لنحم سفينتنا الفلسطينيّة
رشاد أبوشاورلنحم سفينتنا الفلسطينيّةأتابع ككثيرين ما يوضع من مطبّات، وحواجز، وما ينصب من فخاخ، وما يعّد من كمــــائن، لإفراغ نتائج صناديق الاقتراع الفلسطينيّة.بعض هذا غير معلن، وبعضه مفضوح. غير المعلن سمعنا به من مصادر موثوقة، حسنة الاطلاّع، أسرّت لنا مباشرة، بجهات في السلطة اتصّلت بفصائل وأحزاب، ومنظمات فلسطينيّة، وشددّت عليها بعدم مشاركة حماس في الوزارة، كي تكون وحيدة ومعزولة!ردود الفعل المعلنة فالجميع بات يعرفها، فالتصريحات للفضائيات، وللصحافة، ووكالات الأنباء، بدأت فور إعلان الدكتور حنّا ناصر رئيس لجنة الانتخابات عن النتائج، مساء الخميس 26 يناير.أن ينفعل المصدومون المحبطون ويدلوا بتصريحات (نيابة) عن حركة فتح قبل أن تجتمع أطرها التنظيميّة في الخارج والداخل، لتدرس ما جري وتستخلص العبر والدروس، فهذا يمكن إرجاعه إلي الخوف علي الامتيازات، وحياة البطر، والسرقة بدون خشية من عقاب (فالمتّهم هو القاضي).أهو غريب أن يبادر كل (هؤلاء) لوضع الشروط علي (حماس)، وأولها الاعتراف بـ(إسرائيل) وكّل الاتفاقات الموقّعة؟.يا جماعة: البركة فيكم، ألم تعترفوا مراراً وتكراراً بأسمائكم الفردية، وباسم منظمة التحرير، المنسيّة في غرفة الإنعاش بلا علاج عمداً؟ أنتم في علاقتكم بمنظمة التحرير تعيدون إلي ذاكرتي تلك الواقعة عن الإبن الذي ليستحوذ علي بيت أمه الأرملة التي ربّته برموش العين، ألقي بها في (حاوية ) زبالة لتموت دون أن يتعرّف إلي شخصيتها أحد!تلك الأم التي حملت، وأنجبت، وربّت، وعلّمت، أنقذها من لم يرضعوا حليب ثدييها، واعتنوا بها، وأعادوها إلي الحياة بكامل أمومتها.اعتدت أن أصغي بانتباه لآراء الناس البسطاء، ولذا أنقل إليكم ما قاله لي أبو أكرم، وهوصاحب دكان متواضع، فقد ألفيته وهو يفرد أمامه الصحف اليومية ويتأملها مشدوهاً،وكأن هموم العالم كلّه جثمت علي رأسه: سألته عن أحواله، فأخذ يصفق كفّاً بكّف:ـ يا أستاذ، هؤلاء الجماعة، هل هم معنا أم مع (إسرائيل)؟! إنهم يريدون فرض شروط (إسرائيل) وأمريكا علي حماس! بقي أن يطلبوا من كّل فلسطيني أن يعترف بها ويتعهّد بعدم إغضابها بالمطالبة بحقّه في العودة!…الفتوي بعدم تكليف حماس بتشكيل الوزارة نقلها النظام المصري وصدرت عن عمر سليمان رئيس المخابرات العّامة، وهي ترجمة لأوامر الإدارة الأمريكية التي صعقتها نتائج صناديق الاقتراع الفلسطينيّة.ثمّ بدأ الحديث عن الإفلاس المالي الذي ينتظر حماس: و(الجماعة) يقولون: فزتم! تفضلّوا تحمّلوا الأعباء الماليّة، أطعموا جيش الموظفين، وأجهزة الأمن، والشرطة، وعالجوا البطالة المزمنة. السلطة مفلسة قبل انتخاب حماس، والجهات المانحة تتهمها بالفساد، وعجزها يقارب المليار دولار، وقد جاءت وقائع المؤتمر الصحافي للنائب العام لتفضح السرقات التي تزيد عن 700 مليون دولار، وما خفي أعظم!… فجأة ارتفعت الأصوات محذّرة: هذا الشهر لا رواتب، حماس يجب أن تتخلّي عن (برنامجها )حتي لا تغضب الجهات المانحة!المستهدف من الحملة التخويفيّة هو الشعب الفلسطيني قبل (حماس)، هذه الحملة بدأت من داخل فلسطين، وبتحريض من نظام (كامب ديفيد)، لاستدراجها إلي فخ تقديم التنازلات بحيث تفقد هويتها، و(تخون) من منحوها أصواتهم، وتصير تماماً (أوسلوية) مستخذية مثلهم، مّما يبرر عودتهم للهيمنة علي السلطة، ما دام أنه لا فرق بين حماس وبينهم، فالكل في الهوا سوا، والكل مع سلام أوسلو، والأحق في القيادة هم أبطال أوسلو أنفسهم… عبّارة (السلام) المصريّة، التي شبّ فيها الحريق وهي تبحر من مينائها السعودي إلي ميناء (سفاجة) المصري، غامر قبطانها بمواصلة الرحلة بدلاً من أن يعود أدراجه إلي نقطة الانطلاق، وينقذ العبّارة، والمسافرين.القبطان أمعن في بّث الطمأنينة، مدعيّاً أن الحادث تحت السيطرة، وأن بلوغ الميناء مضمون…ّهرب القبطان وترك من أسلموه أرواحهم ليواجهوا المخاطر، والنار،وأمواج البحر، والرياح العاتية…ما علاقة عبّارة (السلام) بمسيرة سلام (أوسلو)؟كلاهما إبحار بدون التأكّد من (العبّارة) وصلاحيتها للإبحار، ومقدرتها علي الوصول إلي الميناء…في عبارة (السلام) روّج القبطان وبحّارته معلومات مطمئنة كاذبة رغم اندلاع النار، وتأججها، وعدم وصول نجدات إنقاذ، ودون أدني شعور بالمسؤولية هرب مع بحّارته!…فلسطينيّاً، العبّارة أبحرت بلا خارطة، ولا بوصلة، وبقبطان اعتاد أن لا يستشير من علي ظهر السفينة، وهو مضي في إبحاره وفقاً لنصائح ترسل إليه بأن يكتفي بدوام الإبحار.طالت رحلة الخسائر الفادحة، ولذا لم يصمت المسافرون، فقرروا أن ينتخبوا طاقماً من بينهم، يملك القدرة، والجاهزية لقيادة السفينة، وتصحيح المسار، إذ ليس من الحكمة، ولا الشجاعة، أن يلقي الناس بأنفسهم إلي التهلكة.الناجون من كارثة عبّارة (السلام) يجمعون علي أن الحريق اندلع وهم علي مقربة من الميناء السعودي، وأن ذلك الميناء كان يري بالعين المجرّدة!القبطان هوّن من الخطر، وطمأن المسافرين بأن (الحريق) تحت السيطرة، وواصل الإبحار، وهذا ما دفع إحدي من نجون أن تتهمه بالجنون!القبطان هرب، وعبّارة (السلام) غرقت، والسلطات الرسميّة المصرية وصلت بعد فوات الأوان، كما هي عادتها!…ما فعله شعبنا الفلسطيني منذ عام انطلاق سلام (أوسلو) 1993 هو منحه الفرص للقبطان وطاقمه. من شجّعوا في ميناء الانطلاق علي المغامرة، ومن روّجوا لرحلة عبّارة (السلام ) تركوا الفلسطينيين لـ(إسرائيل)، بعد أن استدرجوا قيادتهم للإعتراف بحقّها في (الوجود) كـ(دولة) غير معروفة الحدود مقابل اعترافها بالمرحومة منظمة التحرير الفلسطينيّة! لا بدولة فلسطينيّة بحدود وسيادة!.ملّ الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وهو ينتظر سفن الإنقاذ، في حين تأجج الحريق حتي أوشك علي الأتيان علي كل شيء…دبّ الصوت مناشداً باسم العروبة، والأخوّة الإسلاميّة، والإنسانية، فكانت الردود الأمريكيّة، والعربيّة الرسميّة: شارون رجل سلام، اطمئنوا، المهم أن تتخلّصوا من المتطرفين علي سفينتكم…يوم 25 حدثت انتفاضة علي السفينة الفلسطينية، وهي غير الانتفاضة علي السفينة (بونتي) التي رأيناها فيلماً، فطاقم قيادة لايطفيء الحريق، لا يصارح المسافرين بالحقيقة، لا يعيد حساباته في هذه الرحلة، يبحر ضائعاً ولا يتراجع، آن أن يغيّر بالتي هي أحسن، وهذا ما فعله الشعب الفلسطيني عبر صناديق الاقتراع، حفاظاً علي السفينة والمسافرين والهدف… الرجال يفضلون قيادةسياراتهم إلي المستشفي دبلن ـ يو بي آي: أظهرت دراسة أجراها باحثون أيرلنديون أن رجلاً من بين كل 14 رجلاً يصابون بأزمات قلبية، يفضلون قيادة السيارة بأنفسهم للتوجه إلي المستشفي. وأظهرت الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من مجلة التمريض المتطور أن 7% من الرجال الذين تعرضوا لنوبات قلبية قادوا السيارة بأنفسهم إلي المستشفي في حين أن 60% فقط نقلوا بواسطة سيارات الإسعاف. وأشارت الدراسة التي شملت جمع المعلومات عن 890 مريضا أصيبوا بأزمات قلبية في ستة مستشفيات رئيسية في العاصمة الأيرلندية دبلن، إلي أن النساء قضين فترات أطول من الرجال قبل الوصول إلي المستشفي، غير أن 1% من النساء فقط قدن سياراتهن إلي المستشفي. وقالت الباحثة التي قادت الدراسة شارون أودونيل من الواضح أن القيادة أثناء الإصابة بأزمة قلبية تشكل خطراً علي المريض وعلي العموم . وأضافت إن الأشخاص الذين قادوا سياراتهم بأنفسهم إلي المستشفي فعلوا ذلك لأنها كانت الوسيلة الأسرع للحصول علي عناية طبية، لقد كانوا يشعرون بأنهم علي ما يرام إلي حد ما يسمح لهم بالقيادة وكانوا ليقفوا إلي جانب الطريق لو أن حالتهم ساءت .0