في أحوال الحب

حجم الخط
1

(1) أن تُحبّي شاعرا ً
يعني أن تتركيه يعدُو – حرّا ً – خلفَ ظبياتِ عينيكِ ،
يتبعها إلى ‘ وادي السّيْر ‘
مسامرا ً ( عرارَ ) على كأس ٍ و ‘ نُوريّة ‘ .

أن تحبي فقيرا ً
يعني أن تفهمي رغبتَه في الجلوس ِ على الرّصيف
مادام الحذاء جديدا ً ،
و انشغاله عن أصابعك ِ في عدّ صحونِ المقهى
كلّما حمل النادل فاتورة .

(2)
أن تحبّي فلسطينيا ً
يعني أن تُشبهي كلّ العواصمِ
إلا عاصمة َ البلادْ ؛
فالقدسُ لا كفوٌ لها ،
و لا لها أحدْ
– إلا أجراس حزنه و آذان الروح – .

أن تحبّي فلسطينيا ً
يعني أن تفهمي حزنه
كلما تذكّر أشجارَ الجدّةِ ،
و راح يلملمُ حبات ِ التّوت ِ – من وحل ِ المخيم – في جيب ِ قميصهِ ،
و يبكي إذ ينبت الفراغ على صدره ..

(3)
أن تحبي ابن النهر ِ
يعني أن تفهمي رغبته بالمشي ِ – سريعا ً – حتى تنقطعَ يديهِ ،
و تنقطع الأفكارْ ،
أن تفهمي لهفته للتعبْ ،
و تعجبك ِ فكرته الملساءَ عن الوطن ِ ،
و عن ‘ عمّان ‘ !

أن تحبي ابن النهر
يعني أن تصفّقي له إذا الغيظُ في صدره احتدمْ ،
و إذا ابتسمْ ،
أن تفهمي وقوفه العفويّ للسلام ِ الملكيّ قبلَ الإفطار ِ ،
و قبل صعود ِ الباص ِ ،
و قبل دخول ِ المقهى ،
و قبل النومِ ،
و قبل القُبلة ..

(4)
أن تحبّي فلسطينيا ً
يعني أن تتحزّمي له بشريط الأخبار العاجلة ،
و تحفظي أسماء الشهداء عن ظهر حب .
يعني أن تعبري به و لو بلاطة ً في الدار – إلى جهة البلادْ ،
و تشيري :
أليست فلسطينُ هكذا أقرب ؟

أن تحبّي فلسطينيا ً
يعني أن تكوني خيمتَه الأخيرة !
_______________
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد العقاد:

    يسعدك يا محمد ، ما أجملك !

إشترك في قائمتنا البريدية