كيري يؤكد ان الاسد لا يمكن ان يشارك في حكومة انتقالية

حجم الخط
0

روما ـ دمشق ـ ا ف ب: صرح وزير الخارجية الامريكي جون كيري الخميس ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يشارك في حكومة انتقالية سورية، فيما رحبت وزارة الخارجية السورية الخميس بالتقارب الامريكي الروسي حول سورية، معبرة في الوقت نفسه عن ثقتها بـ’ثبات الموقف الروسي’ الداعم للنظام منذ بدء الازمة قبل 26 شهرا.
واورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل على شاشته نقلا عن وزارة الخارجية ان ‘سورية ترحب بالتقارب الامريكي الروسي انطلاقا من قناعتها بثبات الموقف الروسي المستند الى ميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي’.
وهذا هو الرد الرسمي السوري الاول على اعلان واشنطن وموسكو الاربعاء من موسكو اتفاقا على الدعوة الى مؤتمر دولي حول سورية وحث الطرفين المتقاتلين على التفاوض من اجل التوصل الى حل سياسي.
وقال وزيرا الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف ان الحل يجب ان يبنى على اساس اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه في حزيران (يونيو) 2012 داخل مجموعة العمل حول سورية التي تضم الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وتركيا والجامعة العربية.
وينص اتفاق جنيف على تشكيل حكومة انتقالية ب’صلاحيات تنفيذية كاملة’ تسمي ‘محاورا فعليا’ للعمل على تنفيذ الخطة الانتقالية، على ان تضم اعضاء في الحكومة الحالية وآخرين من المعارضة’، من دون التطرق الى مسالة تنحي الاسد. ودعت روسيا مرارا الى تبني مجلس الامن الدولي اتفاق جنيف.
وبعد ان كانت واشنطن تتمسك برحيل الاسد، قال كيري في موسكو ان المعارضة والنظام وحدهما يمكنهما تحديد شكل الحكومة الانتقالية لاجراء انتخابات ديمقراطية.
الا انه عبر الاربعاء عن قناعته من روما بان الاسد لا يمكن ان يكون جزءا من اي حكومة انتقالية.
ومن جهته رحب الامين العام لجامعة الدول العربية اليوم الخميس بالجهود الجديدة التي تبذلها روسيا والولايات المتحدة للتفاوض لانهاء الحرب الاهلية في سوريا ودعا الحكومة السورية والمعارضة الى الاشتراك في هذه الجهود.
وقال نبيل العربي الأمين العام في بيان اصدرته الجامعة العربية اليوم ‘أن هذا التفاهم الروسي – الأمريكي بالعمل معا وبصورة مباشرة يشكل تطورا هاما وايجابيا لدفع الجهود الاقليمية والدولية لرعاية تنفيذ ما جاء فى البيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل الدولية فى جنيف فى 30 يونيو الماضى والذى حدد الاطار والأسس للحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية.’
كما أعلنت الصين، الخميس، ترحيبها بالاتفاق الروسي- الأمريكي الأخير حول أزمة سورية، وشددت على دعمها لجهود الوساطة المبذولة من قبل المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة ‘شينخوا’ عن المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا شونيينغ، قولها إن الصين تبذل جهوداً من أجل حل سياسي للنزاع السوري، وتقدّم النصيحة والاقتراحات في هذا السياق، وقد ‘رحبت بالتوافق الأخير بين روسيا والولايات المتحدة حول النزاع’.
وفي تراجع في موقفه قال كيري قبل محادثات مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان كل الاطراف تعمل ‘لتشكيل حكومة انتقالية بالتفاهم بين الطرفين وهذا يعني برأينا ان الرئيس الاسد لن يكون مشاركا في هذه الحكومة الانتقالية’.
وكشف كيري رسميا عن مساعدة امريكية انسانية اضافية بقيمة مئة مليون دولار للاجئين السوريين، يخصص نصفها لمساعدة الاردن على استضافة اللاجئين منذ اندلاع النزاع قبل 26 شهرا.
من جهته، صرح وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في روما الخميس ان عدد اللاجئين السوريين في الاردن يمكن ان يشكل 40 بالمئة من سكان المملكة منتصف العام المقبل.
وقال جودة في بداية لقائه مع كيري في العاصمة الايطالية ‘حاليا يشكل اللاجئون السوريون 10 بالمئة من سكاننا لكن بالوتيرة الحالية سيرتفع الرقم الى ما بين 20 و25 بالمئة في نهاية العام وحوالى 40 بالمئة بحلول منتصف 2014’.
واضاف ‘ليس هناك اي بلد يستطيع مواجهة هذا العدد الذي ذكرته من اللاجئين’، معبرا عن شكر الاردن للمساعدة من قبل الاسرة الدولية.
وقال كيري ان الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي لمحاولة ايجاد حل للازمة مستمرة، بعدما وافق على ان يعمل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بهذا الهدف.
وتابع انه تحدث الى وزراء خارجية معظم الدول المعنية ‘وهناك رد ايجابي جدا ورغبة قوية جدا في التحرك باتجاه هذا المؤتمر لمحاولة ايجاد حل سياسي او على الاقل استنفاد كل الامكانيات للوصول الى ذلك’.
واضاف كيري ان الامين العام للامم المتحدة بان كيمون اشرك في القضية ايضا ‘وسنسير قدما بشكل مباشر جدا جدا للعمل مع كل الاطراف وتنظيم هذا المؤتمر’.
واكد ان هذا المؤتمر يمكن ان يعقد بحلول نهاية ايار (مايو) وربما في جنيف.
واوضح ان السفير الامريكي في سورية روبرت فورد التقى في الوقت نفسه المعارضة السورية.
ويفترض ان يبحث جودة وكيري ايضا في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قبل زيارة رابعة لوزير الخارجية الامريكي الى اسرائيل في نهاية ايار (مايو).
وقال كيري ان الاردن احد دولتين في المنطقة وقعتا اتفاق سلام مع الدولة العبرية، سيلعب دورا اساسيا في هذه العملية، موضحا ان المملكة ساعدت على اشراك الجامعة العربية في احياء الحوار.
وحذر الوزير الامريكي من ان ‘كل يوم يمر في الشرق الاوسط يسمح لاحد بالتسبب باحداث تهدد تقدم العملية’.
من جهته، اكد جودة اهمية القدس التي قال انها ‘يجب ان تكون رمز السلام’.
واضاف ‘اعتقد ان القدس مكون مهم جدا في كل المناقشات التي ستجرى حول الوضع النهائي’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية