قيادات فتح في واد وقواعدها في آخر
كان مقررا ان تتحول حركة فتح عن الهدف الذي جاءت من اجله، واخذت تجر معها ولاء شعبنا بعيداً عن اهدافه الي غير اتجاه واضح، واكتملت القناعة عند قيادات فتح بأن اجهزة المنظمة قد عجزت عن ان تطرح تصورا صادقا لالتزاماتها وان تضع قدميها علي بداية الطريق لاستقطاب الشريحة العريضة المناصرة والمؤازرة لها وتجميعها، ورأت ان زمام المبادرة الذي حافظت عليه قد اوشك ان يضيع من يد الحركة الفلسطينية.وحتي هذه اللحظة لم تتصد لاستعادة زمام الموقف وان تقفز من مرحلة التنظيم من التشريعي، الي مرحلة التنظيم الي التشريعي رغم كل الظروف القاسية والصعبة التي تعيشها الحركة وغياب معلمها الاول الشهيد ياسر عرفات.إن المشكلة اساساً تكاد تنحصر في انعدام وجود الثقة بين القاعدة وقيادات الحركة الفتحاوية الذين يمسكون بزمام السلطة، ونحن نسمع كثيرا من التصريحات والوعود ذات الحرارة المرتفعة والتي تعبر عن ادارة التغيير والاصلاح ولكننا لا نجد لهذه التصريحات اي ترجمة عملية في مجال الحياة اليومية لهذا الوطن، سواء علي مستوي السلطة او الخطة او مستوي الادوات، وبالعكس نجد داخل السلطة وادواتها في غياب الخطة والبرامج تناقضات رهيبة تجعلنا لا نطمئن وفي حالة قلق وحذر دائم، لم تستطع السلطة ان تقدم لنا ضمانا واحدا يعطينا الثقة والاطمئنان.في السلطة اكثر من تيار.. اكثر من جماعة.. اكثر من جهة وبالتالي نحن لا نستطيع ان نثق او نطمئن، اي تركيبة وزارية او اية لجنة او ادارة من ادارات السلطة في هذا البلد لا تتمتع بأية درجة من الانسجام الداخلي الا من يوجد بينهم تقاطع مصالح مادية وخصخصة السلطة الوطنية، حيث انها اصبحت شركة خصوصية محدودة لاشخاص متنفذين همهم الاول والاخير حجم العائدات المادية عليهم ولا يستمعون الي هموم ومشاكل القاعدة الممتدة او المواطن المغلوب علي امره، لا يستمعون الا لما يسيل عليه لعابهم من المليارات التي يؤكل نصفها ونصف النصف للتقاسم والربع الاخير الخالي يضيع في الاوراق والمكاتبات والاروقة.ان خلق طبقة من القيادات والزعامات التي تقبل التعامل معها وفتح المجال لممارسات شكلية وسيولة مادية تلهي طموح الافراد بقضايا غير قضية الاحتلال وتحاول اعطاءهم ملامح خاصة VIP تنمو بشكل يميزها ويعزل بينها وبين باقي التجمعات الفلسطينية من اجل شق وحدة الصف الفتحاوي او الفلسطيني هو امر مرفوض.احمد عدوانرسالة علي البريد الالكتروني6