لجنة اجتثاث البعث تدشن حملة تدمير لنصب وتذكارات من عهد صدام

حجم الخط
0

لجنة اجتثاث البعث تدشن حملة تدمير لنصب وتذكارات من عهد صدام

لجنة اجتثاث البعث تدشن حملة تدمير لنصب وتذكارات من عهد صداملندن ـ القدس العربي : عمليات تدمير المباني والرموز العامة التي اقامها النظام العراقي السابق تتواصل في اطار ما يطلق عليه اجتثاث البعث التي بدأت بحرمان الالاف من العاملين في مؤسسات الدولة السابقة من العمل، وعندما قام الحاكم الامريكي السابق بول بريمر، بحل الجيش العراقي، والان تقوم دائرة يطلق عليها دائرة التعليم والثقافة بعملية تدمير لكل الرموز والنصب بحجة انها صادمة للذوق ومثيرة، منها مثلا نصب لجنود عراقيين اسروا اثناء الحرب العراقية ـ الايرانية التي استمرت ثمانية اعوام وتحول النصب الي كتلة من الحجارة. ومنذ تشرين الاول (اكتوبر) الماضي قامت لجنة البعث باصدار قرار عرف بوثيقة ـ 900 حيث حدد النصب والتذكارات التي يجب تدميرها بحجة انها مثيرة وصادمة، وبقيت محتويات الوثيقة سرية. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول القسم قوله ان مهمتنا هي ازاحة الرموز التي تذكر الناس بالعهد الدموي للنظام السابق ، ولكن قرار اللجنة طرح عددا من الاسئلة حول ماهية الرموز التي يجب الابقاء عليها للنظام الذي حكم العراق لاكثر من ثلاثين عاما. ولكن المسؤول يقول ان كل شيء له علاقة بحزب البعث ستتم ازالته . وعن السبب الذي ادي باللجنة لتدمير نصب لذكري السجناء العراقيين في اثناء الحرب مع ايران، يقول لانه كان للدعاية وممارسة الكذب ، كما تم تدمير العديد من النصب في المتحف الدائري. وتلاحظ الصحيفة ان اللجنة اتخذت قراراتها بدون التشاور او اطلاع الرأي العام حول برامجها، ولم يعرف سكان الاحياء بتدمير النصب التذكارية في محيطهم الا بعد رؤيتهم قطع الرخام او الحجارة المتناثرة. كما عبر عدد منهم عن غضبهم من الطريقة التسلطية التي تمارس فيها اللجنة عملها. ويري كتاب صحف عراقيون ان تدمير كل النصب التذكارية بدون تفريق خطأ كبير لانها تمثل جزءا من تاريخ العراق الحديث، حتي لو كان هذا التاريخ سيئا، وقالوا ان المانيا النازية لم تدمر تراث النازية الماضي كله. وبحسب مسؤول اللجنة فما بدأته هو مرحلة اولي من مراحل ثلاث، فبعد ازالة كل النصب التذكارية المتعلقة بحزب البعث وصدام حسين، ستقوم اللجنة بنزع وتدمير الرموز الواضحة مثل الرسوم والتماثيل الصغيرة التي ظلت في المؤسسات العامة، واخيرا ستقوم اللجنة بمسح كل الشعارات الجدارية. وبدأ السكان يلاحظون السياسة الرسمية من وراء تدمير النصب والتذكارات في خريف العام الماضي واحتج كثيرون قائلين ان بقاءها ضروري لتذكيرهم بالمعاناة التي عانوها في ظل النظام السابق.ونقلت واشنطن بوست عن صابر عيساوي عمدة بغداد انتقاده للخطة، حيث قال انه يحاول الحفاظ علي هذه التذكارات باعتبارها تذكارات تاريخية.ويقول وزير الثقافة العراقي نوري الراوي ان النصب التي تعود لفترة البعث تم نقلها الي المخازن فيما تم تشويه وتدمير كل التماثيل التي تصور صدام حسين. واشار الي انه لا حاجة لابقاء مثل هذه التماثيل، وربما بعد مئة عام يتم عرضها من جديد لوجود جيل جديد.وكانت القوات الامريكية قد دمرت عددا من التماثيل والنصب التي تعود لصدام حيث قامت في عام 2003 بتفجير ثلاثة تماثيل كبيرة بكلفة 35 الف دولار امام القصر الجمهوري الذي تحول الي مركز اقامة للقوات الامريكية في المنطقة الخضراء. وفي بعض الاحيان استبدلت صور الرئيس العراقي وتماثيله برموز ممثلة للاحزاب الجديدة ذات الحس الطائفي، فبدلا من نصب تذكاري سابق شوه حلت محله صور لعبد العزيز الحكيم، زعيم المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق. وفي كل وزارات الدولة، حلت الرموز الدينية والعمائم السوداء محل الرموز الوطنية، حتي العلم العراقي الذي يرمز لوحدة العراق لم يعد موجودا في الكثير من مظاهر الدولة الجديدة ولا يرفع العلم في مناطق شمال العراق، كردستان.. ويقول احد السجناء العراقيين انه حزن لتدمير نصب الاسير العراقي، حيث كان يذكره النصب بما تعرض له من تعذيب في السجون الايرانية، وكان يشعر بالراحة ان العراقيين يتذكرون ما حدث له ولغيره من الجنود. ويعتقد الاسير السابق ان الدافع وراء تدمير النصب هو التأثير الايراني علي العراق، مشيرا الي ان الاحزاب الجديدة تريد تحويل العراق الي ايران جديدة، مليئة بصور الملالي.وكان اول عمل قام به الامريكيون بعد سقوط بغداد هو قلع تمثال كبير لصدام حسين في ساحة الفردوس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية