لماذا افتقد العراقيون صدام ونسوا الربيعي؟!

حجم الخط
0

ما كنت يوما من انصار صدام حسين ولا كنت ارى في سياساته بصيرة نافذة، وادرك تماما ما معنى ان تكون في سجون اي نظام عربي وادرك تماما حجم ومعانات سجناء الرأي وما يلقونه فيها ولم ننس معاناتهم، اما في ما ورد في ‘القدس العربي’ عن حديث موفق الربيعي لصحيفة ‘الاندبندانت’ البريطانية والذي لا ينم لا عن رجل سياسي ولا مناضل عرف السجن والاذلال والمهانة لمجرد ان لديه رأيا سياسيا مخالفا. في ما يتعلق بليلة اعدام صدام، لم يَقودْ الربيعي صدام الى حبل المشنقة الا بذلك الحقد الذي بداخله على صدام الشخص ليحشر نفسه في غرفة الموت بين الجلادين وليركز على كل كلمة او حركة من حركات صدام الموثوق بالسلاسل، أكان ذلك بمشهد يليق بشخص يفترض انه ثوري ثار من اجل الشعب العراقي وحريته؟!
الرجل الذي يتحدث عن حبل شنق به صدام وما زال يحتفظ به وكأنه انجاز علمي باهر او ان وجوده من عدمه لا يذكرنا الا انه جاء الى العراق على ظهر دبابة وسجون العراق من ابو غريب التي خجلت امريكا منها ما زال سجانوك انت يغتصبون العراقيات والعراقيين بها، وذلك امر لم يفعله صدام، وما زال العراقيون في سجونكم وبعهدكم الميمون يجوعون والفساد على اشده والتهميش لمن كان من غير مذهبك وحزبك الاقصائي.
اما وان صدام كان غير متدين فلا يعلم ما بقلب الانسان الا الله، فهذه ليست لك بل لله جل جلاله، واما ان صدام لم ينطق الشهادة، وكان ينتظرك لتلقنه الشهادة، فكيف تلق رجل الشهادة وهو بنظرك كافر!؟ وهل كان بك حرص على ايمانه قبل موته كي يدخل الجنة هكذا وبغمضة عين ؟! وهل انت اعدمت صدام ولقنته الشهادة كي يدخل الجنة ؟! أالى هذا الحد كنت تحب صدام وان كان ذلك لما شنقته؟!
أليس في الدين والاخلاق ان يهدى الرجل الظال بدلا من اعدامه، فمن كنا نحرص على دخوله الجنة كان علينا ان نحرص على حياته؟! أليس الاسلام يَجْبُ ما قبله!؟ كنت تريده رجلا هشا يتوسل ولم يفعل وما شفا لكَ غلا. وما فعلت انت ومن داهنوك على الجريمة بقتل رجل في يوم العيد..عيد الاضحى المبارك يوم التسامح والغفران ما كل هذا!؟ وما زلت تقول لم يداخلك اي حس بالانتقام منه، بل بالاحتقار له كيف يستوي الامران أليس هذا القول حقدا بحد ذاته كان عليك ان تتذكر ان الدجيل التي حُكم صدام بسبب قضية لفُقت لهم وله هم الذين خرجوا يحملون صوره في الدجيل نفسها ويهتفون بحياته وطالبوكم باطلاق سراح رئيسهم، ولنذكرك كل يوم يصبح العراق على مجزرة وينام الايتام والثكالى في انتظار تفجير جديد، فالدولة الدينية الطائفية العتيدة تنام في منطقة خضراء جهد الامريكان والصهاينة على تحصينها من اي اختراق حتى ينعم تجار الدين والدم بعشاء خمس نجوم ونوم هادىء لا تسطيع اصوات الانفجارات ان تعكر صفوهُ. حتى انهم لا ينظرون لما يبث يوميا من مشاهد الدم والخراب في محطات الاعلام العربي وسواه. ألست عراقيا؟! وللذكرى فكثير من ادوات القتل يُقتل بها اصحابها.
امين الكلح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية