لا بديل للفلسطينيين إلا الامل!

حجم الخط
0

لا بديل للفلسطينيين إلا الامل!

سميح القاسم في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في روما:لا بديل للفلسطينيين إلا الامل!روما ـ القدس العربي ـ من حكم السوقي: انتهت قبل أيام في ايطاليا فعاليات الأسبوع الثقافي الفني الذي أقيم للتضامن مع الشعب الفلسطيني بناءاً علي قرار من الأمم المتحدة بجعل اليوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد الاحتلال الاسرائيلي.وقد نظمت هذه الفعاليات التي شملت العديد من المدن الايطالية برعاية من جمعية أصدقاء الهلال الأحمر الفلسطيني التي تضم العديد من السياسيين والمفكرين والاعلاميين الايطاليين وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في ايطاليا برئاسة الدكتور يوسف سلمان، وبمشاركة الدكتور يونس الخطيب رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني في فلسطين. أما الفعاليات الفنية فقد تألق فيها الفنان الفلسطيني الشاب محمد سلمان الذي أطرب الحضور بالكثير من أغاني التراث الفلسطيني.وكان الشاعر الفلسطيني سميح القاسم نجم الفعاليات بلا منازع والذي أبهر الحضور سواء عندما كان يتحدث أو عندما يقرأ شعره، وقد دوي التصفيق حاداً طويلاً عندما اقترح القاسم في بداية حديثه أن يتم تغيير مسمي المناسبة الي اليوم العالمي للتضامن مع الأمم المتحدة المقرر من قبل شعب فلسطين وسائر الشعوب المقهورة وذلك كناية عما تعانيه الأمم المتحدة من ضعف وتآكل وانحياز وهيمنة قوي الطغيان عليها.وعندما قرأ أحدث ابداعاته (كفي غوانتانامو) فهمه الجميع دون ترجمة، واصلهم بمشاعره وأوصلهم الي قصده. كان هادراً حيناً كأمواج المتوسط، شامخاً أحياناً كشموخ الجليل حيث تقع قريته (الرامة). بدا لي القاسم وهو يتكئ علي عكاز يلازمه بعد اصابته بحادث سير في فلسطين كسليمان النبي، يخاطب كل حي فيفهم.(كفي غوانتانامو) صرخة علي الظلم والقهر وتلخيص لحالة الطغيان الأمريكي ومن يدور في فلكه في حق الانسانية أفراداً أو جماعات أو شعوباً، وبسخرية تعكس واقعاً مريراً ورداً علي تعليق من أحد الحضور الذي أشار الي أنه سمع أن شارون مرشح لجائزة نوبل للسلام. قال القاسم:(والله اني أخشي أن يحصل الأربعة ملايين اسرائيلي علي جائزة نوبل للسلام بينما لم يحصل بعد فلسطيني واحد من الستة ملايين فلسطيني علي سلام عادل وآمن). اجرينا هذا الحوار مع القاسم: في اللحظة الراهنة، ومع كل ما في العالم من اضطرابات أين يجد سميح القاسم نفسه؟ محسوبكم ولد في غمرة اضطرابات الحرب العالمية الثانية، وعاش سن المراهقة في غمرة اضطرابات النكبة والحكم العسكري الاسرائيلي، وما زال منذ ولادته الي فتوّته والي الآن (66 سنة) منخرطاً منغمساً في حالة من احتراف الشعر والقلق والاضطرابات. وبالعربية الفصحي (سي. لا. في يا بُني… سي. لا. في)!!! وهل لا زالت الكلمة في القصيدة كالرصاصة في البندقية كما كانت عبر أزمان طويلة؟ لم تكن الكلمة في القصيدة كالرصاصة في البندقية، في أي وقت من الأوقات القصيدة عبّرت عن الشاعر والبندقية عبّرت عن المقاتل، ولأنهما من طينة واحدة فقد حصل الانسجام والتماهي بينهما. في قصيدة كفي غوانتانامو تلخيص لحالة مضطربة للطغيان السائد، تري ماذا بعد غوانتانامو؟ قصيدة (غوانتانانو) تُسقط القناع عن وجه الكذبة، كذبة النظام الأمريكي الاستغلالي العنصري القمعي. ويقيناً ان النسغ الانساني المتجدد في جسد البشرية سيمحو (غوانتانامو) وجميع السجون والأقنعة عن حلم الانسان في الحق والحرية والجمال. علي الصعيد الفلسطيني، هل لا زال للأمل فُسحة؟ وما هي برأيك الأبعاد الحقيقية من وراء اخلاء المستوطنات في قطاع غزة؟ لا بديل للأمل الفلسطيني. اليأس ثمنه باهظ التكاليف ولا يستطيع شعبنا تحمّل نفقات اليأس، واخلاء مستوطنات قطاع غزة حقّ لشعبنا، لكنها في قاموس السياسة الاسرائيلية كلمة حق يراد بها باطل!! الي أين نسير نحن العرب في ظل ما نحن فيه وما نحن عليه؟ نحن العرب نسير نحو حُلمنا في الحياة الحرّة الكريمة، لكن قوي الشر الأجنبية والعربية، علي السواء، تحاول أن تُسيرنا نحو الحضيض المعتم، حضيض القمع والجهل والفقر والمذلة. برأيك هل المزاجية والآنية هي ما يحكم الشعوب العربية، أم لك نظرة أخري في واقع شعوبنا؟ لا المزاجية ولا الآنيّة. مطامع لصوص الأرض والتاريخ هي التي تحاول التحكم بنا واعدامنا وعلينا ألا نسقط في وهم حسن النوايا، الشر يحيط بنا من جميع الجهات وبجميع اللغات وعلينا أن نكون متأهبين لمواجهته والا فسنكون شركاء في الجرائم التي تُرتكب بحقنا. هل هناك أمل في تغير قد يحدث لعالمنا العربي؟ الشعوب الحية هي التي تحمي الأمل وتصونه من فيروسات اليأس والتقوقع والهزيمة، وشعبنا رغم كل شيء هو شعب حي، ولا يريد ولا يستطيع سوي التشبث بحقه الانساني والالهي في الحياة والعمران والابداع. العراق، فلسطين، أفغانستان….. سلسلة في قبضة الجبروت الأمريكي، تري هل ستمتد هذه القبضة للمزيد، أم….؟ لا حدود لجشع الرأسمالية الأمريكية المتجسد في تسونامي العولمة المدمر، وما لم نعد لهم ما استطعنا فسيلتهمون جميع ثيراننا، لا الثور الأبيض فحسب. وأخيراً ماذا لدي القاسم ليقوله؟ ما من مزيد أضيفه سوي الدعوة للاعتصام بحبل الله وبحبل الأمة، ومجابهة الظلم والطاغوت والاثم والعدوان، والانتباه واليقظة والحذر من فخاخ الأمية والتخلف والتشرذم الاقليمي والمذهبي والقبلي، التي تبثها قوي الظلام علي طريق أمتنا نحو الحرية والسلام والتقدم والكرامة القومية والانسانية.0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية