في ذكري موزارت (1756 ـ 1791): كتب أول سمفونية في الثامنة و أوبرا في الثانية عشرة.. ومات مكتئبا
محسن ظـافـر غـريـبفي ذكري موزارت (1756 ـ 1791): كتب أول سمفونية في الثامنة و أوبرا في الثانية عشرة.. ومات مكتئبافي ذكري مولد الموسيقار العبقري موزارت الـ 250 (نهاية شهر كانون الثاني/يناير 2006م)، نبدأ من حيث بدأ التاريخ في مهد الحضارات والفن والدين والقيثارة، مستحضرين قول الكاتب الكوني هيرمان هيسه (الحائز علي جائزة نوبل للآداب قبل 60 سنة ـ 1946م) الذي استوعب التاريخ الإنساني وفهم أن أصل الثقافة الأوروبية التي هي الابنة الشرعية لعراق الأعراق العريق، وإسحاق وعثمان الموصلي، هو الحضارة الإغريقية الأعمق في الموسيقي. نبدأ من آثار موقع تلوح جنوبي بابل وأور آزر إبراهيم الخليل أبي الأنبياء (ع)، حيث استخدم الساميون الذين هم أرومتنا ولسنا ضد السامية Anti – Semetic ، القيثارة السومرية العراقية، كما كانوا هم من أوجد عملة الشيكل المتداولة اليوم في الدولة العبرية إسرائيل، وكان ذلك في الألف الخامس قبل ميلاد السيد المسيح (ع)، فكانت القيثارة السومرية قبل 7 آلاف سنة أول آلة موسيقية، وكانت آلات النفخ ( مثل المصفار) أصل آلة الفلوت، والأنابيب الفضية والكنارة، مذ بدأ التاريخ الموسيقي الذي رشح أمثال موزارت، من الوركاء العراقية سنة 500 ق.م وبرهان ذلك في آثار النحت علي الأختام التي تبيّن آلات الإيقاع: العصي، المصفقات، الشخاليل الصوتية والأجراس والصنوج والصلاصل والجلاجل.وبينما يتبوأ التيار الإسلامي عبرالانتخابات موقعه في أهم الأقطار العربية العراق ومصر وفلسطين، كانت وصفة موسيقي موزارت مع رائحة شواء الشاورما، توعز لمخ رئيس حكومة إسرائيل ارييل شارون المولود في فلسطين سنة 1928م، بأن يحرك أطرافه علي سرير الموت!، لأن الموسيقي تحفز أواصر الأعصاب، في مركز التفكير المجرد في المخ، فالرنين المغناطيسي قد كشف أن نصفي المخ المكون 70% منه من الأعصاب، نصفه الأيمن والأيسر يتأثر50% منه إيجابيا بالنمو والذكاء بتأثير الموسيقي لدي من يري الموسيقي غذاء الروح. و أن موزارت نفسه كان قد تأثر بالطقوس المصرية الفرعونية في استلهامه الأشكال الهندسية الهرمية لدي إبداعه رائعته سمفونية وأوبرا النايات الساحرة ، لأن الموسيقي هندسة وحدة الزمن.بطلب من إمبراطورالنمسا يوسف الثاني، التقي شاعر أباطرة فيينا لورنسو دا بونتيه بموزارت الذي كان عمره 27 ربيعا، لإنجاز ثلاثة أعمال هي: أوبريت زواج فيغارو الكوميدية التي عُرضت في العاصمة النمساوية فيينا سنة 1787م، و دون جوان سنة 1787م، و هذا ديدن النسوة سنة 1790م. الأولي مقتبسة عن مسرحية بذات الإسم كتبها سنة 1775م مؤلف حلاق إشبيلية (بومار شيه)، التي خلدها الموسيقار الإيطالي روسيني في الأوبرا الشهيرة التي عُرضت أول مرة سنة 1816م، بعد تخليد الموسيقار موزارت ، وكانت، ناقدة للمجتمع الذكوري المتطرف، وتعبر عن المشاعر الإنسانية (غيرة الحب والزهد الروحي والشره الجنسي والأسي والغضب مع حنين الي امتيازات طبقة النبلاء التي تعرضت لثلاث سنوات عصيبة)، وقد بلغ فيغارو، الذي ينوي الزواج من الخادمة سوزان، أن الكونت رب المنزل الذي يعملان به مافيفا ينوي ممارسة حق النبلاء القديم الذي يبيح له قضاء ليلة الدخلة مع خادمته لأنها أمة من ذات اليمين!، فيتصافق فيغارو مع الكونتيسة زوجة ذلك الكونت لتغليب الإحراج الأدبي. وكان وصي الكونتيسة دون بارتولد يحاول تهديد فيغارو بالزواج من الخادمة الأخري، لأنه لم يدفع لها الديون التي بذمته! بيد أن أسلوب تخفي الكونتيسة بزي الخادمة سوزان، ينجح عملية الإحراج تلك. أما الخادم المغرم تشيرو بنيو، فله دور هزلي مع الكونتيسة ضمن سياق مرح ذلك العصر مع مقاطع غنائية بدون موسيقي، لكنها محبوكة بفلسفة واعدة بالسعادة، نجدها في موسوعة ديدرو الشهيرة.بدأ موزارت التأليف الموسيقي في الرابعة من عمره، وجاب علي مدي ثلاث سنوات أوروبا علي نفقة وسمعة والده الموسيقار، وعاد الي مسقط رأسه مدينة سالتسبيرغ ولما يبلغ العاشرة من عمره. وتحتفل هذه المدينة بعام موزارت (2006م) الذي عاش 35 ربيعا، والذي ولد عبقريا ومات مكتئبا، وهي مدينة نمساوية، بوضع إسمه علي الواح الشيكولاته. شقته المتواضعة رأت فيها عيناه النور حتي كرهها وغادرها بحثا عن الموسيقي (تقع هذه المدينة علي الحدود الألمانية وكانت المانية). لم يوافقه والده حتي توفي حسرة علي فراق ولده موزارت، الذي غادره الي فيينا (عاصمة الحلوي والأوبرا والدانوب!) التي مات فيها، مع زملاء العبقرية الطليان صناع الأوبرا. بدأ بكتابة أوبرا لتكريم روح والده، الذي كان محترفا الموسيقي وهو الذي اكتشف موهبة ولده موزارت، صغيرا سنة 1791م، فنجد في مذكرات أخت موزارت، أنها في زيارتها مع أبيها وأخيها زارت العاصمة البريطانية لندن، كانت حالة والدهما الصحية متردية، ففرض الوالد عليهما أن يخلدا الي السكينة وعدم الاقتراب من آلة البيانو، فاستثمر الفتي موزارت الوقت بتأليف سمفونيته الأولي لكل آلات الأوركسترا، وكان دون سن الثامنة من عمره، عندما عزف أول سيمفومنية ولحن أول أوبرا في سن 12، ودعاه إمبراطور النمسا يوسف الثاني ليعزف له في قصره، ليسحب سنة 1787م البساط من تحت أقدام موسيقيي القصر الطليان، الذين تحلقوا حول كبيرهم أنطونيو ساليبري، ولم يقتصرعلي 15 أوبرا فوضع أكثرمن 56 سيمفونية و21 كونشيرتو بيانو وأكثرمن 20 سوناتو بيانو من تأليفه، وعمل لحساب مسارح أوبرات خاصة لسداد ديونه ليدخل التاريخ عبرالموسيقي ويكون صاحب الذكري محتفي به تتنازعه دول الجوارالتشيكية الألمانية النمساوية، علي أنه منها، رغم أنه توفي في فيينا في مقبرة جماعية شأن الفقراء، وأوصي بأن تكون الألمانية لغة موسيقاه العالمية الكلاسيكية، حيث لا لغة ولا وطن لغذاء روح الإنسان الموسيقي.بعد الحرب الكونية الثانية أجبر الألمان السوديت علي النزوح من المنطقة الحدودية التشيكوسسلوفاكية عقابا لهم علي تعاونهم مع الغازي النازي إبّان هذه الحرب . وكانت التلفزة النمساوية تبث دعاية استفزازية للألمان السوديت، جسدها ملصق جداري ضخم علق في الشارع تضمن صورة لموزارت مع مساءلة: أقام موزارت نصف عقد من الزمن في تشيكا، أما أنتم؟. وقد مثل النمساويين المبعدين عن الأراضي التشيكية (باعتبارهم من الألمان) عضو حزب الأحرار في الائتلاف الحاكم يوهان هيرزوغ القائل: أنه لتزوير للتاريخ وإهانة لضحايا الألمان السوديت، أن التشـــيك يريدون إيجاد انطباع بأن تشيكيا كانت دائما بأسطورة الحدود مجافية للواقع، وأن موزارت لم يزر تشيكا مطلقا، وإن إفترضنا زيارته لها، فقد زار التشيك، وأن براغ كانت مدينة المانية آنذاك، وعليه فإن من غيرالمقبول البتة بعد نصف قرن من التصفيات التشيكية للجماعات الألمانية وقوع كهذه السخرية، وعليه ينبغي إيقاف هذه الحملات الدعائية.رئيس تجمع الألمان السوديت في النمسا غيرهارد زهيسيل بدوره يدلي بدلوه قائلا: إذا كتب علي الملصقات واستخدم في الدعاية التلفزية بدلا من كلمة تشيكيا كلمة بوهيميا فلا اعتراض من قبل تجمعنا. أما زعيمة مركز وكالة تشيكيا السياحية في فيينا نورا دولانسكا فإنها ترد: ليس بمكنتي تصور قيام وكالة سياحية مركزية بدعوة النمسا وبين زيارة دولة بوهيميا غيرالموجودة بدلا من تشيكيا، وأن اعتراض هيرزوغ لأمر غريب، فالعديد من النمساويين أعربوا خلافا له عن تهانيهم لتلك الحملة الدعائية لأنها توكيد لوجود حسن جوار بين البلدين مذ زمن طويل، وفي ذات الوقت رغبة الناس بزيارة تشيكيا فضلا عن طرح إسم وصورة موزارت في الملصق بشكل ينسجم وقيام التحضيرات الضخمة في النمسا للاحتفال عام 2006م بالذكري السنوية 250 لمولد الموسيقارالعملاق موزارت. ومختلف المطبوعات قد ذكرت أن موزارت قد جذبته براغ، وأن العديد من مقاطعه الموسيقية كان لعموم الفتيان والأناس يترنمون بها في الطرقات وجلهم كان ناطقا باللغة التشيكية.المؤرخ التشيكي توماس ستيرنيسك من معهد التاريخ في أكاديمية العلوم التشيكية أعرب عن استغرابه من التفسيرالذي يطرحه بعض الألمان السوديت مقرا بأن مفردة تشيخين ( تشيكيا) لم يكن يُتداول بها خلال القرن 18م، بيد أن أراضي التاج التشيكي كانت فعلا تضم بوهيميا ومورافيا وسيلزكو أي أقاليم الدولة التشيكية الحالية. فضمن النظام الملكي تكون المواطنة التشيكية لكل مواطن، بصرف النظر عن تكلمه باللغة التشيكية أو الألمانية، وعليه فلا مبرر للتفرقة بين كون موزارت قد أشاد في براغ بالتشيك أم بالألمان. الألمان السوديت احتجوا سنة 2004م علي اعتزاز التشيك بميل موزارت الي براغ لأنه قال: إن البراغيين الذين يعنونني يتفهمونني (الألمان السوديت يفسرون ذلك بأنه لايعني التشيك في عبارته هذه بل هو يعني سكان براغ من الألمان).زعيم التجمع زهيسيل منذ سنوات عدة حاول إقناع الصحافة النمساوية الرياضية باستخدام الأسماء الألمانية السابقة للمدن التشيكية مثل مدينة ليبريتس التشيكية، ينبغي أن تسمي ريخنبيرغ ، ومدينة شبيندلسيروف ميلين الجبلية هي سبيندلير موهلي. أما مدير مركز وكالة السياحة في فيينا فيري: سوف تتواصل الحملة الدعائية؛ لأننا جميعا نتفهم ما وراءها، ألا وهو القول بأن من دواعي ازدهار السياحة في هذا القطر أو ذاك، كون موزارت أقام في هذه المنطقة الأوروبية، وينبغي التعرف علي معالمها وآثارها وطبيعتها .كاتب من العراق يقيم في هولندا0