لمصلحة من تدمير العلاقة السورية اللبنانية؟

حجم الخط
0

لمصلحة من تدمير العلاقة السورية اللبنانية؟

لمصلحة من تدمير العلاقة السورية اللبنانية؟لا شك ان سورية تمر حاليا بمرحلة حساسة من تاريخها المستقبلي ولا شك ايضا ان الاوضاع الجديدة في المنطقة والمتغيرات العديدة التي طرأت منذ الغزو الامريكي للعراق قد القت بظلالها علي السياسة السورية سواء الداخلية منها او الخارجية ناهيك عن تداعيات حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. والتي وضعت دمشق ضمن دائرة تهديد عالمية تقودها الولايات المتحدة، هذا التهديد والضغط الذي انعكس سلبا علي اوضاع المنطقة بشكل عام قد امتدت اثاره الي ما هو ابعد من الحدود الجغرافية والطبيعية لسورية وما حولها فدمشق التي تحاول بكل قوة اثبات براءتها من دم الحريري تجد نفسها داخل دائرة الاتهام كلما خرجت منها، وكلما قدمت دليلا دافعا علي البراءة جاءت اتهامات ودسائس من البعض اعادة الاتهام من جديد لسورية.والمعروف ان الانسحاب السوري من لبنان عقب اغتيال الحريري قد ترك اثارا سلبية لدي البعــــض واغري البعض الاخر بالتطاول علي دمشق ونظامها خاصة وان هذا الانسحاب كان نتيجة قرار دولي استجابت له سورية عن احترام للقرارات الدولية وليس عن ضعف او خوف كما يردد البعض في لبنان وغير لبنان.ولعل تناقضات تقرير ميليس خير دليل علي ذلك لانه في الاساس استند واعتمد علي شهادات ثبت فيما بعد انها مزورة ومزيفة وقد اتضح ذلك للعالم عبر الفضائيات ولن اتطرق كثيرا الي شهادة المواطن السوري هسام هسام والذي اعلن انه ادلي بشهادته ضد سورية تحت التهديد والاكراه فهذا الرجل في رأي المجتمع الدولي كان كاذبا في احدي شهادتيه اما الاولي في لبنان او الثانية بدمشق وسواء كانت هذه ام تلك فلا يمكن الاعتماد عليه وصياغة تقرير بناء علي كلامه. ومن هنا كان ضعف التقرير بل وكانت استقالة ميليس من رئاسة لجنة التحقيق، وبدل الاعتذار الرسمي لسورية عن الاتهامات الباطلة وعن التصرفات الغير مسؤولة من بعض اللبنانيين بدأت بعض الشخصيات اللبنانية تصب جام غضبها علي دمشق وعلي رموزها في سابقة فريدة من نوعها، فتارة علي لسان جنبلاط المتقلب الاهواء وتارات عديدة عبر بعض النواب والوزراء وغيرهم حتي باتوا يطلقون التهديدات العلنية والمتواصلة لكل السوريين ضاربين بعرض الحائط كل اواصر الاخوة والقرابة وحتي المصالح المشتركة ناسين او متناسين.ان قدر لبنان الابدي والازلي ان يكون جارا صغيرا لسورية وقدر سورية التاريخي ان تتحمل اخطاء جيرانها بصدر رحب وتقدم لهم المساعدة في كل زمان ومكان.ولابد ان نعلم ان الولايات المتحدة قد وضعت خططا لنفوذها في المنطقة وهذا امر يعلمه الجميع الا اننا علينا ان ندرك ان سورية تشكل عائقا كبيرا امام تنفيذ المخططات الامريكية والصهيونية ذات الصبغة التوسعية.فواشنطن وتل ابيب وبعض الشخصيات اللبنانية تعلم تماما براءة سورية من دمه ولعل هذه الثقة السورية المطلقة في البراءة هي التي جعلت دمشق توافق علي استقبال ميليس ولجنته وهي التي جعلتها ايضا توافق علي استجواب المسؤولين الخمسة في فيينا مساهمة منها في الوصول الي الحقيقة والتي بات يعرفها القاصي والداني.رشيد بن محمد الطوخيسدني ـ استراليا6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية