قاض متشنج ومحاكمة رديئة

حجم الخط
0

قاض متشنج ومحاكمة رديئة

قاض متشنج ومحاكمة رديئة جاءت محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين ومجموعة من مساعديه بعد استئنافها امس بقاض جديد مهزلة بكل المقاييس لافتقارها الي الحد الادني من العدالة والموضوعية الاجرائية، الامر الذي يؤكد وجاهة الاسباب التي ادت الي استقالة القاضي رزكار محمد امين من هذه المهمة، وتفضيله البقاء في منزله احتراما لنفسه، ولمبادئ العدالة التي يؤمن بها.القاضي الجديد رؤوف عبد الرحمن تصرف بطريقة تنطوي علي الكثير من العجرفة وسوء السلوك، منذ اللحظة الاولي التي بدأت فيها المحاكمة، وكأنه يريد ان يقول بانه سيتبع نهجا مختلفا عن زميله السابق المستقيل يقوم علي الشدة والقسوة، الامر الذي جعل المحكمة اقرب الي محاكمات الدول الدكتاتورية منها الي محاكمات عهد جديد في العراق يفترض انه ديمقراطي.فالقاضي عبد الرحمن تهجم بطريقة غير مؤدبة علي المتهمين، واصدر اوامره بطردهم من المحكمة، وكأنه دكتاتور لا يريد ان يعلو اي صوت آخر علي صوته، الامر الذي ترك انطباعا سيئا عند الكثيرين من المراقبين ورجال الاعلام ودفع فريق الدفاع الي الانسحاب احتجاجا، والتهديد بعدم العودة الا بعد اعتذار القاضي عن هذه الممارسات التي لا تمت الي القانون الحر باي صلة.تصرفات القاضي عبد الرحمن ذكرتنا بمحاكمة المهداوي بعد ثورة تموز العراقية، مثلما ذكرتنا بمحاكمات الانظمة الدكتاتورية العسكرية في العالم الثالث، والوطن العربي بالذات في مرحلة الانقلابات العسكرية.ان هذه التصرفات المشينة من شخص من المفترض انه يمثل العدالة، ويتسم بسعة الصدر، وضبط الاعصاب، تؤكد ان كل ما تردد عن ضغوط وتدخلات كبري تعرض لها القاضي السابق رزكار امين كانت صحيحة للغاية.فمن الواضح ان حكام العراق الجدد استاءوا من تمسك القاضي امين باجراءات العدالة وافساحه مساحة كافية من الوقت للمتهمين للدفاع عن انفسهم بطريقة حضارية، ولهـــذا دفعوه الي الاستـــقالة عندما رفض ان يدير المحكمة بالطريقة التي يريدونها، واصدار احكام عاجلة بالاعدام.دورات المحكمة الاولي اثبتت ان التهم الموجهة الي المتهمين لا تستند الي ادلة قوية، مثلما اثبتت ان العهد السابق اكثر رحمة بالعراق من العهد الجديد، فالمتورطون في مجزرة الدجيل جري توفير محاكمات لهم، بينما تقتل القوات الامريكية الآلاف دون ان يكون لهؤلاء الضحايا والشهداء اي ذنب.ان ممارسات القاضي الجديد الاستفزازية وخروجه عن ابسط شروط العدالة والمحاكمات النزيهة تؤكد مرة اخري علي ضرورة نقل هذه المحاكمات الي دولة خارجية محايدة مثل لاهاي او جنيف، اللهم الا اذا كان القرار قد صدر باعدام المتهمين، وما سيجري في الايام القليلة المقبلة مجرد تمثيلية رديئة الاعداد والاخراج.9

mostread1000000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية