كيف يصنع القرار في سورية؟

حجم الخط
0

كيف يصنع القرار في سورية؟

كيف يصنع القرار في سورية؟ كتب الكثير بعد الـ تسونامي التي أحدثها السيد عبد الحليم خدام، ويكاد يبلغ ما كتب مجلدا كبيرا لن أنافح أحدا ولن أساجل في كل ما قيل بل سأتفق مع كل ما جادت به الأقلام. ليس هنا المهم من وجهة نظري، بل الأهم لدي هو دفع النقاش إلي الأمام وتحديد من المسؤول في المقام الأول عن السياسات المهلكة والمدمرة التي استجلبت كل تلك القرارات الدولية التي لم يعرفها تاريخ سورية القديم والحديث، والسبب يعود بغض النظر عن الخـــــلل البنيوي المســــتفحل في جسد النظام، الي الارتجال والسلق للقرار وعدم وجود المؤسسات القادرة علي المساهمة في مساعدة متخذ القرار ووضع لوحة كاملة متكاملة أمامه من الخيارات والبدائل وكافة ردود الفعــــل الايجابي منها والسلبي تعينه لرسم مسارات دقيقة وواضحة تجنب البلد كافـــــة المطبات الموجودة علي الطريق مبعدة اياه عن كل الطرق والأساليب اللاعلمية في اتخاذ القرار قاطعة بحزم أمام كل الشـــــعوذات والأنانيات والاندفاعات اللامسؤولة، مخففة الي أقـــصي حد ممكن لكل حماس يبلغ مبلغ الحمق. ولعلي أجد محاورا بعثيا يمتلك الجرأة ليقول كلاما جديدا بالطبع غير كل ما قيل في الجلسة الهستيرية لما يسمي مجلس الشعب ويرد عليّ ويحاججني في تحديد المسؤوليات وكلي أمل ألا يكون محاوري هذا جهازا أمنيا ـ كما جرت العادة ـ كي يتكافأ الحوار ولا يختل.ليس كل ما قاله عبد الحليم خدام مكانه سلة المهملات. فبعيدا عن دوره القائد كجزء من النظــــام في تعميم الفساد وبمعزل عن دوره أيضا في قمع كل جنين للحراك الديمقراطـــــي، فالرجل قدم وجهة نظر سياسية متماسكة، حلل فيها وبعمق أسباب الترنح والتعثر والغرق الذي يكابده النظـــام السوري الآن، واضعا البلد بأكمله في مرمي الهدف. النظام السوري يتصدع يوما بعد آخر، ويخسر أعمدته غير المأسوف عليها واحدا تلو الأخر. نحتاج للحماس وللخبرة، لكن المهم والأهم دولة تقوم علي المؤسسات الديمقراطية، وحدها تلك المؤسسات تعرف كيف يصنع القرار وكيف يتخذ. بذلك وحده نطلّق والي الأبد الارتجال والتسرع والفردية والمقامرة والمغامرة لأنها سورية الشعب والتاريخ والأرض.أحمد مولود الطيارسورية ـ الرقة6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية