كديما سيضيع علي الاسرائيليين عشرات اخري من السنين من العبث والضياع
كديما سيضيع علي الاسرائيليين عشرات اخري من السنين من العبث والضياع بالنسبة لي، مرفوض حزب كديما من حيث تصويت الانسان له من اللحظة التي ضم في صفوفه شاؤول موفاز وآفي ديختر. الاول ـ بسبب التفاهة غير المتناهية لافعاله وأقواله، والثاني ـ بسبب الضر الذي هو مشكوك في قانونيته، والحق الدولة به من خلال عادة القتل بدون محاكمة، التي قادها واتبعها. لا حاجة الي التدقيق والاشارة من هو الاول ومن هو الثاني : الاثنان يمكنهما أن يتبادلا اسباب الرفض المذكورة اعلاه أو ان يتبنياها جميعها. ولكن حتي بدون وجود هذين الاثنين، فان كديما يتراجع. ففي ايام الصدأ، فانه كلما استيقظ قادته ومرشحوه من صدمة الترك لاصولهم فيطلقوا العنان لالسنتهم يشتد الاحساس بأن علي المرء ان يكون ساذجا لدرجة الغباء كي يواصل تعليق اي أمل كان بهذه العصبة المجتمعة صدفة من المتفرغين السياسيين، المدعين للمعرفة والمجهولين. ونزعا للشك فان كديما لا يزال افضل بعشرة أضعاف من مسرحية الرعب لعصبة الليكود، ولكن عشرة الاضعاف ليست بهذه الكثرة. والقصور المتزايد لكديما لا ينبع من القضايا المختلفة التي يحاولون الصاقها برئيسه، ولا بمحاولة التشهير بخصاله، ماضيه وقفزاته السياسية. وحتي رفض تساحي هنغبي الانفصال فورا عن كرسيه لا يوجد دور كبير في ذلك. يخيل أن اساس الصحوة عن هذا الحزب تنبع من الصورة التي تخرج من الغموض الذي كان يلفه في الاسابيع الاخيرة. إذ أن هذه الصورة معروفة تماما: صورة مباي. ليس مباي التاريخي. ذاك الذي بني البلاد والدولة (وذاته)، وبالتأكيد ليس مباي ما قبل التاريخ، الذي تدين له اسرائيل بنهضتها، بل مباي ما بعد التاريخ. ذاك الذي ربي كرشا وفسد، ذاك الذي تباهي بأنه سوبر ماركت فكري، ذاك الذي أوقع بالدولة ـ بينما هي كانت لا تزال تدعي الحق ـ كارثة الاحتلال وورم مشروع الاستيطان . مباي غولدا وديان، الون وبيريس. واذا كان يخيل لاحد ما ان مباي هذا قضي نحبه تماما، فها هو عاد ليظهرامام ناظريه: سمينا، يلفه المال، فاسدا بعض الشيء، متغابيا بعض الشيء، مغلق الحس بعض الشيء، شرير بعض الشيء، يرقص بعض الشيء في كل الاعراس. فهو مع السلام ـ ولكن ليس الان. يؤيد الانسحاب ـ ولكن بعض الشيء فقط. هو ضد المستوطنات ـ ولكنه يواصل اقامتها. مع المفاوضات ـ ولكن من المبهج انه لا يوجد مع من يمكن ادارتها. هو يريد حدودا دائمة ـ ولكنه لن يرسم الخرائط أبدا. هو يمد يده للسلام ـ ولكن لسبب ما تأخذ معها هذه اليد دوما قطعة اخري من ارض الجيران قبل أن تعود الي الجيب الذي خرجت منه. هذا الاسبوع يمكن ان تضاف الي هذه الصورة المتبلورة الرؤيا الاقليمية لكديما. الخريطة التي ارتسمت من تفوهات بعض من قادته هي تقريبا علي النحو التالي: غور الاردن سمين ومضموم، مساحات هائلة حول القدس، ارئيل، عمانويل، الخليل، طولكرم، جنين، قلقيليا ـ مضمومة. وفي الوسط، بعض الفتات القليلة من الارض الممزقة، التي ستمنح بسخاء للمحليين، كي يتمكنوا من ان يحققوا هناك حقهم في العيش بحرية في اقفاصهم المحوطة بالاسيجة. الويل! حتي مشروع الون امتشقوه من النفتالين. تلك الخريطة السخيفة التي انبثقت عن فم ديختر (الذي اجريت معه المقابلة الصحفية بعد تلقيه الاذن وبالتخويف) تشبه بقعتي الدم من تلك الخريطة الهاذية لالون، والتي القت بظلها الباعث علي الشلل علي دولة اسرائيل واوقعت بها عشرات السنين من السياسة الغبية والثرثارة. كديما ، كما يبدو، يوشك علي أن يوقع علينا بضع عشرات اخري من السنين كهذه. ويا للخسارة. وحدهم المؤمنون بالخرافات وبلعنات الالهة يمكنهم أن يجدوا مواساة في معتقداتهم وان يهمسوا الواحد للاخر: لا يوجد ما يمكن عمله. من السماء قيض لنا بان هكذا يفعل كل حزب يضم في صفوفه شمعون بيريس.ب. ميخائيلكاتب في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 7/3/2006