قلق تجاه تولي السودان رئاسة الاتحاد الافريقي

حجم الخط
0

قلق تجاه تولي السودان رئاسة الاتحاد الافريقي

قلق تجاه تولي السودان رئاسة الاتحاد الافريقينيروبي ـ من اندرو كوثورن: تواجه افريقيا حاليا امكانية تولي احدي أسوأ حكوماتها سمعة رئاسة الهيئة التي تهدف الي ضمان شيوع السلام والديمقراطية في انحاء القارة كما لو أن القارة لا تواجه ما يكفي من تشويه في الصورة. وبعدما حقق السودان بالفعل نصرا دبلوماسيا باستضافة قمة الاتحاد الافريقي القادمة المقررة في 23 و24 كانون الثاني (يناير) الجاري ستكسب الخرطوم وضعا أفضل اذا تولت أيضا الرئاسة الدورية القادمة للاتحاد الذي يضم في عضويته 35 دولة وفقا لما يمليه النظام الاساسي. ويمكن لحكومة الرئيس عمر البشير ان تستغل ذلك لتغيير الصورة السيئة المنتشرة عنها في الخارج بسبب الصراعات داخل وخارج الحدود السودانية خاصة بسبب الحرب في منطقة دارفور بغرب البلاد. لكن امكانية تولي السودان رئاسة الاتحاد الافريقي تثير مخاوف منتقدين كثيرين يعتبرون هذا البلد أحد أسوأ السفراء المحتملين لافريقيا كما يخشون أن يؤدي ذلك الي تجاهل عملية السلام في دارفور.ويأمل المنتقدون أن تتمكن القوي الدبلوماسية الكبري في القارة مثل جنوب افريقيا ونيجيريا من العثور علي مرشح أكثر ملاءمة. وقال ديفيد موزيرسكي الخبير بشؤون السودان والذي يقيم في نيروبي اذا تولي السودان رئاسة الاتحاد الافريقي فذلك يعني انه يحصل علي مصداقية.. ولكن للاضرار بالاتحاد . واضاف كانت حكومة السودان أحد أسوأ مدبري انتهاكات حقوق الانسان في قارة افريقيا علي مدي العامين الماضيين . وتعد دولة تشاد المجاورة التي تتهم السودان بدعم المتمردين الذين يسعون للاطاحة بالرئيس ادريس ديبي هي الدولة الوحيدة التي تشن حملة صريحة مضادة للخرطوم. وقال ديبي ان جارا عدوانيا مثل السودان غير قادر علي استضافة القمة المقبلة للاتحاد الافريقي.. ناهيك عن ان يكون الرئيس القادم للاتحاد الافريقي. ويريد ديبي ان يظل الرئيس الحالي للاتحاد الرئيس النيجيري اولوسيجون اوباسانجو في منصبه.وقال وزير الاتصالات التشادي هورماجي موسي دوجمور لـ رويترز ان ديبي يعتزم مقاطعة القمة رغم ان مبعوثا من بلاده سيحضر اذا لم نتمكن من الغاء القمة والا فسنقطع العلاقات . وهدد المتمردون الذين يقاتلون حكومة الخرطوم في دارفور بالانسحاب من محادثات السلام التي يرعاها الاتحاد الافريقي في العاصمة النيجيرية ابوجا اذا تولي البشير رئاسة الاتحاد وهو ما زاد من حدة الجدل المثار. وتشعر جماعات حقوق الانسان بالغضب ايضا من امكانية تولي البشير رئاسة الاتحاد. والخرطوم متهمة بدعم ميليشيا الجنجويد التي شنت حملة من أعمال الاغتصاب والقتل والسلب ضد المدنيين في دارفور وصفتها واشنطن بانها ابادة جماعية . وقال بيتر تاكيرامبودي مدير فرع أفريقيا بمنظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها الولايات المتحدة ينبغي علي الاتحاد الافريقي الا يكافيء رعاة الجرائم ضد الانسانية . واضاف كيف يمكن للاتحاد الافريقي ان ينظر اليه بوصفه وسيطا يتمتع بالمصداقية في دارفور اذا كان أحد الطرفين المتحاربين يستضيف قمته ويتولي رئاسته أيضا؟ . وللاتحاد الافريقي بعثة مكونة من نحو سبعة الاف جندي يراقبون وقفا هشا لاطلاق النار في دارفور ولذا فمن شأن تولي السودان رئاسته أن يضع حكومة الخرطوم في موقف محير. وقال المحلل باتريك سميث من نشرة افريكا كونفيدنشال والمقيم بالمملكة المتحدة سيكون ذلك أمرا محيرا وغير مسبوق الي حد بعيد . واضاف انه (البشير) سيرغب في ابقاء البعثة ضعيفة وصغيرة الحجم.. ولذا فسيدخل في مواجهة مع (رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ألفا عمر) كوناري الذي يريد تعزيز البعثة . ويقول دبلوماسيون ان هناك قدرا كبيرا من عدم الارتياح في دول ما وراء الصحراء الكبري تجاه فكرة تولي السودان رئاسة الاتحاد حيث تتحدث بعض البلدان فيما بينها حول دول بديلة رغم وجود كتلة مؤيدة للسودان في الشمال الافريقي المسلم. غير ان القوتين الاقليميتين الرئيسيتين المتمثلتين في جنوب افريقيا ونيجيريا التي تراس الاتحاد حاليا لا ترغبان في ان ينظر اليهما علي أنهما تؤثران في باقي القوي. ويضيف الدبلوماسيون انه فيما تسري شائعات قبل القمة الا انه لم يظهر حتي الان اجماع حول مرشح اخر. وقال برينس ماشيلي من معهد دراسات الامن في بريتوريا سيكون من الصعب علي رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي الا يسمحوا للسودان بتولي الرئاسة . واضاف الزعماء الافارقة يتسمون بالدبلوماسية في التعامل مع القضايا الحساسة ولن يثيروا القضايا المتعلقة بحقوق السودان . وتكمن احدي المشكلات في الافتقار الي الوضوح بخصوص قواعد الاتحاد الافريقي. فالدولة المضيفة عادة ما تتولي الرئاسة ولكن ذلك غير ثابت. وقال سيفاماندلا زوندي مدير فرع أفريقيا بمعهد الحوار العالمي وهو مؤسسة بحثية مقرها جوهانسبرغ الشيء المناسب هو أن يعمل الاتحاد الافريقي علي وضع معيار للرئاسة التي يفترض أن تكون مثالا علي كل ما يدور حوله الاتحاد خاصة في وقت تحاول فيه افريقيا ايجاد مكان لها علي الساحة الدولية وتظهر ان ذلك ليس عملا جرت عليه العادة . ويتجنب السودان نفسه تسليط الضوء علي القضية. وينفي السودان رعاية العنف في دارفور ويقول ان اتفاق السلام التاريخي الذي وقع بين الشمال والجنوب العام الماضي يظهر المؤهلات التي يتمتع بها.وقال محللون ان السودان بهذه الطريقة يقلل من الاثر السلبي الذي قد ينعكس عليه اذا تم تخطيه من رئاسة الاتحاد الافريقي رغم كونه الدولة المضيفة. (رويترز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية