لغة العربيزي تنتشر بشكل أوسع في صفوف أبناء النخبة بالأردن
لغة العربيزي تنتشر بشكل أوسع في صفوف أبناء النخبة بالأردنعمان ـ القدس العربي من بسام البدارين: استخدام اللغة الانكليزية بدلا من العربية في صفوف طلبة مدارس النخبة والطلبة الجامعيين في الأردن اصبح من الهموم التي تؤرق علماء اللغة والمراقبين التربويين فظاهرة الضعف في العربية اصبحت لافتة في صفوف قطاعات واسعة من الشباب الأردنيين. ويبدو الامر اكثر وضوحا عند اجراء حوار مع شاب تلقي تعليمه المدرسي او الجامعي باللغة الانكليزية، فمن النادر ان يكمل الشاب الاردني حواره من دون ان يجد صعوبة في التعبــير الصريح عن نفسه ما يدفعه في اغلب الاحيان الي ادخال بعض الكلمات الانكليزية الي حديثه. وبين الشباب الاردنيين علي اثر انتشار هذا النمط في التعبير عن الذات، وخصوصا في مناطق عمان الغربية، اطلق بعضهم مصطلح عربيزي ويعني الدمج بين العربية والانكــــليزية بهدف التعبير عن الافكار الذاتية.وشدد استاذ علم النفس التربوي الاردني د. يوسف القطامي علي ان تدني القدرة في التعبير عن الذات بات مشكلة ملموسة عند بعض الطلبة لا سيما وان الثقافة العربية ثقافة غير توكيدية.وتتجاوزالقضية ان تكون مجرد تناوب في الحديث بين العربية والانكليزية من باب الموضة التي التصقت بالشباب العماني المتأثر بالثقافة الغربية، الي ان تصبح وسيلة تعبير مساندة للغة العربية وهو ما يثير حفيظة علماء اللغة.ودعا رئيس جامعة الاميرة سمية للعلوم والتكنولوجيا الاردني د. هشام غصيب الي مراجعة النظام الابوي القمعي الذي يعاني منه الطلبة في مجتمعنا سواء كان ذلك في المدرسة او الجامعة او حتي الاسرة. ويقول غصيب عندما لا يتاح للطالب التعبير عن ذاته فانها لا تتكون وتبقي ذاتا منقوصة، لانه سيصطدم بحواجز سياسية ودينية واجتماعية وعشائرية.ولفت القطامي الي ان عملية تكوين الذات عند الطفل العربي عملية عشوائية.ويصنف القطامي اللغة كواحدة من اهم عناصر التعبير عن الذات، موضحا ان لجوء الاطفال والمراهقين نحو تفضيل التعبير باللغة الاجنبية هو نتيجة اعجابهم بالثقافة التي تقدم لهم من خلال اللغة الاجنبية ذات القوالب الثقافية المختلفة عن طريقة تقديم استاذ اللغة العربية لمادته.ويجد القطامي ان الطفل الذي نشأ وتعلم بلغة اجنبية يستسهل التعبيرعن نفسه بهذه اللغة، فتصبح قوالب الكلام اجنبية تجعل من الصعب علي الطالب البحث عن قوالب مرادفة بالعربية خصوصا اذا تلقي المعلومة لأول مرة بالانكليزية.ويرجع القطامي اللجوء للتعبير بالانكليزية بدلا من العربية في كثيرمن الحالات الي الدورالذي تلعبه وسائل التكنولوجيا التي تروج للغة الانكليزية.وتنتشر لغة العربيزي المشار اليها بكثافة في صفوف الشباب من الطبقات الثرية خصوصاً حيث تخلط كلمات عربية بأخري أنكليزية وبطريقة عفوية وغير مقصودة في معظم الأحيان. ويعيد اللغوي سلامة الزبن ذلك الي ثقافة الأفلام والمسلسلات الاجنبية التي يعتقد الشبان انها ترتقي بتفكيرهم فكل هذا يقود في النهاية الي تدني اداء الشباب في التعبير عن انفسهم باللغة العربية. ويخلص القطامي الي ان المشكلة تتمحور في غياب النماذج العربية المناسبة.ويري غصيب ان الغرب يعتمد علي غزارة الانتاج السينمائي الفارغ في مضمونه والمتفوق في ظاهره.وقال ان الانتاج العربي كالغربي فاشل في مضمونه ويعمق القيم المتخلفة وما يزيده سوءا تأخره في النواحي التقنية.وشدد علي ان الثقافة الغربية هيمنت علي الوطن العربي حتي باتت موجودة في كل ركن من اركان المجتمع، وان الحديث بالانكليزية في كثير من القطاعات اصبح نوعا من التفاخر والتباهي.0