بأن إبعاد قادة حماس كان خطأ وكذلك الإستمرار في إبعادهم وإغلاق كل ابواب الوساطات معهم، ومشهد خالد مشعل الذي حاول الموساد إغتياله في عمان فوضع الملك حسين عملية السلام برمتها في كفة وإنقاذه في الكفة الأخري، كما ابلغ هو شخصيا ـ أي الملك ـ الصحافيين.. مشهده وهو يتحدث بثقة الزعيم المنتصر في دمشق قبل يوم من إستقبال بشار الأسد له يزعج الماكينة السياسية الأردنية الآن ويحرك الكثير من التساؤلات في المستوي الوطني بعدما لاحظ الكثيرون ان البلاد تدفع دوما ثمن تصرفات وتعليقات إضافية لا مبرر لها او خارج السياق وليست إحترافية تصدر عن مسؤولين وسياسيين في مستويات التنفيذ.وهذه التصرفات تضطر المرجعيات لإحتوائها لاحقا… ومختصر الموقف يشير الي ان نجاح حماس يسبب أزمة حقيقية في الوجدان السياسي الأردني حاليا وينتج عنه مأزق غير مسبوق يتطلب الكثير من المراجعات وامام الحكومة خياران لا ثالث لهما.. تكريس الإبتعاد عن حماس وتجاهل الأعتراف بالخطأ في إدارة ملفها وتحمل العواقب بالنتيجة مهما كانت وهو خيار مستبعد في إطار البراغماتية الأردنية المعتادة او اللجوء للخيار الثاني إقتناص ما هو جوهري ومفيد في المشهد برمته وبناء الوحدة الوطنية مجددا مع رافعة مهمة في الضفتين لا تؤمن بسياسة فك الإرتباط. في الحالتين يوجد ثمن مدفوع لكن ثمن الخيار الثاني مقدور عليه في الواقع وأقل كلفة وأكثر إنتاجية ومن المرجح ان حسم البوصلة الأردنية تجاه حماس سيحصل بعد الرحلة الملكية للولايات المتحدة. وإلي ان يحصل ذلك لابد من القول ان منع الزرقاوي من إختطاف قبيلته قد يعقبه منع خصوم الوحدة الوطنية وحماس من الإسترسال في أخطائهم وإصلاحها سريعا كما يأمل كثيرون يراقبون ما يحصل.وفي الختام لابد من طرح السؤال التالي: هل سيضطر مسؤولون أردنيون لإستقبال الزعيم السياسي لحكومة فلسطين .. المواطن الأردني خالد مشعل في المطار قريبا بعد ان حرص بعضهم علي توديع الرجل ـ نقصد مشعل ـ في مطار عمان مخفورا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية