لوبان: فرنسا لم تكن عدوانية مع مستعمراتها والهجرة مشكلتها الرئيسية اليوم
ايران بلد كبير وضربها جريمة ضد الانسانية.. حماس فازت بطريقة ديمقراطية وعلي اسرائيل التعامل معها لوبان: فرنسا لم تكن عدوانية مع مستعمراتها والهجرة مشكلتها الرئيسية اليومباريس ـ القدس العربي من شوقي أمين:دافع زعيم الجبهة الوطنـــية الفرنسية عن بلاده في موجة الانتقادات الموجهة لها بشأن مستعمراتها وعلاقاتها بها.وأوضح جون ماري لوبان أن فرنسا لم تتصرف كأم عدوانية ضد مستعمراتها، بدليل أن الســــواد الأعظم من سكان المستعمرات القديمة مازالوا يحاولون اللجوء تحت تنورتها .وقال: معني ذلك لو أن فرنسا سلكت سلوكا مشينا في هذه المرحلة من الحضارة التي أطلقوا عليها الاستعمار، لما حلم هؤلاء السكان بالمجيء الي المعتدين والظالمين .جاء تصريح لوبان هذا ردا علي سؤال القدس العربي حول قانون تمجيد الاستعمار الذي طلب الرئيس شيراك مؤخرا الغاءه.وقال لوبان في مؤتمر صحافي مساء الخميس بباريس أن مواطني تلك البلدان يرون الأمور بعين واقعية بعيدا عن دهاليز السياســــة والخلفيات الأيديولوجية ، معتبــــرا أن في كل ظاهرة انسانية هناك محاسن ومساوئ في اشارة الي الاستعمار. وقال هناك من الفرنسيين من ذهبوا الي المستعمرات القديمة من أجل ربح الأموال بطريقة شريفة، وآخرون عكس ذلك تماما . وتابع لوبان ان فرنسا طيلة رحلتها الحضارية الاستعمارية لم تسع الي استعمار سكاني، أي أنه كان استعمارا اقتصاديا وعسكريا، ماعدا في الجزائر التي عانت من محاولة توطين قسرية علي حساب سكان البلاد .استفتاء بالجزائرورغم هذا الاستدراك الجوهري فيما يتعلق بالجزائر، الا أنه فتح قوسا للتهكم علي الدولة الجزائرية ونظامها دون أن يشير الي ذلك صراحة مفضلا الاستعارة قائلا لو جري استفتاء في الجزائر اليوم وطلب من الشباب الجزائري هل تريدون المجيء الي فرنسا والاستقرار فيها؟ ، لكانت نتائج الاستفتاء كلها لصالح نعم .وعن موضوع الهجرة الانتقائية التي اقترحها وزير الداخلية الحالي نيكولا ساركوزي، قال لوبان انه يختلف جملة وتفصيلا مع هذا الطرح لأنه يخفي الحقيقة عن الرأي العام الفرنسي معتبرا ان ثمة تعتيما علي هذا الموضوع الشائك خاصة في ظل غياب أرقام حقيقية عن عدد المهاجرين والبؤس الذي يقف وراء هذا العدد . واوضح ان الهجرة هي مرض فرنسا اليوم .وأوضح لوبان أن صعوبات جمة ستواجهها فرنسا وأوروبا في مستقبل قريب علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي، في ظل انتهاج سياسة هجرة مجنونة ومجرمة ستنجم عنها آثار وخيمة سواء علي المجتمع الفرنسي من السكان الأصليين كما أسماهم، أو علي هؤلاء من نتركهم يستقرون في بلادنا بعدما طمعناهم بالجنة الفرنسية وبأنهم سيودعون الي الأبد بؤس بلدانهم .وتابع لوبان أن المسؤولين الفرنسيين الذين يفتحون باب الهجرة بهذا الشكل مصابون بعصاب لأنهم يستعملون البؤس والمعاناة الانسانية دون توضيح الأهداف المتوخاة من ذلك . وقال في الـ30 سنة الماضية استطاع حوالي 10 ملايين أجنبي الاستقرار في البلاد مضيفا ان هناك اليوم وتيرة مخيفة من الوافدين الي فرنسا بمعدل 400 ألف أجنبي سنويا . واوضح أن درس أزمة الضواحي لم يفد القائمين علي البلاد في شيء .ولايجاد مخرج لأزمة الهجرة، قال لوبان أنه سيقوم باجراءات جذرية لو استلم الحكم، أولها قطع قنوات الاعانات الاجتماعية التي تفتح شهية المهاجرين وتعديل النموذج الاجتماعي الفرنسي الفريد من نوعه في العالم، حسب لوبان.وفي مجال الصحة قال لوبان أن عدد المرضي الأجانب الذين تم علاجهم في المستشفيات الفرنسية تضاعف 16 مرة خلال أربع سنوات، وهو ما اعتبره سياسة انتحارية بكل المقاييس .من جهة أخري، قال أن من مخططات سياسته في الهجرة، التشديد علي الطلبة الأجانب. وفي باب الجنسية الفرنسية، أفاد لوبان أنه سيقوم حتما بتعديل فوري لقانون الجنسية الحالي الذي وصفه بـ العبثي لانه يمنح الجنسية بشكل تلقائي لكل شخص ولد علي التراب الفرنسي.وعن العنصرية التي طالما وصف بها، قال لوبان أن أكون وطنيا ومخلصا لبلادي والفرنسيين ليس من العنصرية في شيء . واضاف من الطبيعي أن يعمل بمبدأ الأفضلية للفرنسيين، فهم من يصوتون عليه وهم المعنيون في المقام الأول من أي مكسب اجتماعي أو اقتصادي . وقال أنه منذ أن انتخب نائبا في البرلمان منذ 50 سنة خلت، كان أول فرنسي يضع في قائمته الانتخابية شخصا أسود البشرة ، وبأنه أول فرنسي أيضا اقترح عربيا في باريس للتمثيل البرلماني في سنة 1957، وبأنه أول من عيّن مسلمة في المجلس الاقليمي لحزبه في اقليم باريس وضواحيها سنة 1986.الذين يبيّتون لضرب ايران مجانينوفي سياق مختلف تماما، تجاوب لوبان مع سؤال علي علاقة بالملف النووي الايراني وموقف فرنسا الحالي منه، وتساءل عن أي مبدا أو مسوغ قانوني أو أخلاقي تُمنع ايران من مواصلة بحوثها في المجال النووي؟وأشار أن القلاقل حول البحوث النووية لايرانية تحفي وراءها حكما مسبقا يحيل الي أن أن ايران تحاول اكتساب القنبلة النووية. وأضاف بلدان كثيرة تملك السلاح النووي، ولو أحصينا مخزونات تلك الأسلحة فقط بين دول الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة فان الأمر يتعدي 10 آلاف نموذج نووي، فضلا علي دول معروفة كاسرائيل والهند والصين وباكستان وطبعا فرنسا وبريطانيا وغيرها.وأكد لوبان أن محاولة ثني ايران عن مواصلة برنامجها النووي ينطلق من فكرة خبيثة تعمل علي تجريد بلد مهم من أن يكون في مقدمة البلدان الرائدة في مجال البحث والعلم، ولقد حدث ذلك مع العراق اذ حرم الي الأبد من حقه في التطور العلمي والتقني .وأثار لوبان مخاوف من أن تهاجم ايران، وقال ان الحديث يدور هذه الأيام علي تسديد هجوم نووي مركز علي قواعد استراتيجية في ايران، مبينا أنه ضمن هاته الخطة هناك احصاء دقيق لنوع الأسلحة التي ستستعمل ضد ايران وكذا عدد المواقع الاستراتيجية التي يجب ازالتها من الوجود، ووصف الذين يبيتون لضرب ايران بـ المجانين .لنمهل حماس فرصةوفي جوابه عن سؤال يتعلق بفوز حماس في الانتخابات التشريعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآثار ذلك علي مستقبل السلام، أوضح لوبان أن ذلك يدخل في خانة المغامرة الديمقراطية ، وقال عندما تشترط الولايات المتحدة علي العراقيين اجراء انتخابات ديمقراطية في العراق، فعليها ان تتوقع أن ثمة 99.99 من العراقيين ضد الأمريكان . وقال أعتقد أن جورج بوش لم يغفل هذا المغامرة في العملية الانتخابية، خاصة وأنه يعلم أنه يحكم بلدا مقسما خاضعا الي قوة الحديد والنار .وقال لوبان ان مسؤولي حماس باتوا يعلمون جديا اليوم أنهم انتقلوا من منظمة مقاومة الي منظمة سياسية ، فهم، حسب قوله، أرادوا المشاركة في الحكومة وقيادتها وهو حق مشروع، لكن عليهم تحمل مسؤولياتهم كاملة في ذلك ولا ينبغي منعهم أو تجريدهم من هذا الحق . وأسف لوبان علي الموقف الاسرائيلي المسبق القاضي بقطع المفاوضات مع حماس التي تعاطت مع العملية الديمقراطية بكل شفافية .وقال يجب أن نتريث قليلا ونترك الجميع يهضم هذا الانتصار، لأن حماس نفسها ربما لم تكن تعلم أنها ستظفر بهذا الفوز الساحق .