في فلسطين.. التاريخ يعيد نفسه!

حجم الخط
0

في فلسطين.. التاريخ يعيد نفسه!

في فلسطين.. التاريخ يعيد نفسه!شهد التاريخ ظواهر معينة تكررت ودون تحصيل أدني استفادة من التجربة… فنجد أن نموذج الخيانة هو نفسه يتكرر ولكن مع اختلاف الشخصيات .. فعندما طلب جلال الدين خال قطز المدد في الجيوش والعون من البلدان العربية المجاورة في سورية ومصر لمحاربة التتار والذين كانوا آنذاك قاب قوسين أو أدني من بلده رفضوا مساعدته رفضا قاطعا مع أن التتار بعد أن يفرغوا من جلال الدين والذي اتخذ غزنة مقرا لحكمه سوف يأتون بسرعة الرياح ليجتاحوا بلاد العرب وليجوسوا في البلاد ويعيثوا في الأرض فسادا وهذا للأسف ما قد حصل.كما وضاعت الأندلس بسبب التنازع علي الحكم وعلي تآمر وتحالف بعض الحكام العرب مع الغرب المسيحي من اجل مصالح دنيــــوية ومصالح شخصية أنانية لا تخدم إلا شخص أو مجموعة حاكمة.ويمكن أن نري مثل هذه الأحداث من خلال تاريخ فلسطين في الثلث الأول والثاني من القرن العشرين حيث قدمت بريطانيا مشروع تقسيم 1937 وهو يخدم اليهود أكثر ويمكنهم من إقامة دولة علي ارض خصبة وغنية وساحلية وأعطي في المقابل الأرض البور للفلسطينيين وأيضا يجعل المقدسات الإسلامية في أيدي الانتداب.ولم ير مثل هذا المشروع النور .. حيث كانت حادثة اغتيال حاكم لواء الجليل اندروز بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير حيث تدل هذه الحادثة علي تطور أسلوب المقاومة وتمكنها من الوصول إلي شخصية عسكرية كبيرة وهذا مؤشر خطر وكما حدث في أوائل انتفاضة الأقصي المباركة عندما وصل إخواننا البواسل في الجبهة إلي قتل وزير السياحة الإسرائيلي زاييفي .فكان من بريطانيا أن صعدت من سياستها وفرضت آنذاك عقوبة الإعدام.. واعدم أكثر من 100 مقاوم ممن يمتلك السلاح وأحكمت الطوق حول فلسطين من اجل وقف المساعدات. ويجيء بعد ذلك مشروع الكتاب الأبيض وهو مشروع تقسيم أيضا حيث أرادت بريطانيا أن تحتفظ بسلطتها في المنطقة إلي أن تتم عملية الانتقال من الانتداب إلي الاستقلال وأيضا تسمح لخمسين ألف مهاجر يهودي بالدخول إلي فلسطين خلال 5 سنوات بالإضافة لدخول 25 ألف يهودي علي دفعة واحدة وهؤلاء الفارين من الاضــــطهاد في الغرب.ولم ينجح هذا المشروع أيضا ولكن هذه المرة لأسباب خارجية تخص بريطانيا أكثر حيث كان السبب الحقيقي وراء فشل المشروع وعدم تنفيذه ليس خوف بريطانيا من العرب، بل هي أسباب ذاتية بحتة خاصة بــــبريطانيا حيث جاء مشروع التقسيم في ظروف اشتداد الخطر النازي ـ الفاشي الذي يهدد مصالحها في الوطن العربي، وهكذا فالتاريخ يعيد نفسه.فهمي خميس شرابغزة ـ خان يونس[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية