كوميديا المكان الواحد والدراما الاجتماعية المفتوحة في المكان والزمان
خمسة وخميسة لرشا شربتجي:كوميديا المكان الواحد والدراما الاجتماعية المفتوحة في المكان والزماندمشق ـ القدس العربي ـ من انور بدر: ربما يكون مسلسل خمسة وخميسة مظلوماً بالقياس إلي مسلسل أشواك ناعمة ، مع أن العملين يحملان توقيع المخرجة رشا شربتجي، إذ أن أشواكها الناعمة حصدت نجاحاً لافتاً للانتباه ضمن أعمال الدورة الرمضانية السابقة، لكن باعتقادي أن مجرد المقارنة بين العملين فيها ظلم لخمسة وخميسة ، فهو كوميديا اجتماعية تنتمي لكوميديا المكان الواحد الذي عرفناه في بدايته مع المخرج القدير هشام شربتجي في عائلة خمس نجوم لكنه لم يستطع أن يتطور كثيراً فيما بعد، حتي أننا تابعنا بعض الأعمال التي تخرج فيها الكاميرا قليلاً إلي الشارع، وكانت السقطة الكبيرة لهذه الكوميديا في مسلسل أحلام أبو الهنا لدريد لحام.رشا شربتجي قررت خياراً صعباً في هذا المسلسل، إذ حددت المكان الواحد ليس في حدود شقة كبيرة أو شركة بل مجرد صالة ومطبخ مفتوح عليها، وفي هذه الصالة والمطبخ تابعنا في كل حلقة نصف ساعة كاملة مع خمسة أصدقاء هم طلاب جامعة من كليات مختلفة، ومن بيئات اجتماعية متباينة، ومن محافظات شتي، جاؤوا إلي الجامعة بأحلام وهموم، ويتعرضون في سياق المسلسل لأحداث ومواقف غنية بالمفارقات الكوميدية الظريفة. الأصدقاء الخمسة هم شخصيات ثابتة في كل حلقة، ثبات المكان الواحد سيتكوم الذي تلتقطه الكاميرا من زوايا مختلفة، وهو يختلف عن مسلسلات اللوكيشن الحقيقي الذي كنا نتابعه في هذا النمط من الأعمال، حيث نجد غرف نوم متعددة وصالونات ومطابخ وحمامات… ألخ، وهذا يفترض حضوراً حياً وديناميكياً للشخصيات مع انضباط عالي بالرؤية الإخراجية لسيناريوهات كل حلقة، والتي تعاون في كتابتها كل من أندرية سكاف ومظهر جروش. وهذا النمط من المسلسلات يكاد يكون غير مسبوق في الكوميديا السورية، وغير مختبر في علاقته مع المشاهد، لكن المخرجة التي حاولت الاستفادة من تجربة والدها هشام شربتجي أكدت أسلوبية مختلفة في التعامل مع هذا العمل الصعب، وفي إدارة الممثلين ضمن الحوار أو خارجه، لكن في حدود السيتكوم الذي أشرنا إليه، أي الصالة والمطبخ كامتداد مفتوح أمام الكاميرا، وهو امتداد يذكرنا بخشبة المسرح، إنما مع دينامية أعلي. وبين مروان (قصي خولي) وراضي (جمال علي) القادم من المنطقة الجنوبية ليدرس الزراعة، إلي فادي (مصطفي دياب) إلي معن عبد الحق ومحمد حداقي، تابعنا هموما مادية، وإشكاليات اجتماعية، ومفارقات لغوية وحركية متعددة ما بين الأصدقاء الخمسة، وعمقهم أو علاقاتهم الاجتماعية والعائلية. وقد استعانت المخرجة بضيوف متنوعين ما بين الحلقات، حسب نص كل حلقة، نذكر منهم سلمي المصري، حسام تحسين بيك، خالد تاجا، عصام عبة جي، وآخرون. لكننا مع ذلك كنا أقرب لتلفزيون الواقع الذي يتناول مجموعة من الأشخاص الحقيقيين في علاقات ثابتة ومرصودة من الكاميرا ضمن مكان واحد، مع بعض الزيارات المحتملة لهم. كما في برنامج ستار أكاديمي مثلاً مما أعطي المسلسل الكثير من الواقعية الاجتماعية. إنما في بيئة تكاد تكون ذكورية إلا من بعض الإستثناءآت القليلة. وهكذا تكون رشا شربتجي في أشواك ناعمة أمام خيارات أوسع في حركة الكاميرا ما بين مدرسة البنات وعائلة المشرفة الاجتماعية، ومنازل الطالبات وصولاً إلي الشارع والمكان العام. كما كانت أمام تعدد أكبر في الشخصيات والكركترات اللطيفة، وبالتالي تنوع أكبر في الإشكالات والهموم التي نجحت في شد جمهور أوسع من المشاهدين، مع أن الشحنة الكوميدية كانت أقل بكثير في هذا العمل. تقول المخرجة رشا شربتجي عن تجربتها في خمسة وخميسة ، أنها حاولت تصوير الحدث كما هو في الواقع، ونقله إلي الشاشة الصغيرة. وتضيف: أن الشباب الذين يتقاسمون البطولة هم ممثلون متمكنون من أدواتهم، ولكل منهم أسلوبية في الانغماس في الدور، مما ساعد علي نجاح العمل. البطاقة الفنية للعمل المسلسل : خمسة وخميسة الإخراج : رشا شربتجي تأليف : أندرية سكاف ومظهر جروش مدير الإضاءة: ناصر راكا مدير الإنتاج: ماهر واوية موسيقا : فاروق الناصر مونتاج: خالد وليد حلمي إنتاج : شركة ماسة للإنتاج الفني 2