في يوم عيدكم… يا عمالنا العظماء

حجم الخط
0

كل عام والعمال بألف خير… كل عام وأنتم بألف صحة وعطاء ونشاط.. أنتم العظماء الشرفاء.. فكل عام وأنتم بخير.. يبدو أن الرب الأعظم ومن شدة حبي للعمال واحتكاكي الدائم معهم قرر أن أطل برأسي على الدنيا في يوم عيدهم هذا، ولعمري أنها مفخرة لي ولكل شخص أن يولد في مثل هذا اليوم.. كان الله في عون عمالتنا العربية، فما أعظم الظلم الواقع على هذه الطبقة، ولقد وددت أن أحكم العالم بأسره فأحتفل بهم كل يوم وكل ساعة، وأن أنصفهم وأزيل همومهم وأغني فقرهم وأسد عوزتهم، فهم خلايا الجسد العامر، وكريات الدم الحمراء التي تحيا بها البلدان.
كل عام نحتفل بعمالنا العظماء الشرفاء، ويمر يومهم سريعا عابرا يحمل في طياته الكثير من التحدي والأسى.. كم أتمنى يوما أن نحتفي حقا وصدقا بانتصاراتهم وإنجازاتهم، نحتفي بتدشين مؤسساتهم ومصانعهم، كم أتمنى يوما أن أصحو فأرى بأم عيني إبداعاتهم وابتكاراتهم تبرز للعالم ونسابق بها كل الدنيا، أيها العمال أنتم وقود الأمم ورمز الشعوب وحرية الأوطان، نعتز بمساهماتكم في تحرر أوطانكم وازدهار مجتمعاتكم، ونفخر بما حققتموه لضمان مستقبل زاهر لنا ولأطفالنا.
أيها العمال الشرفاء إليكم جميعا أهدي كلماتي المتواضعة هذه، أعلم أنها قطرة في بحر عطائكم، لكن علني وأنا أخط حروفي هذه أن أحس بكم، وبتضحياتكم وآلامكم التي لم نقدرها حتى اللحظة.. وفي خضم هذه الحياة الصعبة، أقدم لكم تحية بحجم كل قطرة عرق طاهرة شريفة سالت من جباهكم في سبيل حياة شريفة ومجتمع أقوى، تحية بحجم كل ذرة ظلم تعرضتم لها من أي شخص كان، تحية بحجم انتمائكم وإخلاصكم، صدقوني أن كل ما بذلتموه وتبذلونه سيجازيكم الله عنه بقدر وفائكم وضمائركم الحية، ألا يكفيكم شرفا أن أنبياء الله تعالى كانوا عمالا مثلكم؟ ألا يكفيكم أن تعلموا أن الله يحبكم ويحب إتقان أعمالكم؟ ألا يكفيكم شرفا أنكم تسعون في مناكب الأرض حتى تسدوا جوعكم وجوع أطفالكم برزق حلال طاهر؟ تحية لكم بحجم لذة لقمة العيش التي تكتسي طعماً لا يحسه إلا من قضى يومه سعياً وراء رزقه المترع بالتضحيات، يرضي به ربه وضميره الحي… لكم مني جميعاً ومن كل العالم: كل عام وأنتم بألف ألف خير.. والله يعطيكم العافية.

م . معاذ فراج كاتب ومدون من الأردن

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية