لا الرئيس الايراني مغامر ولا موقف طهران متذبذب

حجم الخط
0

لا الرئيس الايراني مغامر ولا موقف طهران متذبذب

لا الرئيس الايراني مغامر ولا موقف طهران متذبذب علي الرغم من أن المرشد العام للثورة الإيرانية يحدد الخطوط العامة للسياسية الإيرانية، إلا أنه يرجح أن تكون تجربة حكم الرئيس احمدي نجاد جديدة من نوعها، فهو يتمتع بتفويض جماهيري كبير، بالإضافة إلي دعم أركان الجمهورية الإسلامية له. كما أن إجماع القوي السياسية الإيرانية علي حق إيران في امتلاك التقنية النووية يعطيه مزيداً من الاعتداد بالنفس في ظل الحملة الشعواء التي تشنها الإدارة الأمريكية ضد إيران. ويأتي التطور الجديد المتمثل في قرار إيران استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم بعد أن كررت إيران عدم سعيها إلي امتلاك القنبلة الذرية، وأشارت إلي أن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا تحظر تخصيب اليورانيوم. وقد بذلت طهران الكثير لكي تواجه التحدي الغربي، من تطبيق البروتوكول الاضافي الذي يسمح باعمال التفتيش المفاجئة، الي تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم الخ. وفي كل مرة كان هناك مزايدات في المطالب حتي بات علي طهران أن تبرهن علي أنه ليس عندها مواقع سرية ظلت، بسحر ساحر، خفية علي كل أعمال التفتيش، وعلي انه لا يمكنها تحويل تكنولوجيتها الي تكنولوجيا عسكرية. وبهذه الأساليب نجحت إدارة بوش في إقناع غالبية الدول المتحكمة بوكالة الطاقة الذرية باتهام إيران. الولايات المتحدة واوربا تري الامر من منظور مختلف، فالغربيون يرون ان سبب فشل المفاوضات مع ايران هو تذبذب الموقف الايراني، فتارة تهدد ايران بمواصلة العمل في برنامجها النووي، وتارة تقول انها تنتظر جوابا من الاوروبيين، ثم ومهما يعرض الاوروبيون يكون جواب طهران بانها لن تحيد عن مبادئها. وهذه المبادئ لم تتغير منذ بدء المفوضات الاوروبية الايرانية وتتمثل في ان ايران تنظر الي ابحاثها النووية كحق من حقوقها بهدف الي انتاج الطاقة الكهربائية مع تمسكها بحقها في تخصيب اليورانيوم. وفي نظر وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ينبغي علي إيران أن ترفض من تلقاء نفسها امتلاك القدرة علي تخصيب اليورانيوم بالرغم من أن مفتشي وكالة الطاقة الذرية لم يجدوا أي دليل علي وجود برنامج للتسلح النووي. ولماذا؟ لأن هذه التكنولوجيا يمكن ان تساعد في تصنيع القنابل الذرية. اما فيما يتعلق بتصريحات الرئيس الايراني النارية ضد اسرائيل فهي تأتي في خضم حرب كلامية بين مسؤولين ايرانيين واسرائيليين كبار. بعض المحللين السياسيين الإسرائيليين أشار الي تصاعد نغمة الكلام المعادي لايران قبل الانتخابات العامة في اسرائيل والتي ستجري في 28 آذار (مارس) القادم، يقابلها علي الطرف الآخر صدور تصريحات نارية من قمة الهرم السياسي في ايران، وذلك في اشارة الي دعوة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي لمحو الدول اليهودية من علي الخريطة أتبعها باقتراح بنقل دولة اسرائيل الي ألمانيا والنمسا. وفي وقت سابق دعا بنيامين نتنياهو الزعيم الجديد لحزب ليكود اليميني الي عملية جريئة ضد ايران علي غرار الهجوم علي مفاعل اوزيراك العراقي في الثمانينات من القرن الماضي.عبدالعظيم محمود حنفيمدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات القاهرة6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية