لماذا يُصنّف الثوار في سورية؟

حجم الخط
0

لم يصنف الثوار في اي دولةٍ عربية من الدول التي قامت فيها ثورات إلا قليلاً في ليبياً وكثيراَ في سورية، في اي بلدٍ من بلدان العالم قاطبة لن تجد شعباً ذا خصائص وسلوكيات وعادات واحدة وجميعهم على قلب رجلٍ واحد فقد خلف الله الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، وبما انه من الصعب ان تجد شعباً نقياً خالصاً من الشوائب، فكذلك الثورات الشعبية فهي تحمل نفس خصائص المجتمعات للشعب الواحد، وتلك من البديهيات المتعارف عليها على مر العصور وفي كل مكان وزمان.
السؤال هنا هل موقع الدولة الجغرافي يحتم على المجتمع الدولي تصنيف الثورة والثوار؟ اين العدل في الحكم على البعض بما لا يجوزه الحاكم على الكل في ظل معطيات بقسمةٍ ضيزى، أليس من حق الكل ان يشارك في الثورة كيفما يشاء وبما يشاء اذا كان الهدف هو اسقاط الحاكم الظالم والحكم الاستبدادي والنظام القمعي، أليس التخويف والتكبير من هول بعض الثوار ونهجهم يعطي ذريعة للنظام السوري الظالم وقواته ان تبطش بكل ما لديها من قوةٍ وعتاد ليس بتلك الجماعات من الثوار فحسب بل بكل سكان المناطق التي يتم تحريرها من قبلهم، وتلك حقيقة يتم تدميرها ودكها على رؤوس ساكنيها من قبل قوات النظام الاسدي بمشاركة ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي افرط في تزكيته لجرائم النظام الاسدي من خلال اعطائه الذرائع الواهية للقيام بذلك بل ان صمت الجتمع الدولي الرهيب هو جزء من العملية نفسها.
العشرات يُقتلون يوميا بل المئات والمجتمع الدولي يفكر في امكانية وضع حظر جوي على المناطق المحررة من الاراضي السورية حفاظاً على ارواح المدنيين وفوق هذا لم يقرر بعد؟ عجباً الكيل بمكيالين فاذا ما حدث شيء بسيط لا يقارن بأي دولة غير شرق او سطية او عربية فان الدنيا لن تقعد وستهطل المساعدات العسكرية والمدنية الغذائية والطبية من كل حد وصوب، لكن المصيبة في ان الشعب السوري شعبٌ عربي فلا ضرر ان كان الذابح والمذبوح عربيا ولاعجالة في الامر حتى تتضح الرؤية وتبان الغلبة لمن! كما ان موقع سورية جر عليها كثيرا من الضرر فالعدو الصهيوني المحتل محاذ لها ومن مصلحته ومنفعته ان يدمر النظام السوري شعبه، ثم يذهب بعد ذلك النظام الى الجحيم، وبحكم ان اسرائيل البنت المدللة لامريكا لا تريد اي دعمٍ للثورة متذرعةٍ بذلك بوجود بعض الجماعات المتطرفة في صفوف الثوار فان المجتمع الدولي لن يتخطى رغبتها في دعم الثورة السورية تحت اي ظرفٍ كان ستنتصر الثورة في سورية قريباَ انشاء الله، وستضع الحرب اوزارها وسيُعرف الصديق من العدو وسيعلو حينها العيب جباه المنافقين ايا كانوا واينما كانوا.
د . صالح الدباني – امريكا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية