كتاب بريمر ينتقد سياسة بوش في العراق ويكشف عن تناقضات بين رامسفيلد ورايس
كتاب بريمر ينتقد سياسة بوش في العراق ويكشف عن تناقضات بين رامسفيلد ورايسواشنطن ـ من ميريديث ماكنزي:يسخف الرئيس السابق لسلطة الائتلاف المؤقتة في العراق بول بريمر ادارة الرئيس جورج بوش بسبب اخطائها في العراق، لكن تصريحاته العلنية لا تتوافق مع ما كتبه في مذكراته.في كتاب مذكراته سنتي في العراق ينتقد بريمر بشدة قرارات وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وخصوصا تلك المتعلقة باعداد القوات ومخصصات الموارد لمحاربة التمرد السني المبكر.ويكشف بريمر في كتابه عن تناقض سياسي بين مسؤولي الادارة وبشكل خاص بين رامسفيلد ومستشارة الأمن القومي في ذلك الوقت كوندوليزا رايس ازاء اعداد القوات المطلوبة في العراق اثر سقوط بغداد بيد القوات الامريكية في ربيع العام 2003. كما يستشهد بريمر مرات عدة بدراسة لمؤسسة راند توصي بمضاعفة عدد القوات المرسلة الي العراق ثلاث مرات. التوصية ـ التي تحض علي رفع عدد القوات في العراق الي نحو 400 الف ـ تجاهلتها الادارة الامريكية.في الكتاب لا يخشي بريمر الكشف عن محادثاته الصريحة مع بوش التي عبر فيها عن شكوكه ازاء الاستراتيجية العسكرية الامريكية في العراق. وكتب بريمر ان تحذيراته لم تلق الاهتمام. وانتقد بريمر ايضا القيود وانظمة املاء عملية اعطاء عقود اعادة الاعمار الحكومية.وكتب بريمر ان الموارد كانت مطلوبة فورا لحماية القوات الامريكية من التمرد، لكنها حرفت الي الجهود غير الناجحة لايجاد الاسلحة الكيميائية والبيولوجية.ويدعي بريمر في كتابه انه منذ تموز (يوليو) 2003 كان يدرك الحاجة الي اعادة تركيز الموارد لمقاتلة التمرد. ويضيف انه كان يدرك الحاجة الي حماية القوات الامريكية من قاذفات القنابل الصاروخية التي يستخدمها المتمردون، خلال بحثها عن اسلحة الدمار الشامل.ويقول بريمر ان فشل قوات التحالف في سحق التمرد خلال بداياته يعود اساسا الي اهمال واشنطن لطلبه ارسال المزيد من القوات وتحويل اولوية الموارد عن البحث عن اسلحة الدمار الشامل غير الموجودة.متحدثا امام نادي الصحافة في العاشر من كانون الثاني (يناير) دافع بريمر عن قراره الذي لاقي انتقادات واسعة بحل الجيش العراقي القديم لنظام صدام حسين. ونال بريمر اقرارا بفضله في تكوين الجيش العراقي الحالي الجديد الامريكي التنظيم والتدريب.وقال بريمر ان الجيش العراقي القديم تفكك خلال الزحف الامريكي باتجاه بغداد في اذار (مارس) ونيسان (ابريل) 2003 وبالتالي لم يكن هناك جيش وطني فعال ليتم تفكيكه. واضاف ان استعادة او اعادة تكوين هذا الجيش المؤلف من مجندين شيعة وضباط سنة مفوضين من صدام حسين كان يعني وصفة للحرب الاهلية .مع ذلك، ابلغ بريمر جمهور نادي الصحافة في العاشر من كانون الثاني (يناير) ان 80 في المئة من اجمالي القوات و100 في المئة من الضباط والضباط الاداريين في الجيش العراقي الجديد الذين يفخر بهم كثيرا جاءوا من القوات القديمة .وخلافا للرئيس بوش يبدو ان لا مشكلة لدي بريمر في قول: لقد اخطأت . ويقر بريمر بان تفويض تنفيذ سياسته بتفكيك حزب البعث الي مجموعة من السياسيين العراقيين كان خطأ. واضاف ان المجموعة ذهبت بعيدا في تنفيذ ابعاد البعثيين اكثر مما كان يعتزمه.وعبر بريمر في نادي الصحافة عن احباطه من تردد القوات غير الامريكية وبشكل خاص الاسبانية في المحافظة علي قوانين الاشتباك القوية والعمل الهجومي ضد المتمردين.وانتقد بريمر ايران وقال ان طهران لعبت دورا غير مساعد في ضبط الامن والحدود.وواجه بريمر بطبيعة الحال واحدة من اصعب المهمات الدبلوماسية. لقد عهد اليه تنظيم مجتمع متماسك يتمتع بالحكم الذاتي في دولة لا يوجد فيها تقريبا بني تحتية، وحتي موارد قليلة، وعملة لا قيمة لها ومقاومة عنيفة ناشطة. ويبدو ان هناك اجماعا واسعا في امريكا والعراق علي انه فشل فشلا كارثيا. الان في كتابه واطلالاته العامة يحاول بريمر ان يدافع عن سجله ويلقي باللوم علي آخرين. (رويترز)