لجنة من سبع وزارات عراقية لتفادي انتشار مرض أنفلونزا الطيور
لجنة من سبع وزارات عراقية لتفادي انتشار مرض أنفلونزا الطيوربغداد ـ القدس العربي ـ من حكمت الحسيني:أعلن مصدر مسؤول في وزارة الصحة العراقية امس، أن لجنة مشكلة من ممثلي سبع وزارات تعمل حاليا علي تفادي ظهور أي حالة جديدة لمرض أنفلونزا الطيور في العراق، نافيا في الوقت نفسه ما تردد عن وفاة طفل في محافظة ميسان الجنوبية متأثرا بهذا المرض، وقال ان الحالة ما زالت في مرحلة الاشتباه فقط، وتم ارسال عينة من دم الطفل الي معامل التحليل للتأكد منها. وقال الدكتور صباح الحسيني، وكيل وزير الصحة العراقية ان الدولة وضعت ميزانية مفتوحة مصادقا عليها من قبل مجلس الوزراء لهذا الغرض ، مبينا انه لا حدود للصرف علي صحة المواطن العراقي .وأوضح أن هذه الميزانية قدرت بمليار دينار عراقي للمنطقة التي ظهرت فيها أول حالة وفاة في السليمانية، والمبالغ الأخري توزعت علي المحافظات المجاورة، فضلا عن تشكيل فرق صحية متنقلة في قري العراق مهمتها التوعية من المرض في حالة حدوثه وطرق الوقاية منه .أضاف تم تشكيل غرفة عمليات مصغرة في كل محافظة مهمتها الابلاغ عن أية حالات تحدث في حقول الدواجن المنتشرة في عموم محافظات العراق، ووزعت عدد من الفولدرات والبوسترات التي تعلم المواطنين كيفية الوقاية من هذا المرض، كما وقعت وزارة الصحة عددا من العقود مع شركات منتجة لعلاج المرض، ووصلت كميات كبيرة من العلاج بالفعل وتم توزيعها علي المناطق التي ظهرت فيها الاصابة والحالات المشتبه بها .أما في المناطق الجنوبية من العراق حيث المسطحات المائية ومناطق الاهوار المنتشرة علي مساحات واسعة والتي تعد مناخا مناسبا لتفشي المرض، فقال الدكتور الحسيني ان الأمر مختلف تماما لاختلاف الثقافة وكثرة انتشار المسطحات المائية التي عادة ما تكون مرتعا للطيور المهاجرة من كل حدب وصوب .ودعا الحسيني الي التعامل مع المناطق الجنوبية بالكثير من الانسانية مبينا ان أكثر العوائل هناك تعيش من تربية الدواجن في المنازل .وأعاد الي الذاكرة بفخر واعجاب شديدين ما حصل في السليمانية عند ظهور أول حالة اصابة للمرض من جهود يشهد لها الجميع حين استنفرت جميع الملاكات الصحية العراقية للحيلولة دون انتشار المرض وبجهود وملاكات عراقية أمكن خلالها تطويق المنطقة المصابة بطوق أمني وصحي، بالاضافة الي عمليات التطهير للسيارات القادمة من خارج الحدود والتخلص من جميع الطيور في المنطقة والمناطق القريبة.وعن سبب ارسال عينات من دم الحالات المصابة الي خارج العراق بدلا من فحصها في مختبرات عراقية أوضح الدكتور داود محمود شريف، عضو اللجنة العليا لمرض أنفلونزا الطيور التي شكلتها وزارة الصحة أن ارسال العينات يأتي للتأكد من الحالة في مختبرات لها صيتها في العالم العربي، ومنها في الأردن ومصر، والسبب الثاني لكي تسجل كحالة في المختبرات المذكورة .وحول اجراءات اللجنة للحيلولة دون استفحال المرض، أشار الي قيام الشركة العامة للبيطرة بالتعاقد مع 40 مختبرا بيطريا متنقلا ستصل الي العراق في الأيام القريبة القادمة منها سبعة مختبرات ستكون في بغداد. وقال ان هناك تعاونا مع منظمة الصحة العالمية، الا أن الوضع الأمني في العراق أعاق وصول العديد من تلك المنظمات التي نحن بحاجة ماسة اليها في الوقت الحاضر قبل ان يستفحل المرض ، مشيرا الي ان هناك حالة من التردد والخوف من قبل المنظمات للوصول الي العراق . وعبر عن سعادته لوصول فريق طبي أوروبي الي شمال العراق للاطلاع علي الوضع الصحي هناك بسبب الوضع الأمني المستقر في شمال العراق.ودعا المنظمات الأخري الي التعاون مع الفرق العراقية قبل فوات الأوان، مبينا ان مسحا شاملا جري لحقول الدواجن منذ عام 2004، واستحدث مؤخرا، فضلا عن ادخال أطباء البيطرة والعاملين في الطب البيطري في دورات تدريبية مكثفة للعمل دون انتشار المرض ومعرفة الطرق الحديثة المستخدمة في علاجه والوقاية منه .وعن ماهية المرض واعراضه وكيف ينتقل الي الانسان، قال الدكتور حارث الحيالي، الأستاذ المساعد في كلية الطب البيطري في جامعة بغداد ان المرض يعد من الأمراض الفيروسية التي تصيب الطيور بكافة أنواعها والخيول والخنازير، ومن أعراضه عن الطيور ظهور اصابات في الجهاز الهضمي والتنفسي وسعال شديد واسهال مائي وشلل جزئي في الأجنحة واحتقانات شديدة، فضلا عن احمرار شديد في عرف وأرجل الطيور المصابة . أما عن طرق انتقال الفيروس قال تكون عن طريق الاتصال المباشر بين الحيوان والانسان، وقد تمتد فترة حضانته لساعات أو أيام قليلة، وتعد الطيور أهم ناقل للمرض، لا سيما المائية منها، كما ينتقل المرض عن طريق تلوث الماء، وعن طريق العاملين في حقول الدواجن وفي الطب البيطري .ونفي الحيالي وجود فيروس المرض في بيض الدجاج بسبب صعوبة العيش داخل قشرة البيضة الكلسية .واستغرب عزوف العديد من المواطنين عن تناول بيض الدجاج، مؤكدا ان الأحماض الدهنية في داخل البيضة ليست بيئة صحية للفيروس .كما أكد ان الفيروس لا ينتقل عن طريق الذبائح . مشيرا الي ان الدجاج المذبوح يتعرض لدرجة حرارة تصل الي (60 ـ 70) درجة مئوية، وهي كفيلة بقتل الفيروس ان وجد . وقال ان ربات البيوت يقمن بطهي الطعام بدرجة أعلي مما يتوقع، لذا لا خوف من تناول الدجاج المذبوح .وحذر الدكتور الحيالي من ذبح الدجاج خارج المجازر المخصصة للذبح فقد يكون وسيلة لنقل الفيروس نظرا لتلوث البيئة التي يذبح بها الدجاج .ودعا الي ضرورة غسل اليدين وأدوات الطعام جيدا قبل وبعد طبخ الدجاج في المنزل. وعن الأعراض التي يمكن ان تظهر لدي الانسان المصاب قال الدكتور الحيالي من أهم العلامات المرضية الصداع الشديد وارتفاع درجة الحرارة وآلام في الصدر والبطن والسعال والشعور بالاجهاد، وقد يحدث تقيؤ عند الأطفال وألم في البطن، وقد تتشابه هذه الأعراض مع أعراض امراض أخري منها الأنفلونزا العادية، الا أن معرفة التاريخ المرضي للشخص المصاب وموعد تلامسه مع الحيوانات، كلها دلائل علي ظهور المرض .وأوضح الحيالي ان من حسن حظ العراقيين أن طقس الصيف الذي يشهد ارتفاعا كبيرا لدرجات الحرارة والملوحة الموجودة في المياه العراقية، كلها تساعد علي عدم انتشار المرض.