قَدِم من غزة واتهم “حماس” بتعذيبه.. حُكْم بالسجن مدى الحياة على مرتكِب هجوم بسكين في ألمانيا

علاء جمعة
حجم الخط
0

برلين- “القدس العربي”: أعلنت محكمة في بلدة بروكشتيت الإقليمية، الأربعاء، حكمها بالسجن مدى الحياة على المتهم إبراهيم أ. بعد إدانته بتهمة القتل العمد والشروع في القتل، في ما يتعلق بالهجوم الذي وقع في قطار إقليمي بمدينة بروكشتيت، في ولاية شليسفيغ هولشتاين.

وأصدرت المحكمة الإقليمية حكمها على المتهم إبراهيم أ. بالسجن مدى الحياة، بعد أن ثبتت تهمة القتل والشروع في القتل.

وفي جلسة المحاكمة، استمعت الغرفة إلى تفاصيل الحادث عندما هاجم إبراهيم أ. فجأة ركاب قطار إقليمي بسكين مطبخ، ما أدى إلى وفاة شخصين، وإصابة أربعة آخرين بجروح خطيرة.

ووقعت الجريمة في 23 يناير/كانون الثاني 2023، أمام محطة القطار في بلدة بروكشتتيت في منطقة شتاينبورغ، ووجّه مكتب المدعي العام إلى إبراهيم أ. تهمتين بالقتل، وأربع تهم بالشروع في القتل.

وصدر الحكم بعد سلسلة من جلسات المحكمة، حيث شهدت القاعة حضورًا كبيرًا من أفراد العائلات المتضررة والمهتمين بالقضية. وقد استمعت المحكمة إلى الأدلة والشهادات التي أثبتت تورط المتهم في الهجوم، حيث شُدّدت العقوبة بسبب خطورة الجريمة، وتم تحديد أن تعليق العقوبة بعد 15 عامًا يعتبر أمرًا مستحيلاً عمليًا، ما يعكس وجهة نظر المحكمة بشأن خطورة الجريمة وضرورة تأكيد العدالة وحماية المجتمع.

وبحسب مجلة شبيغل الألمانية، فقد تم استدعاء خبير نفسي للتحليل النفسي للمتهم، حيث تبيّن أنه يعاني من اضطرابات نفسية واضطراب ما بعد الصدمة، ولكن لا يوجد ضعف في القدرة على الفهم أو السيطرة، ما دعم قرار المحكمة بتطبيق أقصى العقوبات.

المحاكمة كشفت أيضًا عن سيرة إبراهيم أ.، الذي وصل إلى ألمانيا قادمًا من غزة عام 2014، وقد ادعى أنه تعرّض للتعذيب يد “حماس”. وقدم طلب لجوء في ألمانيا، وبينما حاول محامي الدفاع إثبات عدم قدرته العقلية، أصرّ المدعي العام ومحامو الضحايا على أنه يجب الحكم عليه بالسجن مدى الحياة نظرًا لخطورة جريمته والتهديد الذي يشكله على المجتمع.

وقد أشار القاضي، في بيانه بعد الحكم، إلى أن القرار يأتي بناءً على جميع الأدلة والتحليلات القانونية، وأنه يعكس التزام المحكمة بتحقيق العدالة وتطبيق القانون بكل حزم.

بالرغم من مظهره المرتبك أمام المحكمة، فقد تبيّن لمن يتابعون المحاكمة أنه كان يعي قدراته، وكان قادرًا على فهم ما يدور حوله. ومع ذلك، يبدو أن هناك تضاربًا بين تصريحاته خارج المحكمة، وما يقوله داخلها، حيث اعترف بارتكاب الجريمة خارج القاعة، في حين أنه نفى تلك التهمة أمام القاضي. هذا السلوك المتضارب يفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول حالته العقلية ودرجة موثوقيته في الاعتراف بالجرم المنسوب إليه.

إلى جانب ذلك، فإن سلوك إبراهيم أ. داخل السجن يثير مزيدًا من التساؤلات حول حالته النفسية، حيث تمثل حالات العنف والتهديد التي قام بها ضد زملائه السجناء والموظفين السجانين مؤشرًا قويًا على انخراطه وعدم استقراره النفسي. هذه الأحداث تضعنا أمام تساؤلات متعددة حول طبيعة سلوكه وتصرفاته، وتشير إلى أهمية إجراء تقييم نفسي شامل لفهم حقيقة حالته العقلية والتصرفات التي قام بها.

وقبيل المحاكمة، ألقت المحامية كلمة مؤثرة عن ابنة موكلها، آن ماري، التي كانت تريد إكمال دراستها.

وبحسب مجلة شبيغل الألمانية، فإن المتهم، وبعد أن حصل على إمكانية محدودة للبقاء في ألمانيا، كان عائداً من مقابلة مع دائرة الأجانب بشأن تمديد إقامته أو تعديل وضعيته، وهو ما قد يقود إلى أنه كان محبطاً أو يعاني من الاكتئاب.

على الجانب الأمني، من المتوقع أن تزيد السلطات من إجراءاتها لمراقبة السجناء الخطرين وضمان سلامة المجتمع، وقد تشمل هذه الإجراءات زيادة التفتيش والمراقبة داخل السجون، وتكثيف الجهود لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمساجين المعرضين للخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية