كرة التغيير في العالم العربي تتدحرج

حجم الخط
0

كرة التغيير في العالم العربي تتدحرج

كرة التغيير في العالم العربي تتدحرجيلاحظ أن الوطن العربي يعيش مرحلة أقرب ما تكون الي مرحلة الإنقلابات في الستينيات والسبعينات، أي الخروج من مرحلة وحقبة زمنية وولوج مرحلة وحقبة جديدة، فبعد أحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001 تغير شكل العالم وتشتتت الموازين والمؤثرات في السياسية الدولية وخاصة بعد غزو أفغانستان والعراق وتهديد سورية والتحرش في إيران. وما واكب ذلك من جهة اخري من اثارة شهية المعارضين في الدول العربية الذين عاشوا عقودا من القمع وتكميم الأفواه والقتل والطرد والتشريد، الي الظهور بقوة ودون تردد مطالبين بالتغيير وإيجاد دولة المؤسسات والمجتمع المدني علي أنقاَص الأنظمة الدكتاتورية القائمة. بدأت ملامح هذه المرحلة تتجلي في لبنان حيث استطاعت قوي المعارضة استغلال الوضع الدولي لصالح أجندتها السياسية بالضغط علي سورية لإخراجها من الأراضي اللبنانية عقب مقتل رفيق الحريري والعمل علي ايجاد دولة الحريات والانفتاح الداعي الي ولوج الركب الأوروبي وتطبيق النموذج الغربي بالكثير من مفرداته، واذا ما نجحت المعارضة اللبنانية في سعيها الحثيث للسيطرة الكاملة علي السلطة حتما ستكون لذلك تبعات كبيرة في داخل سورية نفسها كتحفيز المعارضة السورية لترتيب اوراقها من جديد والمغامرة في السعي الي الحكم وهذا ما تخشاه سورية كثيراً.الإخوان المسلمون في مصر أيضأ طرحوا أنفسهم وبقوة ضمن المعادلة السياسية ودخلوا منعطفا جديداً سيكون له تاثيره الملموس في التركيبة السياسية المصرية ومع أن ما حصدوه أقل من الطموح إلا أنه حصداً لا بأس به في تصورات بعض المحللين.وأما في فلسطين فكلنا نري الثقل الذي نافست فيه حركة حماس في انتخابات المجالس البلدية والنتائج الكبيرة التي حققتها مقارنة بحركة فتح والحركات الاخري، والثقل الذي لا يقل زخما الذي لوحظ في قوائم المشاركة التي ستنافس علي انتخابات المجلس التشريعي ونمر بالتذكير فقط علي الإنتخابات والوضع العراقي الشديد التعقيد والصراع بين الأطياف السنية والشيعية والأكراد ضمن التركيبة السكانية المعقدة ولا ندري ما ستفرزه النتائج النهائية.ان المتتبع لكل هذه الأحداث في بعض الدول العربية يتسائل ماإذا بدأ دولاب التغيير الديمقراطي بالتحرك؟ وهل سيفرز تغييرات جوهرية علي المواطن العربي؟ وهل السنوات القادمة ستحمل في طياتها إحترماً أكثر لقيم الحرية والعدالة واحترام الإنسان وتقبل الآخر وتجسيد مفاهيم الديمقراطية في العقل العربي بشكل يعكس صورة أكثر إشراقا من تلك التي ترسخت في الذهون عبر عقوداً من الزمن؟ إسماعيل الغروز [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية