باريس- “القدس العربي”:
توقفت صحيفة “لاكروا” الفرنسية عند التمديد “التعسفي” لفترة احتجاز علاء عبد الفتاح، الذي وصفته بـ“المعارض التاريخي للنظام الاستبدادي للرئيس عبد الفتاح السيسي”، الذي قررت والدته أستاذة الرياضيات ليلى سويف، تجويع نفسها.
استقبلت هذه الأخيرة يوم الأربعاء العديد من الأصدقاء في شقتها بوسط القاهرة الذين جاءوا لدعمها في الإضراب عن الطعام الذي تواصله منذ شهر، حيث تطالب بالإفراج عن نجلها علاء، أشهر سجين سياسي في مصر بعهد السيسي. وتؤكد المرأة البالغة من العمر 68 عاما بابتسامة متحدية: “علاء لم ينكسر بعد، ولا أنا أيضاً”، تضيف “لاكروا”.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن علاء عبد الفتاح، الذي وصفته بالناشط التاريخي ورمز الربيع العربي عام 2011، يقبع خلف القضبان منذ 2019 بتهمة “نشر أخبار كاذبة”، بعد منشور له على فيسبوك يتهم فيه الشرطة المصرية بالتعذيب. وقد تم تأجيل إطلاق سراحه، الذي كان مقررا في 29 سبتمبر/ أيلول، حيث رفض المدعي العام احتساب عامين من الحبس الاحتياطي. فمنذ عام 2013، ووصول الجيش إلى السلطة عبر انقلاب، أمضى علاء نحو عشر سنوات في سجون النظام.
وتقول والدته ليلى سويف تحت أنظار أصدقائها: “الإضراب عن الطعام هو سلاحي الأخير، وسأواصل حتى النهاية إذا لزم الأمر. أنا عنيدة”. وتؤكد أستاذة الرياضيات التي اقتربت من دخول عقدها السابع أنها تريد “إثارة أزمة” لفرض رد فعل من السلطات المصرية أو البريطانية، حيث حصل ابنها على الجنسية البريطانية في عام 2022. وبالعودة من لندن، حيث التقت بأعضاء البرلمان من جميع الطيف السياسي، تنتظر ليلى سويف لفتة من الحكومة البريطانية الجديدة. وتصر قائلة: “أرفض أن أصدق أنهم يفتقرون إلى النفوذ لتحرير أحد مواطنيهم من سجون حكومة صديقة، ليست إيران أو الصين”.
وتابعت “لاكروا” القول إن المضايقات القضائية الشرسة التي يتعرض لها علاء عبد الفتاح لم تعد مفاجأة للأصوات المعارضة النادرة التي ما تزال توافق على التحدث علنًا.
وتنقل الصحيفة الفرنسية عن أكرم إسماعيل، مؤسس حزب العيش والحرية، قوله: “علاء سُجن عدة مرات ثم أُطلق سراحه، لكنه لم يصمت أبداً، وهذا أكثر ما يثير غضب السلطات. إنهم يجعلونه يدفع ثمن عصيانه”.
كما تنقل عن محمد لطفي، مدير المفوضية المصرية للحقوق والحريات، قوله: “لقد أصبح علاء رمزاً، فهو يلهم الشباب وأجيال عديدة من الناشطين، ولهذا السبب تعتبره السلطات خطراً”.
ويصف الناشط نظاما قمعيا ما يزال شرسا بعد عشر سنوات، في بلد يقدر عدد السجناء السياسيين فيه بما لا يقل عن 60 ألفاً، “إن عمليات الإفراج القليلة التي أُعلن عنها في عام 2022 كانت مجرد رياح. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، تم اعتقال مرشح رئاسي ورسام كاريكاتير وباحث، لانتقادهم السياسة الاقتصادية للحكومة”، يوضح محمد لطفي.
وقد تخشى الحكومة المصرية أيضا فقدان السيطرة الكاملة على علاء عبد الفتاح إذا استقر في إنجلترا، حيث تعيش عائلته، تقول “لاكروا”. فيما تقول والدته ليلى سويف: “إنها فكرة غبية، يريد علاء الالتحاق بابنه بكل بساطة”.