لا يمكن للاسرائيليين التوصل الي حل للنزاع دون الجلوس والتفاوض بشكل مباشر مع الفلسطينيين
التوجه الأحادي الجانب لن يصل بأحد الي شيءلا يمكن للاسرائيليين التوصل الي حل للنزاع دون الجلوس والتفاوض بشكل مباشر مع الفلسطينيين إثر فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، أصبح اكثرية اسرائيليين يقيدون أنفسهم الي فكرة أحادية الجانب. ولا عجب من ذلك. فكما في كل فانتازيا صبيانية، لفانتازيا أحادية الجانب سحرها الخاص. لانه لا يمكن في واقع الأمر ترحيل الفلسطينيين، كما تقول الفانتازيا، تعالوا نُرحلهم ترحيلا ذهنيا. سنطردهم خارج حدود وعينا. انهم ليسوا موجودين في الحقيقة. انهم في الحقيقة لا يذوبون وراء الحواجز والجدران. لا توجد مشكلة فلسطينية في الحقيقة، ولهذا لا يوجد سبب يدعو الي التفاوض المعقد علي الحل. تعالوا نحدد بأنفسنا حدودنا. سنقرر بأنفسنا أي المستوطنات نُزيل. وأيها نُبقي. لن نُقسم، علي أية حال، القدس المقسمة. سنقيم سورا عظيما، يصل الي السماء، سورا يوقف صواريخ القسام. بالرغم من أنه لن تكون صواريخ قسام البتة، لان الفلسطينيين سيقبلون بفرح، وبشكر، الحدود التي نحدها علي نحو أحادي. وماذا اذا لم يقبلوا؟ ولم يسلكوا سلوكا حسنا؟ هل سنضربهم؟ هل سنُريهم حقيقة الأمر؟ لانهم لا يفهمون سوي القوة. بالرغم من أنهم في حقيقة الأمر غير موجودين علي الاطلاق. بربكم.من المفاجئ كيف تضع فكرة ساذجة الي هذا الحد قناع السياسة الواقعية علي وجهها. لا يوجد من يُتحدث اليه، يزعم مؤيدو التوجه الأحادي. وهم يقصدون في الحقيقة أن يقولوا: الناس في الجهة الثانية لا يعجبوننا. انهم لا يسلكون سلوكا حضاريا. لا يوافقون علي جميع إملاءاتنا. وعندهم ايضا الوقاحة ليختاروا بأنفسهم قادتهم الذين هم إما ضعفاء جدا دائما، وإما أقوياء جدا، وإما مسلمون جدا. وعلي أية حال، ليسوا هم القادة الذين كنا سنختارهم، ولهذا من الخسارة اضاعة الجهد. لماذا نحاول الحديث اليهم اذا كنا نستطيع ببساطة الاعلان بغضب؟اجل من اللذيذ جدا أن تغمس رجليك في الماء الصبياني للغضب المُظهر للقوة. وأن تعتقد أن الانفصال من غزة، نجاح كبير (أصداء النجاح تُسمع في سدروت وعسقلان).أن تعتقد أن حكم غزة كحكم الضفة الغربية (لا خطأ أكبر من ذلك: الوضع في الضفة الغربية أكثر تعقيدا).لا شك: فوز حماس في الانتخابات ليس حدثا مُبهجا، في هذا السياق. من الواضح أننا لن نستطيع اجراء تفاوض مع من لا يعترف بحقنا في الوجود. ولا يرجع في الواقع عن طريق الارهاب. ربما يكون الشعبان بالتأكيد محتاجين الي وقت لهضم التغيير. ومن المؤكد أنه بغير زعامة واعية وشجاعة، في الجانبين، سيكون من الأصعب التقدم.لكن كل هذا لا يجب أن يعمي أبصارنا عن الرؤية.لم تكن، ولن تكون ولا توجد طريق لحل النزاع سوي التفاوض المباشر مع الفلسطينيين علي التسوية الدائمة. ان الانسحاب الأحادي من جزء من المناطق سيفضي فقط الي هجوم صواريخ قسام أحادي، سيفضي الي قصف أحادي لسلاح الجو، وذلك بدوره سيفضي الي اعمال انتحارية أحادية، وهكذا، عند نهاية الليل، سنجد أنفسنا مع قتلي كثيرين. من الجانبين.اشكول نيفوأديب مؤلف اربعة بيوت واشتياق (يديعوت احرونوت) 6/3/2006