كل تدخل اسرائيلي في السياسة الفلسطينية سيُقوي حماس فقط
دعوهم وشأنهم يواجهون مشكلاتهم ليسقطوا جميعا معاكل تدخل اسرائيلي في السياسة الفلسطينية سيُقوي حماس فقط شهدنا في نهاية الاسبوع الماضي، في رأيي، مسرح اللامعقول في غور الاردن: اللقاء بين أبو مازن وعمير بيرتس وخليته الأمنية. يعلن أبو مازن بأن هذا اللقاء بداية مسيرة سلام، وكأنما لا توجد حماس، وكأنما لم تكن انتخابات أطارت حزبه، فتح، عن السلطة؛ يعلن بيرتس بأن اسرائيل يجب أن تؤيد الشعب الفلسطيني وأن تعارض المنظمات الارهابية، وكأن الشعب الفلسطيني لم يحسم طائعا أنه لا يهمه أن تقوده منظمة ارهابية. يدعو أبو مازن الي قطع يد الارهاب الذي يُعرض الشعبين للخطر، وفي الوقت نفسه ينفذ أفراد فتح وهو رئيسهم، عمليات تفجيرية ويقتلون يهودا، يعلن بيرتس بأن من الواجب تأييد الجهات المعتدلة في الشعب الفلسطيني، ومحادثتها، وتقديم المساعدة الانسانية اليها من اجل ألا تزداد تطرفا، وتحتار فيمن يُقصد اليه بمصطلح المعتدلين ؟وللتحلية يعلن أحد أفراد الخلية الأمنية، أن حماس هي العدو المشترك (لأبو مازن وبيرتس)، الذي يجب ردعه. لم ينضم أبو مازن أو أحد من رجاله بالطبع الي هذا الاعلان. حماس خصم سياسي لأبي مازن، كما أن شاس خصم لحزب العمل بالضبط. لكن هل يري أبو مازن نفسه شريكا لليهود قبالة العدو الحماسي؟.ان هذه المسرحية اللامعقولة، بتجاوزها للبُعد الساخر للدعاية الانتخابية فيها، تُبين مشكلة مبدئية وعملية لدولة اسرائيل: هل تتدخل فيما يحدث في المجتمع الفلسطيني؟ هل تؤيد أبا مازن تأييدا قويا؟ هل تساعده هو وفتح علي مواجهة حماس، من اجل أن يفضي ذلك في نهاية الأمر الي إسقاط حماس؟. يقول حزب العمل بالطبع ـ نعم! يجب أن نتدخل! لكننا لا نستطيع أن نفهم الآن بالضبط موقف حزب كديما والحكومة من هذه القضية حيال الاصوات المختلفة التي تصدر عنه. الصورة واضحة عند بيبي: يجب تحطيم الجميع!. في رأيي، يجب أن تكون السياسة الاسرائيلية هي سياسة عدم التدخل، أو دس اليدين في السياسة الفلسطينية الداخلية، لا ينبغي مساعدة أو تقوية أبو مازن حيال حماس، ولا أن يتم تأييد تلك الجهات التي تسمي معتدلة . التوجه الأساسي لسياستنا يجب أن يكون: دعوهم ينضجون في عصارتهم، ودعوهم يسبحوا في مياه مستنقعهم. فهذه تعليلاتي:أولا، انتخب الشعب الفلسطيني قيادته بانتخابات ديمقراطية. لقد فضل حماس علي فتح وقيادتها. الحديث عن 44 في المئة من جملة المصوتين (متي حصل حزب ما عندنا في الانتخابات علي عدد كبير كهذا من الاصوات؟). من نحن لنأتي الآن ونؤيد الجهة الخاسرة؟.وثانيا، الجهة الخاسرة هي التي لفظها المجتمع الفلسطيني. انها الجهة التي تسببت، من جملة ما تسببت به، بالاضطراب في المجتمع الفلسطيني، وهي الجهة التي كانت بلا أية مسؤولية عن الجمهور الفلسطيني، والتي تركته لمصيره، وأفضت الي تدهور مستوي حياته، وهي الجهة التي جعلت السلطة الفلسطينية مصدرا للغني ولفساد أفرادها، وهي الجهة التي لم تُقم أية جهة رسمية جدية، وأبو مازن، هو الذي نفخ الخدمة العامة العاطلة للسلطة علي نحو يصيب بالدوار، وإن شخصيات مثل دحلان والرجوب، هي التي أصبحت بارونات الاموال مع عصاباتها. أهؤلاء هم المعتدلون الذين نريد تأييدهم؟ ألهؤلاء نريد تحويل الاموال الآن؟.وثالثا، كل مال يُحول الي جهات معتدلة (سواء علي يدي اسرائيل، أو علي يد كل جهة خارجية اخري)، سينتقل الي حماس في نهاية الأمر، بعد جباية الرسوم في الطريق. سينشأ وضع، سيشتري فيه أبو مازن لسلطة حماس الصورة المعتدلة نحو الخارج. نحن سنساعد بأيدينا حماس علي زيادة رسوخ سلطتها ذات الرأسين: أحد الرأسين، الدبلوماسي، المعتدل لأبو مازن نحو العالم (معززا بابتسامات حماسية)، يشبه منديلا فلسطينيا موحدا ، والرأس الثاني لاسماعيل هنية، الذي سيسيطر علي المجتمع الفلسطيني.اذا لماذا يجري يهود ذوو رأس صحيح الي الحمام الفلسطيني المريض؟.ليتني كنت أملك إجابة جيدة.عاموس جلبوعكاتب دائم في الصحيفة(معاريف) 6/3/2006