كان من الاجدر باسرائيل انتظار الخطوات الاولي للحكومة الفلسطينية الجديدة قبل تطبيق العقوبات علي شعبها
من يتعجل المواجهة يتحمل المخاطرة ويتحمل خطر نتائجها المدمرةكان من الاجدر باسرائيل انتظار الخطوات الاولي للحكومة الفلسطينية الجديدة قبل تطبيق العقوبات علي شعبها في نهاية الثمانينيات، في أوج الانتفاضة الاولي، بادر عدد من قادة حماس الي لقائي في غزة محاولين تحسين صورتهم السيئة عند الرأي العام الاسرائيلي. كانت النتيجة من جهتهم كارثية. لانه في زمن الحديث إلي ابتدأت صلاة الجمعة واضطروا الي ضمي اليهم. قال الخطيب في مسجد فلسطين ، المسجد الرئيس لحماس في القطاع، كلمات شديدة في التنديد باليهود واليهودية، وعن فرض القضاء علي الكيان الصهيوني، وكذلك عاب عيبا شديدا الديانة المسيحية ومعتقديها.بعد ذلك بسنين، زمن اعداد فيلم وثائقي في بيت الشيخ ياسين في حي صبرا في غزة، سألت زعيم حماس، الذي اغتالته اسرائيل بعد ذلك، عن الأقوال الشديدة التي سمعتها في المسجد. أجابني ياسين أنه بالرغم من الأقوال التي سمعت، والتي لم تُقل بناء علي اعتقاد قيادة الحركة، فان كل شيء متعلق بتصرف اسرائيل ـ اذا ما انسحبت من جميع المناطق فسيكون في الامكان اقامة هدنة معها ـ أي وقف اطلاق نار لفترة طويلة تبلغ عشرات السنين. مساعد ياسين، اسماعيل هنية، الذي جلس بجانبه، هز رأسه موافقا. وأضاف الشيخ: اذا لم توافقوا علي هدنة، فلا يهمني أن نسكن دولة واحدة، يعيش فيها العرب واليهود معا .تبدو اقوال الشيخ ياسين اليوم كما كانت آنذاك ايضا حلاوة لسان ـ فحماس لم تقصد في مرة ما الي الاعتراف باسرائيل، ولا الي التوصل الي سلام معها، وكل الأحاديث عن الهدنة تهدف الي تهيئة الأذن لفترة انتظار أطول أو علي الأقل توقع الضعف أو انهيار الكيان الصهيوني . وبرغم ذلك، كانت حكومة اسرائيل تستطيع ان تنتظر عدة اسابيع بعد، بل عدة اشهر، للأخذ بخطوات مضادة للفلسطينيين في القطاع وفي الضفة، وهم الذين جلبوا حماس الي السلطة. في الحقيقة أن الخطوات موجهة الي الحكومة الجديدة التي يفترض أن تقوم برئاسة هنية، لكنها ستضر بالسكان جميعا، من ناحية اقتصادية أساسا.يزعم عضو الكنيست عبد المالك دهامشة من القائمة العربية الموحدة، الذي يجري اتصالات وثيقة بهنية أنه مع حماس فقط ستستطيعون صنع السلام . إن دهامشة، ومعه غير قليل من قيادة عرب اسرائيل الذين يعرفون قادة حماس، علي قناعة من أن خطوات عقوبة اسرائيل في مرحلة مبكرة جدا هي متعجلة وستدفع الشعبين الي مواجهة شديدة متواصلة.يصعب ان نتجاهل أن الانتخابات لدي الباب، فما يزال لها أقل من شهر، وكل من يُكثر الحديث في العيب علي حماس فانه يُحسن الي نفسه في صناديق الاقتراع. ولكن قبل قطع تحويل الاموال واغلاق المعابر ربما يحسن أن نستمع الي أناس مثل دهامشة.يحسن أن نذكر أن حماس كانت طوال مدة سلطة فتح في معارضة الحكومة. الآن تولت المعارضة السلطة وحركة فتح في وضعها الحالي لا تستطيع أن تكون لها معارضة جدية. الحكومة الحماسية التي ستنشأ قريبا، خلافا للماضي، ستستطيع الحديث باسم كثرة كبيرة من الفلسطينيين. نستطيع إعمال عقوبات عليها في كل وقت، فلماذا لا ننتظر خطواتها الاولي؟ لماذا لا ننتظر الأخطاء الاولي التي ستقوم بها؟ العجلة من الشيطان ، كما يقول مثل عربي معروف ـ ومن يتعجل المواجهة يتحمل المخاطرة ويتحمل خطر نتائجها المدمرة.يهودا ليطانيكاتب رئيسي في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 1/3/2006